انتقل إلى رحمة الله صباح يوم السبت الفقيه والإمام عبد العزيز الكرعاني، بإحدى مصحات بوسكورة، بعد صراع طويل مع مرض عضال. وخلف هذا المصاب الجلل صدمة عميقة لدى محبيه ومعارفه، الذين نعوه بكلمات مؤثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
الراحل عبد العزيز الكرعاني كان إماماً بمسجد القاضي عياض في مدينة الدار البيضاء، إلى جانب عمله كإطار تربوي بإحدى المدارس الخاصة، حيث عرف بقراءته الخاشعة وصوته الرائع، مما أكسبه محبة واسعة وتقديراً كبيراً من طرف مختلف شرائح المجتمع المغربي.
بدأ ارتباط الشيخ الكرعاني بالقرآن الكريم منذ نعومة أظفاره، التحق بكتاب خاله في حي درب الفقراء بالدار البيضاء وهو في الخامسة من عمره، وتمكن من حفظ جزء من القرآن الكريم بفضل ذاكرته القوية وطريقة الحفظ المميزة التي اعتمدت على الكتابة والمراجعة المستمرة. رغم انقطاعه عن الكتاب للدراسة النظامية حتى المرحلة الجامعية، إلا أن محفوظاته ظلّت راسخة في ذاكرته.
في الجامعة، وبعد أن كان يغني في الفنادق وقاعات الأفراح، استجاب لنداء التوبة والهداية في سنة 1998، فترك الغناء وكرس جهوده لحفظ القرآن الكريم وتأثر بقراء عظماء مثل الشيخ كامل يوسف البهتيمي والشيخ المنشاوي.
انطلق في مسيرته المهنية مترجماً في مختبر للأدوية ثم في التجارة الحرة، قبل أن يلتحق بالتعليم سنة 1999، حيث ظل مكلفاً بالأنشطة المدرسية في إحدى المؤسسات الخاصة.
ختم الكرعاني القرآن كاملاً واعتمد على نفسه في ذلك، حيث بدأ إمامته في مسجد التوبة بدرب الفقراء، ثم مسجد التيسير في حي سيدي معروف، إلى أن صار إماماً رسمياً بمسجد القاضي عياض منذ سنة 2006، ممارساً دوراً بارزاً في تحفيظ وتدريس القرآن الكريم.