■ ثـــقــة تــيـفي
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، يوم الخميس، عن إدراج “النجوع في الطب”، العمل الطبي الأشهر للفيلسوف والطبيب الأندلسي ابن طفيل، ضمن سجل ذاكرة العالم، إلى جانب 73 مجموعة وثائقية جديدة تم اعتمادها هذا العام.
يُعد “النجوع في الطب” — الذي قدمه المغرب إلى المنظمة — أطروحة طبية تعود إلى القرن الثاني عشر، كُتبت في شكل قصيدة من بحر الرجز، وهو نمط شعري تقليدي استُخدم لتسهيل حفظ العلوم بفضل بساطته ونغمته الموسيقية. ويُظهر هذا العمل الموسوعي الجمع المتقن بين الدقة العلمية وجمالية الأسلوب الأدبي.
وتحتفظ مكتبة القرويين بمدينة فاس بمخطوطة نادرة لهذا العمل القيم، الذي يعكس عمق تقاليد الطب العربي الأندلسي وروح الابتكار في طرق نقل المعرفة.
يمتد النص على 148 صفحة ويضم 7,700 بيت شعري، موزعة على سبع مقالات تحتوي على فصول دقيقة التصنيف.
ويغطي مختلف أمراض الجسم البشري بدءاً من الرأس وحتى القدمين، شاملاً أمراض الرأس، الوجه، الحلق، الصدر، الجهاز التنفسي، الهضمي، الكلى، المسالك البولية، إضافة إلى الحمى بمختلف أنواعها والإصابات الخارجية التي تدخل ضمن علم السموم.
ابن طفيل، واسمه الكامل أبو بكر محمد بن عبد الملك القيسي، وُلد في الأندلس وتوفي سنة 1185م. تعلّم الطب في غرناطة، وعمل قاضيًا ووزيرًا في عهد الدولة الموحدية، كما ذاع صيته في الفلسفة بفضل روايته الرمزية الشهيرة “حي بن يقظان”، التي أثّرت بعمق في الفكرين العربي والأوروبي.
كما أدرجت اليونسكو في سجلها لهذا العام “القانون في الطب” للفيلسوف والطبيب الشهير ابن سينا، إذ توجد نسخة نادرة من كتابه الرابع في المكتبة الوطنية الجزائرية. وقد شكّل هذا المؤلف أحد الركائز الأساسية لتعليم الطب في الشرق والغرب حتى القرن السابع عشر.
يُذكر أن برنامج ذاكرة العالم، الذي أُسس عام 1992، يهدف إلى الحفاظ على التراث الوثائقي للبشرية وضمان وصول الجميع إليه، في ظل التهديدات المتزايدة التي تواجه هذه الكنوز المعرفية من تدهور وتقادم وكوارث.
وبفضل الإضافات الجديدة، بات سجل ذاكرة العالم يشمل 570 مجموعة وثائقية تمثل التنوع الثقافي والمعرفي للبشرية، مقدّمة من 72 دولة وأربع منظمات دولية، تغطي مواضيع مثل الثورة العلمية، مساهمات المرأة في التاريخ، ومعالم التعددية الثقافية.
