قال المُهاجم الهولندي ذو الأصول المغربية أنور الغازي، إن خسارة مصدر رزقه «لا تُقارَن بالجحيم الذي يعيشه الأبرياء»، بعد أن فسخ نادي «ماينتس» الألماني عقده، يوم الجمعة، بسبب منشورات دعمه لغزة.
وأعلن ماينتس متذيّل ترتيب «دوري الدرجة الأولى الألماني»، في بيان، إنهاء التعاقد مع الغازي (28 عاماً)، بعد التمسك بموقفه من دعم غزة، عبر الإنترنت، رغم تحذيره من النادي.
وجاء القرار رغم أن «ماينتس» أعلن عودة اللاعب إلى التدريبات، يوم الاثنين الماضي، بعد إيقاف قصير، عقب منشوره الأول الداعم لغزة التي تتعرض لهجمات إسرائيلية عنيفة.
وانضمّ الغازي إلى «ماينتس»، هذا الموسم، في انتقال مجانيّ، وخاض ثلاث مباريات فقط، وسبَق له تمثيل أندية «أياكس أمستردام»، و«ليل» الفرنسي، و«أستون فيلا»، و«إيفرتون» الإنجليزيين، كما خاض مباراتين دوليتين مع منتخب هولندا.
وردّ الغازي على القرار قائلاً، عبر منصة «إكس (تويتر سابقاً)»: “قف مع الحق، حتى إن كان يعني ذلك الوقوف بمفردك” . وأضاف: “خَسارة مصدر رزقي ليست شيئاً، مقارنة بالجحيم الذي يعيشه الأبرياء والمستضعفون في غزة. أوقفوا القتل”.
ونشرت صحيفة «فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ» الألمانية، في وقت سابق اليوم، تقريراً عن فتح المدَّعي العام بمدينة كوبلنتس تحقيقاً ضد الغازي؛ «للاشتباه في تسببه بتكدير السلم العام، من خلال التغاضي عن جرائم، والتحريض على الكراهية عبر منشوراته”
وقرر ماينز إيقاف الغازي في 17 أكتوبر الماضي عندما أعرب عن دعم القضية الفلسطينية ورفضه قتل المدنيين في غزة، كما كرر الدعم في منشور آخر قال فيه “من النهر إلى البحر فلسطين ستتحرر”، وبرر ماينز ذلك باتخاذ اللاعب “موقفا بشأن الصراع في الشرق الأوسط بطريقة غير مقبولة بالنسبة للنادي”.
والاثنين الماضي، ذكر ماينز أنه رفع الإيقاف عن الغازي، وأنه سيمنحه فرصة أخرى، مشيرا إلى أنه اعتذر عن تصريحاته السابقة.
لكن اللاعب رد في منشور آخر يوم الأربعاء نفى فيه تقديمه أي اعتذار بقوله “التعليقات أو الاعتذارات المنسوبة لي (بعد منشور سابق من يوم 27 أكتوبر الماضي) ليست صحيحة من الناحية الواقعية، ولم أصرح بها أو أوافق عليها”.
و أضاف “لست نادما ولا أشعر بتأنيب ضمير، لا أنأى بنفسي عما قلته، وأقف اليوم ودائما وحتى آخر حياتي مع الإنسانية والمظلومين”.
يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل منذ 28 يوما القصف المكثف للأحياء السكنية والمستشفيات، لتصل حصيلة العدوان يوم الجمعة إلى 9227 شهيدا -بينهم 3826 طفلا و2405 نساء- بالإضافة إلى 23 ألف مصاب وأكثر من ألفي مفقود.