بعد مرور نحو تسع سنوات على السرقة التي تعرّضت لها نجمة مواقع التواصل الاجتماعي كيم كارداشيان في العام 2016، تتواصل في باريس مند الإثنين 28 أبريل 2025 المحاكمة المرتبطة بهذه العملية التي تتعدى قيمة كل المسروقات فيها بشكل كبير عشرات الآلاف من اليورو التي تمت مصادرتها من اللصوص المزعومين.
++ أكبر سرقة لفرد من 20 سنة
وتنظر محكمة الجنايات في باريس في الأغراض الثمينة المسروقة من كيم كارداشيان، أثناء وجودها في غرفتها بالفندق خلال أسبوع الموضة الباريسي، ومنها خاتم خطوبة كبير وطاقم أسنان من الذهب والماس وقلادة قيمتها 230 الف يورو.
ولم يعثر داخل منازلهم سوى على أوراق نقدية من فئة 50 يورو، إذ لم تتم مصادرة لا قلادات أو ألماس أو حتى خاتم تبلغ قيمته 3,5 ملايين دولار قال المجرمون لكارداشيان إنهم أتوا لسرقته.
وقد عثر على نحو 17 ألف يورو لدى عمر آيت خداش المتهم بالتخطيط للسرقة، وعلى قرابة 141 ألف يورو في أكوام من الغسيل تعود إلى فلوروس هيروي، فيما صودرت خمسة آلاف يورو خلف أقراص فيديو رقمية على رف تاجر المجوهرات المزعوم مارسو باوم غيرتنر (توفي قبل المحاكمة).
وفي منزل نجل يونس عباس الذي اعترف بأنه كان أحد المشاركين في العملية، عثر على 65 ألف يورو، معظمها داخل كيس بلاستيكي.
وأوضح القاضي دافيد دو با أن “قيمة المسروقات الإجمالية قدرت بنحو تسعة ملايين يورو، وهي أكبر عملية سرقة لفرد تسجل منذ عشرين عاما”.
وقال المحقق في المحكمة “نحن نتعامل مع مجوهرات تتمتع بميزات فريدة… الخاتم من 19 قيراطا، وحجمه مماثل لقطعة مربعة من الشوكولا”، مشيرا إلى ان “بيعه صعب”. وقال إن المتاجرين بالبضائع المسروقة عادة ما يتمكنون من “الحصول على 10 إلى 15%” من السعر الفعلي للمجوهرات، لا أكثر.
وقال القاضي “إنها مخاطرة كبيرة مقابل القليل من المال…”، مؤكدا أن الشرطة كانت مقتنعة بأن المجرمين كانوا يعدون “لعملية أخرى” عند توقيفهم.
ولن يتم استجواب المتهمين الذين ينفي معظمهم تورطهم بعملية السرقة، حتى الأسبوع المقبل، بعد جلسة استماع لكيم كارداشيان الثلاثاء.
ويتوقع أن تستمر المحاكمة حتى 23 مايو، في قصر العدل التاريخي بالعاصمة الفرنسية. وأعلنت كيم كارداشيان البالغة 44 عاما أنها ستدلي بشهادتها في 13 مايو.
++ 10 دقائق كافية
وحضر إلى قاعة المحكمة المتهمون العشرة، وهم تسعة رجال وامرأة، واللافت هو أن متوسط العمر في هذه العصابة يتجاوز الستين عاما، وهم جميعا من أصحاب السوابق في عمليات السطو والاحتيال وبيع المسروقات، وأطلقت عليهم الصحف اسم “عصابة الأجداد”.
في تفاصيل الحادثة أنه قرابة الساعة 3 صباحاً من يوم الثالث من أكتوبر 2016، اقتحم رجلان ملثّمان غرفة النجمة الأميركية التي كانت تضع رداء الاستحمام وتستعد للنوم. وقد صرخت كارداشيان بوجهما فيما توجها إليها بلكنة فرنسية قوية وطلبا منها “خاتمها”، بحسب قولها.
وأما الخاتم فهو ذلك الذي قدّمه لها مغني الراب كانييه ويست وتقدّر قيمته ب4 ملايين دولار، ودرجت كارداشيان التي كانت في سن ال35، على عرضه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما تعرض تفاصيل أخرى من حياتها. لكنها حصلت على تعويض مالي عن مسروقاتها.
فكانت كل المعطيات مغرية لمن وصفتهم الصحافة الفرنسية بـ”اللصوص الأجداد”: ماسة ضخمة، وصاحبتها شخصية مشهورة تقيم دائما في الدارة الفندقية نفسها التي لا تتوافر فيها حماية كافية، والتأكد من وجود النجمة في شقتها لأنها كان تفصح دوماً عن مكان وجودها في الوقت الفعلي.
حصلت السرقة بسرعة، ولم تستغرق سوى نحو عشر دقائق. ولم يُعثَر إلا على قلادة أوقعها اللصوص في الشارع خلال هروبهم. ويُعتقد أن المجوهرات الذهبية أذيبت، ورجّح المحققون الذين صادروا مئات الآلاف من اليوروهات من المشتبه بهم لدى توقيفهم بعد ثلاثة أشهر من عملية السطو، أن قسما كبيرا من المسروقات بيعت في بلجيكا.
357 مليون متابع واللصوص لا يعرفون مَن هي كارداشيان
اشتهرت كيم كارداشيان بفضل برنامج “كيبينغ أب ويذ ذي كارداشيانز” Keeping Up With the Kardashians، وما لبثت نجمة تلفزيون الواقع أن أصبحت سيدة أعمال بارزة، وكانت رائدة كـ”مؤثرة”، قبل اتساع هذه الظاهرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وكان عدد متابعي حسابها على إنستغرام 84 مليونا عام 2016، وارتفع اليوم إلى 357 مليونا.
لكنّ اللصوص لم يكونوا يعرفون اسمها، إذ سألوا موظف الاستقبال في الفندق عن “زوجة مغني الراب”. ولم يدركوا هويتها وحجم شهرتها إلا بعد أن رأوا الاهتمام الإعلامي الواسع بالسرقة والضجة العالمية التي أثارتها.
++ “اللصوص الأجداد”
كان متوسط أعمار هؤلاء “المحتالين من الطراز القديم” ، كما وصفهم المحققون، نحو 60 عاما عندما نفّذوا السطو، لذلك اشتهروا إعلاميا بـ”اللصوص الأجداد”، ولم يعترف بالمشاركة في العملية سوى اثنين منهم.
بعد مرور نحو تسع سنوات على عملية السطو، قد تتخلل المحاكمة بعض التعقيدات، نظرا إلى أن المتهمين تقدموا في السن وبعضهم مرضى. وتوفي أحدهم في مارس الفائت، في حين سيُفصَل ملف أكبرهم سنا بيار بويانير (80 عاما) عن القضية لأنه في وضع لا يسمح بمحاكمته.
أما عمر آيت خداش (68 عاما)، فقد القدرة على السمع ولم يعد يستطيع التعبير عن نفسه إلا بالكتابة، وفق ما أفادت وكيلته المحامية كلويه أرنو.
++ خبرة في السرقة لكن …
الطريف الذي برز في تسجيلات كاميرات الفيديو في الشوارع المحيطة أن هؤلاء اللصوص الأجداد وبالرغم من خبرتهم في مجال السرقة والسطو، إلا انهم ارتكبوا أخطاء كثيرة، حيث تركوا بصماتهم الوراثية في مكان السرقة، وفروا من المكان مستخدمين الدراجات الهوائية العمومية، بل وسقط الذي كان يحمل الغنيمة من على دراجته.
وسيمثل عمر آيت خداش وشريكه ديدييه دوبروك وثمانية آخرين طلقاء في قاعة المحكمة بحضور نحو 400 صحافي، ربعهم من الأجانب المعتمدين. وسبق أن صدرت في حق خداش ودوبروك أحكام في قضايا سرقة واتجار بالمخدرات.
وسيتعين على القضاة أن يحدّدوا مَن فعل ماذا، والأهم من ذلك، كيف تمكّن المجرمون من الحصول على معلومات دقيقة. وألقى التحقيق المسؤولية على غاري مادار، شقيق سائق كيم كارداشيان، لكنه نفى هذه الاتهامات بشكل قاطع.
وفيما يتعلق بكيم كارداشيان التي ظنت وقت السرقة أنها ستموت، فقد امتنعت بعدها عن زيارة باريس لمدة طويلة، وتوقفت عن عرض حياتها، أقلّه في الوقت الفعلي، على وسائل التواصل الاجتماعي.
المصدر: أف ب + مونت كارلو الدولية