“قصر طائر” .. “هدية” قطر لترامب تثير “جدلا سياسيا وقانونيا وأخلاقيا” في واشنطن

أثار تقرير إعلامي نشرته شبكة “ABC” الأمريكية جدلاً واسعاً، بعدما أفاد بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يستعد للقيام بأول جولة خارجية موسعة خلال ولايته الثانية، قد يقبل طائرة فاخرة من طراز ” 747-8″ من العائلة الحاكمة في قطر، لاستخدامها مؤقتاً كطائرة رئاسية بديلة عن “إير فورس وان”.

ودافع دونالد ترامب الأحد عن خططه لقبول طائرة رئاسية جديدة لتستخدم كـ”اير فورس وان”، رغم القوانين الصارمة التي تنظم منح الهدايا لرؤساء الولايات المتحدة.

ورجحت شبكة “آيه بي سي نيوز” التي كانت أول وسيلة إعلامية تورد النبأ أن تكون الطائرة وهي من طراز بوينغ 8-747 جامبو أثمن هدية تتلقاها الحكومة الأميركية على الإطلاق، حيث وصفتها بأنها “قصر طائر”.

وتنفي الدوحة بشكل رسمي نية “إهداء” الطائرة، وأكدت الحكومة القطرية وجود محادثات مع الجانب الأمريكي حول “إمكانية تسليم الطائرة للاستخدام المؤقت”، مشددة على أن “الملف لا يزال قيد الدراسة القانونية، ولم يُتخذ أي قرار نهائي بعد”.

الأنباء، التي انتشرت قبيل زيارة ترامب المرتقبة إلى الشرق الأوسط – والتي تشمل كلاً من قطر، السعودية، والإمارات – أثارت انتقادات حادة من قبل معارضيه في الداخل الأمريكي. 

ويأتي الجدل بشأن الطائرة وتباهي ترامب بأنها “مجانية” على وقع أسئلة يواجهها الرئيس الأميركي بشأن احتمالات تضارب المصالح مع الأعمال التجارية التابعة لعائلته واستغلال منصبه.

واعتبرت الخبيرة القانونية كاثلين كلارك، من كلية الحقوق بجامعة واشنطن في سانت لويس، أن الخطوة المحتملة تعكس “سعياً من ترامب لاستخدام السلطة الحكومية لتحقيق مكاسب شخصية”، ووصفت الأمر بـ”الشائن”.

كما سخر زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، من شعار ترامب السياسي قائلاً” لا شيء يُجسّد ’أمريكا أولاً‘ مثل طائرة رئاسية تُقدّم من قطر”، مضيفاً “ما يحدث ليس مجرد مجاملة دبلوماسية، بل تأثير أجنبي فاضح”.

وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت متأخر الأحد لم يشر فيه إلى قطر، شن ترامب هجوما حادا مدعيا أن الطائرة “هدية” مؤقتة ستذهب إلى وزارة الدفاع وستحل مكان طائرة عمرها اربعة عقود.

وقال ترامب (78 عاما) إن العملية “شفافة”، موجها سهام النقد إلى الديموقراطيين “الذين يرغبون في انفاق المال على طائرة رئاسية جديدة دون داع”.

يمنع الدستور الأمريكي المسؤولين الفيدراليين من قبول أي هدايا أو مناصب أو مكافآت من حكومات أجنبية دون موافقة الكونغرس، ما يجعل المسألة القانونية محور جدل حاد بين الإدارات المعنية حالياً.

لكن ترامب يسعى للالتفاف على القانون عبر تسليم الطائرة إلى مكتبته الرئاسية عقب مغادرته المنصب.

وسيتم الإعلان عن الخطة بالتزامن مع زيارة ترامب ثلاثة بلدان خليجية هذا الأسبوع، بينها قطر، بحسب ما ذكرت “إيه بي سي” و”نيويورك تايمز”.

وقالت حليفة ترامب اليمينية المتشددة لورا لومر إن قبول الطائرة القطرية سيكون “وصمة عار” على الإدارة.

وقالت على منصة “إكس” “لا يمكننا القبول بـ+هدية+ بقيمة 400 مليون دولار من جهاديين ببزات رسمية”، مضيفة بأن “القطريين يمولون نفس عملاء إيران ذاتهم في حماس وحزب الله الذين قتلوا جنودا أميركيين”.

لكن البيت الأبيض ووزارة العدل يعتبران بأن الهدية قانونية لأنه لم يتم منحها مقابل أي خدمة أو إجراء معين، ما يعني بالتالي أنها ليست رشوة، وفق ما أبلغت مصادر شبكة “آيه بي سي”.

كما أن الخطوة غير منافية للدستور، على حد قولهما، لأن سلاح الجو الأميركي سيتسلمها أولا قبل تسليمها إلى مكتبة ترامب الرئاسية، وبالتالي لن ت منح لأي شخص.

من جانبها، اعتبرت “اللجنة الوطنية الديموقراطية” بأن الخطوة دليل على أن ترامب يستغل البيت الأبيض لتحقيق مكاسب مالية شخصية.

وقالت اللجنة في رسالة عبر البريد الإلكتروني أرسلتها إلى أنصار الحزب الديموقراطي “بينما تستعد العائلات العاملة للتعامل مع ارتفاع التكاليف والرفوف الفارغة، ما زال ترامب يركز على إثراء نفسه وداعميه من أصحاب المليارات”.

وندد عدد من الديموقراطيين بالخطة إذ وصفها السناتور كريس مورفي بأنها “غير قانونية إطلاقا” بينما اعتبرت النائبة كيلي موريسون بأن هدية من هذا النوع ترقى إلى “فساد سافر” و”رشوة” غير أخلاقية ولا دستورية.

وفيما أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن التنسيق جارٍ مع نظيرتها القطرية بشأن “إمكانية النقل المؤقت للطائرة”، تبقى الأنظار متجهة إلى الكونغرس والإدارات القانونية لحسم المسألة، في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول مدى التزام الرئيس ترامب بالقواعد الدستورية والتقاليد الدبلوماسية.

ونقلت شبكة “ABC”  أن ترامب قام بجولة في الطائرة، التي تم تكوينها بشكل فخم لدرجة أنها تعرف باسم “القصر الطائر” ، بينما كانت متوقفة في مطار ويست بالم بيتش الدولي في فبراير الماضي.

وهي هدية ستكون متاحة للاستخدام من قبل الرئيس ترامب كطائرة طيران جديدة حتى وقت قصير من مغادرته منصبه. في ذلك الوقت سيتم نقل ملكية الطائرة إلى مؤسسة مكتبة ترامب الرئاسية، حسبما قالت مصادر مطلعة على الترتيب المقترح لشبكة ABC News…

قالت مصادر متعددة مطلعة على الترتيب المقترح إن الطائرة ستنقل مبدئيا إلى سلاح الجو الأمريكي، الذي سيقوم بتعديل الطائرة البالغة من العمر 13 عاما لتلبية المواصفات العسكرية الأمريكية المطلوبة لأي طائرة تستخدم لنقل رئيس الولايات المتحدة.

وقالت المصادر لشبكة ABC News إنه سيتم بعد ذلك نقل الطائرة إلى مؤسسة مكتبة ترامب الرئاسية في موعد أقصاه 1 يناير 2029، وسيتم دفع أي تكاليف تتعلق بنقلها من قبل القوات الجوية الأمريكية.

وفقا لخبراء صناعة الطيران، تبلغ القيمة المقدرة للطائرة التي سيرثها ترامب حوالي 400 مليون دولار، وذلك بدون معدات أمن الاتصالات الإضافية التي سيحتاج سلاح الجو إلى إضافتها لتأمين الطائرة وتجهيزها بشكل صحيح من أجل نقل القائد العام بأمان.

كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال لأول مرة، تم بالفعل تكليف شركة الطيران L3Harris بإصلاح الطائرة لتلبية متطلبات الطائرة الرئاسية.

المصدر: وكالات

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version