الوفي تتوجز بجائزة سفيرة السلام العالمية وتقول: في المغرب قيم التسامح والسلام واحترام الاختلاف أسلوب حياة

ثقة تيفي

تم تتويج الوزيرة السابقة، نزهة الوافي، أمس السبت في العاصمة البريطانية لندن، بجائزة “سفيرة السلام العالمية للمرأة” Global Women Peace Ambassador) ) التي تمنحها منظمة الاتحاد النسائي من أجل السلام العالمي WFWP)).

وفي كلمتها خلال حفل التتويج قالت الوافي إن هذا التكليف بالنسبة لها “مسؤولية عظيمة ألقيت على عاتقي في زمن تزداد فيه الحاجة إلى تعزيز قيم السلام والحوار وإعادة بناء الثقة في عالم يواجه تحديات معقدة ومتسارعة”.

وأضاف أن التكليف يأتي “في ظرفية دولية دقيقة، حيث يعاني العالم من انقسامات وتشقق متزايدين، ويكاد المجتمع الدولي يفقد مرتكزاته الأساسية. وأصبح عاجزا عن تقديم إجابات وافية للتحديات الكبرى التي تواجهنا وتواجه عيشنا المشترك: كيف يمكن أن نتعايش معا ونحن مختلفون؟ وكيف نحافظ على وحدتنا الإنسانية في ظل تعدد الهويات والثقافات؟

وفي هذا السياق، أستحضر الوزيرة المكلفة بالبيئة سابقا، النموذج المغربي، الذي قالت “إن  قيم التسامح والسلام واحترام الاختلاف ليسا فيه مجرد شعارات، بل أسلوب حياة”. وأضافت أن “المملكة المغربية، بفضل تاريخها العريق وهويتها المتعددة الثقافات، ظلت عبر القرون نموذجا للتسامح والتعايش”.

وقالت الوفي إن المغرب برئاسة الملك محمد السادس ظل يحافظ ويقاوم من أجل حماية التعددية والتنوع الثقافي الذي يميزه، فهو على مدى قرون تميز بالقدرة على  إنتاج التوافق الجماعي وبلورة أجوبة مؤسسة للتراكم الثقافي الغني.  وأكدت المتحدثة في كلمتها “ان المغرب بخصوصيته الثقافية … استطاع أن يكون جسرا بين الحضارات والثقافات، حيث اجتمع فيه روح الإسلام السمح والروح الأفريقية، الأصالة العربية، والانفتاح المتوسطي، لينسج تجربة فريدة من التعايش” وأضافت أنه تحت قيادة الملك محمد السادس قدم المغرب للعالم نموذجا عمليا لتعزيز قيم الحوار والتعايش.

وفي تقديم رؤيتها للعمل المستقبلي قالت الوفي إنه في عالم يتآكل فيه الإيمان بإمكانية العيش المشترك بسبب الحروب، والأزمات الاقتصادية، والتحديات البيئية، يصبح التعايش ودرء الكراهية مرتبطًا بخلق بيئة تعيد الثقة للناس بأن كسب هذا التحدي ممكن.

ولتحقيق ذلك، قالت الوفي أنها ستركز على محورين أساسيين هما العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة،
حيث لا يمكن أن نحقق سلاما وتعايشا مستداما دون مواجهة التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية التي تقوض الاستقرار. والمحور الثاني يتعلق بالحوار الثقافي والديني، إذ نحن بحاجة إلى استثمار أعمق في تقارب الشعوب والثقافات، وتعزيزدور النخب الععلمية والثقافية لبناء جسور التفاهم المتبادل.

واستثمرت الوفي كلمتها لتوجه دعوة خاصة إلى الشباب والنساء، “فهم عماد المستقبل ومحرك التغيير” بحسب قولها. مضيفة أن مشاركتهم النشطة في بناء مرجعيات العيش المشترك وتعزيز قيم الحوار أمر لا غنى عنه، ليس فقط لأنهم يمثلون الأغلبية، ولكن لأنهم يحملون رؤية جديدة قادرة على تجديد الثقة بين الشعوب.

وختمت المتحدثة كلمتها بالقول إن “العيش المشترك يبدأ عندما نؤمن بأن اختلافنا هو مصدر قوتنا، وأن الحوار هو أرقى أشكال الإنسانية، وأن   قيم التسامح، والعمل الجماعي، والإيمان بأن درئ الكراهية والسلام والتعايش  ليس خيارا، بل هو ضرورة وجودية.

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version