دعم غزة ينهي مسيرته مع ماينس الألماني

أنور الغازي

ثقة تيفي 

بعد ثلاث مباريات في الدوري الألماني، انتهت مغامرة اللاعب الهولندي ذو الأصول المغربية أنور الغازي مع نادي مانتس الألماني، بعد يومين من إعلانه عدم ندمه على دعم غزة.  

ونفى اعتذاره للنادي متذيّل ترتيب «دوري الدرجة الأولى الألماني»، وقال “لست نادما ولا أشعر بتأنيب ضمير، لا أنأى بنفسي عما قلته، وأقف اليوم ودائما وحتى آخر حياتي مع الإنسانية والمظلومين”.

وظل اللاعب (28 عاما) وفيا لمبدئه، وقال عقب فسخ النادي لعقده الممتد حتى 2025، “خسارة مصدر رزقي لا شيء مقارنة مع الجحيم الذي يُشن على الأبرياء والضعفاء في غزة”. وكتب “قف إلى جانب الحق حتى لو كان ذلك يعني الوقوف بمفردك”.

لا تذكَر الشجاعة و الثبات على الموقف، إلا ذُكر أنور الغازي بين المناصرين للقضية الفلسطينية، ولعلّ الشطر الثاني من اسمه ” الغازي” يختصر قصّته التي جعلتْ منه اللاعب الهادئ الذي غزا قلوب محبيه، وصار ذكره يتصدر منصات الأخبار. 

فالغازي ليس الوحيد الذي فسخت أندية أوروبية عقودهم لأسباب غير رياضية، وليس لها علاقة بأدائهم داخل المستطيل الأخضر، فالقائمة تمتلئ بلاعبين آخرين معروفين، على رأسهم الفرنسي نيكولاس أنيلكا، سيرجي جوارديولا، والبرازيلي مارسيلو. 

في وسطه الأسري اكتسب الغازي كثيرا من صفات والده وسجاياه فيما يبدو، وهو يتشبث بموقفه ويقوله بوضوح وقوة أيًا كانت تكلفته. وقد مثل والده قوة شخصيته ونضج تفكيره، حين قال إن ابنه “متفهم أن ما حدث قد يؤثر بشكل كبير على مستقبله في أوروبا، لكننا لا نبكي على الحق، الحق سينتصر عاجلًا أم آجلًا، الله سيعوضه خيرًا، وأنا فخور بما فعله”.

مسيرة كروية متميزة 

ولد الغازي يوم 3 ماي 1995، في مدينة باريندرخت الهولندية، القريبة من روتردام والتابعة لمقاطعة جنوب هولندا، وتنتمي أسرته إلى بلدة العروي في إقليم الناظور

بدأت مسيرته الكروية عام 2000 في النادي بالمحلي بمسقط رأسه، ولعب فريق شباب أكاديمية فاينورد، وبفريق سباراتان تحت سن الـ20. ومن  2009 إلى 2013 تسجل في فريق اسبارتا روتردام  بأكاديمية سبارتا.

والتحق بعد ذلك، بأكاديمية أياكس أمستردام تحت سن 19 سنة،  وظهر لأول مرة رسميًا مع الفريق في موسم 2015 – 2014، و في الـ 9 غشت من ذلك العام، سجل أولى أهدافه  في الدوري الهولندي  في مرمى ألكمار، في الأسبوع الموالي، على أرضه ضد نادي فيليم الثاني، كان في دائرة الضوء مرة أخرى بتسجله هدفين آخرين.  

سجل هدفه الأول في دوري أبطال أوروبا في 22 أكتوبر 2014 على ملعب كامب نو ضد برشلونة، ليصبح أول لاعب يسجل على أرضه للنادي الكتالوني منذ بداية موسم 2014–2015.

أنهى الموسم برصيد 9 أهداف في 31 مباراة بالدوري الهولندي (34)، بالإضافة إلى 12 مباراة أخرى وهدف واحد في كأس هولندا ودوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي.

وتابع الغازي صاحب القميص رقم 34، تألقه في مسيرة كروية  قادته إلى أندية «ليل» الفرنسي، و«أستون فيلا»، و«إيفرتون» الإنجليزيين، وقد لعب لحد الآن 325 مباراة، كان أساسيا في 222 منها بواقع 20051 دقيقة لعب، سجل خلالها 76 هدفا وقدم 39 تمريرة حاسمة.    

رونالدو وراء اختيار هولندا 

كان النجاح الذي حقق الغازي منذ بداية موسم 2014 في الدوري الهولندي، كافيا لجذب انتباه المنتخبين المغربي والهولندي إلى جناح أيمن مراوغاته متقنة وسريع التحرك على رقعة الميدان، ورغم طول قامته ( 188 سم)، يستطيع القفز بسهولة فوق المنافسين ويسدد بشكل رائع. 

أول من تواصل مع المهاجم الشاب، كان هو المدرب الوطني السابق بادو الزاكي، قبل أن يجرب المدرب الهولندي “داني بليند” كل شيء، من خلال اختيار الغازي ليكون عنصرا في لقاءات المنتخب البرتقالي.

استشار مهاجم أياكس أمستردام والديه وعائلته ومدربه، وكان رأي النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، حاسما في اختيار الدفاع عن قميص منتخب بلد ولد به ونشأ في مدرسته الكروية.

قال الغازي عن ذلك في تصريح نقله موقع غوول “عندما قمت بزيارة مدريد وملعب تدريبات الريال، سألني رونالدو عن أي منتخب سوف أمثل في مسيرتي المغرب أم هولندا؟! هو شخصيًا كان سيمثل منتخب هولندا” لقد أخبرني بذلك”.  

مدفوعا بحماس قرار اعتبره مصيري في مسيرته الاحترافية، قال الغازي في مقابلة مع الموقع الرسمي لناديه “إذا لعبت لصالح هولندا، في المغرب سيقولون إنني لست مغربي، وإذا اخترت المغرب، فإن الهولنديين سيقولون: “لقد نشأت هنا، ماذا تفعل؟”..  أنا سعيد حقًا باختياري في القائمة “. 

كان دافعه بتوجيه رونالدو أن اختيار هولندا سيمنحه فرصة أكبر للمشاركة في البطولات الدولية، بناءً على تاريخ المنتخب البرتقالي، هكذا نوه الغازي بقراره بعد الاضطرابات التي أحاطت بحكيم زياش الذي اختار أن يحمل قميص أسود الأطلس.

استدراك خطأ شاب 

لعب الغازي مباراتين فقط مع الفريق “البرتقالي” (المؤهلة لبطولة أمم أوروبا 2016)، ثم أمضى أكثر من ثماني سنوات دون لعب أي منافسة دولية مع المنتخب الهولندي.

وعانى من انتكاسة على صعيد مسيرته الدولية، قبل أن يكون أول استدعاء له للمنتخب الوطني منذ عام 2015 في 14 ماي 2021، ليكون جزءًا من الفريق المؤقت فقط لبطولة أمم أوروبا 2020 . وهو ما يسمح له بتغيير جنسيته الرياضية وفقاً للقانون الذي أقرته “الفيفا”. 

في تصريحات أدلى بها للصحافة، لم يتردد الغازي في الإدلاء بندمه على اختيار كان معاكسا لطموحاته، “لقد نسيت بالفعل اختيار هولندا.  لا أفكر إلا في المنتخب المغربي الآن.  لقد ضاعفت جهودي هذا الموسم حتى أتمكن من إقناع المدرب الوطني. اختيار هولندا كان خطأً شاب، بسبب قلة الخبرة”.

حين عاد إلى الناظور لقضاء إجازته، تم تكريمه في مسقط رأس والده، وأعلن استعداده لحمل قميص المنتخب المغربي، مؤكداً أنه ينتظر فقط دعوة من الناخب الوطني، وليد الركراكي، من أجل الانضمام إلى “أسود الأطلس”.

وأعرب عن تصحيح اختياره ولاحقا قال إنه غير جنسيته الرياضية، وأصبح بإمكانه حمل قميص منتخب الأسود.

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version