“النمل الزومبي” .. إليك كيف يتحكم طفيلي في سلوك النمل لتحقيق “استراتيجيته”

الزومبي أو الموتى الأحياء (Zombie بالانجليزية) يطلق على الجثة المتحركة التي أثارتها وسائل سحرية من الساحرات أو حدث خطأ بالعقل وغالبا ما يطبق هذا المصطلح غير الحقيقي لوصف شخص منوم مجرد من الوعي الذاتي، حسب تعريف “ويكيبيديا”. وقد تم تطبيق مصطلح “الزومبي” على الموتى الاحياء في أفلام الظلام والرعب.

وتجاوزت صناعة أفلام “الزومبي” علاقة المصلح بالسحر والشعوذة لتربطه بالعدوى الميكروبية، وبالفعل تظهر بعض الدراسات أن الإصابة ببعض الميكروبات تصيب المريض بحالة لا يختلف فيها عن “الزومبي”.

وتكشف دراسة حديثة كيف أن إصابة النمل بطفيلي يحولها إلى “زومبي” حقيقي، وأظهرت كيف أن الطفيلي يتحكم في سلوك النملة بشكل كلي لتحقق “استراتيجيته” في الحياة.  

وحسب “الجزيرة نت”، اكتشف باحثون من قسم علوم النبات والبيئة بجامعة كوبنهاغن أن نوعا من الطفيليات يسمى “ديكروكويليام ديندريتيكام”، يتحكم تماما في أدمغة النمل بحيث يدفعه للتحرك بالطريقة التي يرغب فيها الطفيلي، لا النمل نفسه.

و”ديكروكويليام ديندريتيكام”، حسب نفس المصدر، من الديدان المفلطحة التي تصيب القنوات الصفراوية والكبد في بعض الحيوانات مثل الأغنام، ويمكن كذلك أن تصيب الإنسان.

وتبدأ دورة حياة هذا النوع من الطفيليات بغزو أجسام الحيوانات الأخرى، فتضع البيض داخلها، ويتم طرح ذلك البيض عن طريق الفضلات، ولو وصل ذلك البيض إلى الغذاء أو الماء الخاص بكائن آخر فسينتقل إليه، ليصبح المضيف الجديد، وهكذا.

نمل مُتحكم فيه

وللتوصل إلى تلك النتائج، التي نشرها الباحثون في دورية “بيهافيورال إيكولوجي”، حسب نفس المصدر، وضع الباحثون علامات على عدة مئات من النمل المصاب وغير المصاب بهذا الطفيلي في غابات بيدستروب بالقرب من مدينة روسكيلدا الدانماركية، ثم راقبوا سلوك النمل طوال اليوم.

وقد تبيّن لهذا الفريق البحثي أن النملات المصابة بهذا الطفيلي هي فقط التي تستجيب لظروف من الضوء والرطوبة ودرجة الحرارة تفيد الطفيلي، وبينما ترتفع درجة الحرارة، تنزل النملة للتخفي في العشب، ولكن حينما تنخفض درجة الحرارة تصعد النملة أعلى العشب.

وبحسب الدراسة، فقد ظهر أن النملة تتحرك في أوقات الفجر وقبل الغروب بطريقة تدفعها لتصبح جزءًا من غذاء البقر أو الخراف أو الغزلان أو أي حيوان راعٍ آخر، حيث تقف مباشرة وتنتظر أعلى الأعشاب التي تأكلها تلك الحيوانات.

وقد خلص الباحثون إلى أن ما يقوم به الطفيلي طريقته للوصول إلى الكائن المضيف الخاص به، حيث يتحكم في دماغ النملة ويوجهها إلى أعلى العشب، فيأكلها الكائن المضيف.

وبحسب الدراسة، فإنه حينما يدخل قطيع من الطفيليات إلى جسم النملة فإنه ينقسم إلى مجموعتين، الأولى يكون فيها فرد واحد فقط غالبا، يسافر مباشرة إلى رأس النملة ليذوب في مكونات الدماغ هناك، فيغير من تركيبته ويعطيه مجموعة الأوامر الجديدة.

أما بقية الفريق فيسافر إلى بطن النملة، وهناك يحيط نفسه بغلاف يحميه من الأحماض المعدية الخاصة بالنملة، وينتظر حتى تجيء اللحظة التي يدخل فيها إلى بطن أحد تلك الحيوانات التي ترعى على الأعشاب، ومن هناك ينطلق في دورة حياة جديدة.

وبحسب بيان صحفي أصدرته جامعة كوبنهاغن، فإنه قد أثار انتباه الباحثين ذلك الدور الذي لعبه الطفيلي الوحيد المتوجه للدماغ، إذ إن دوره إيثاري تماما، يضحي بنفسه مباشرة من أجل مصلحة بقية الفريق، علمًا بأن السلوكيات الإيثارية من هذا النوع مرصودة من قبلُ في عالم الحيوان.

المصدر: الجزيرة نت

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version