أعلنت الوكالة الوطنية للموانئ عن فتح مناقصة لإدارة وتشغيل أكبر حوض لبناء السفن في القارة الإفريقية. تمثل المنشأة التي تبلغ 52 فدانا في مدينة الدار البيضاء، استثماراً ضخماً خصص المغرب 300 مليون دولار لبنائها.
يركز المشروع على جذب مشغلي أحواض بناء السفن ذوي الخبرة لتطوير المنشأة، التي ستكون قادرة على تلبية احتياجات السوق المحلي والدولي في مجال السفن التجارية، العسكرية، وسفن الصيد.
وقال عبد اللطيف الهواوي، مدير الاتصالات في الوكالة الوطنية للموانئ، في تصريح خاص لوكالة بلومبرغ “نهدف إلى الاستحواذ على جزء من الطلب الذي يذهب إلى أحواض بناء السفن المشبعة في جنوب أوروبا، بالإضافة إلى تلبية احتياجات السوق الإفريقية للسفن المتجهة إلى أوروبا”.
وأشار الهواوي إلى أن الحوض الجديد، الذي يتميز بحوض جاف طوله 244 مترًا وعرضه 40 مترًا، مزود أيضًا برافعة سفن عمودية قادرة على حمل 9,000 طن
يسعى المغرب من خلال هذا المشروع، إلى تعزيز قدرته على صيانة وإصلاح سفنه العسكرية داخل البلاد، بدلاً من الاعتماد على الخارج، مما سيسهم في تخفيف العبء المالي الناجم عن العجز التجاري المزمن. كما يُتوقع أن يساهم الحوض في تطوير صناعة بناء السفن في المغرب ويعزز مكانته كمركز صناعي إقليمي.
ستكون المناقصة مفتوحة للمشغلين الذين يمكنهم تقديم أفكار مبتكرة لدمج أنشطة بناء السفن ضمن مشروع الحوض. ووفقًا للهواوي، “نريد أن نكرر نجاحنا في صناعة السيارات، وأن نخلق صناعة متكاملة تؤدي إلى نمو اقتصادي مستدام”.
وتعد هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية المغرب لتعزيز قطاع الصناعات الثقيلة وجذب الاستثمارات الأجنبية، وهو ما سيعزز من مكانة المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي في مجال البناء البحري.