يشارك الاتحاد الأوروبي في الدورة الـ 17 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب 2025، من خلال برمجة تنكب على موضوع الحفاظ المستدام على الموارد المائية في القطاع الفلاحي.
وتندرج هذه الشراكة، التي تنخرط فيها بعثة الاتحاد الأوروبي في المغرب، ومكتب “إيراسموس + المغرب”، وممثلو برنامج “إحياء” الخاص بإنعاش المجال القروي، في إطار الشراكة الخضراء بين المغرب والاتحاد الأوربي المواكبة للإصلاحات التي تقوم بها المملكة في قطاعي الفلاحة والغابات من أجل فلاحة أكثر صمودا وابتكارا وإدماجا.
وطيلة هذا الأسبوع، يقترح الاتحاد الأوروبي برنامجا غنيا موجها للمهنيين والجمهور العريض والشباب تحت شعار “حلول مستدامة للحفاظ على الماء خ دمة للفاعلين الفلاحيين”. كما ستنظم، في هذا السياق، محاضرات موضوعاتية منها الحفاظ على الموارد الطبيعية – التربة والأحواض النهرية والفرشات المائية – وتثمين المياه العادمة المعال جة في الميدان الفلاحي. فضلا عن ذلك، سيتم تخصيص حصص إخبارية لمواكبة الفاعلين المغاربة بشأن التشريعات الأوروبية الجديدة وكذا فرص الولوج إلى السوق الأوروبية.
وبهذه المناسبة، قالت سفيرة الاتحاد الأوروبي بالمغرب، باتريسيا يومبارت كوساك إن “الاتحاد الأوروبي يسجل حضوره في الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب 2025 بع ل م أوروبا، إلى جانب دوله الأعضاء. حضورنا يعكس التزامنا من أجل فلاحة أكثر استدامة، فلاحة تستطيع رفع تحديات الماء والمناخ وإدماج المجالات الترابية”.
وتابعت قائلة “ندعم الإصلاحات الطموحة التي يقوم بها المغرب من خلال الشراكة الخضراء. إن الحفاظ على الموارد المائية وتسريع الانتقال الأخضر للمنظومات الفلاحية وتطوير الاستثمارات الفلاحية والغابوية وإحداث الفرص لفائدة الشباب والعالم القروي، هو هدفنا المشترك”.
ويعكس حضور الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء والشركات الأوروبية بالملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب 2025 دينامية العلاقات التجارية بين المغرب والاتحاد الأوروبي. فبعد مرور 25 سنة على دخول اتفاق الشراكة بينهما حيز التنفيذ، تجاوزت التجارة الثنائية بين الجانبين 60 مليار يورو سنة 2024. ويمثل الاتحاد الأوروبي ما يقارب نصف الواردات المغربية وما يناهز ثلثي صادراته وأكثر من نصف الاستثمارات الخارجية في المغرب.
يذكر بأن المبادلات الفلاحية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب بلغت مستويات قياسية سنة 2024 حيث سجل المغرب فائضا تجاريا بلغ أكثر من 1,4 مليار أورو. وقد أم ن الاتحاد الأوروبي 60 في المائة تقريبا من حاجيات المغرب من القمح بينما أصبح المغرب المصدر الأول للطماطم والخضر إلى السوق الأوروبية.
وتجمع الاتحاد الأوروبي بالمغرب شراكة فلاحية تاريخية تمتد لأكثر من 35 سنة وتتطور باستمرار لمواجهة التحديات الراهنة. فالتغير المناخي والإجهاد المائي والأمن الغذائي من بين الرهانات التي تعزز البعد الاستراتيجي لهذا التعاون. كما أن شعار ملتقى هذه السنة “الفلاحة والعالم القروي: الماء في قلب التنمية المستدامة”، يعكس هذا التوجه ويتناغم مع أولويات الشراكة الخضراء بين المغرب والاتحاد الأوروبي.
المصدر: (ومع)
