المغرب وفرنسا يطويان صفحة الأزمة الدبلوماسية ويعتزمان إقامة شراكة “استثنائية”

بوريطة - وزير الخارجية الفرنسي 2024

أكد المغرب وفرنسا الاثنين عزمهما على طي صفحة أزمة دبلوماسية طبعت علاقاتهما خلال الأعوام الأخيرة والسير قدما نحو إقامة شراكة “استثنائية” متجددة على أساس “الاحترام المتبادل”، بمناسبة زيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه للرباط.

وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أمس الاثنين بالرباط، أن العلاقات بين المغرب وفرنسا “المتفردة ، والتي لا مثيل لها، والمتجذرة في التاريخ” مدعوة إلى تجديد نفسها حتى تساير مختلف التطورات على الأصعدة الثنائي والإقليمي والدولي.

وأوضح بوريطة، في ندوة صحفية مشتركة مع وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني أعقبت مباحثاتهما ، أن “الرباط وباريس تربطهما علاقات دولة بدولة، قائمة على المصالح المشتركة في مختلف المجالات، وهي مدعوة إلى تجديد نفسها في إطار من الاحترام المتبادل والتنسيق الوثيق مسجلا أن فرنسا شريك متميز للمغرب على المستوى السياسي والاقتصادي والإنساني.

ومن جهته ذكر سيجورنيه في نفس المؤتمر الصحافي أن “هناك رابطا استثنائيا بين فرنسا والمغرب، والرئيس (إيمانويل ماكرون) يريد لهذا الرابط أن يظل فريدا من نوعه ويتعمق أكثر خلال الأشهر المقبلة”.

يعد البلدان حليفين تقليديين لكن علاقاتهما الدبلوماسية شهدت توترات قوية للغاية في السنوات الأخيرة.

تزامنت تلك التوترات مع سعي ماكرون إلى التقارب مع الجزائر، في الوقت الذي قطعت الأخيرة علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط عام 2021.

في نفس الوقت تضغط الرباط على باريس لكي تتخذ موقفا مماثلا لذلك الذي أعلنته الولايات المتحدة أواخر العام 2020 حين اعترف بسيادة المملكة المغربية على إقليم الصحراء، في مقابل تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل.

وقد تطرق سيجورنيه وبوريطة “مطولا” لقضية الصحراء المغربية خلال لقائهما الاثنين.

وجدد الوزير الفرنسي دعم باريس “الواضح والمستمر” لمقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب لحل النزاع.

وقال “نعرف إنه رهان وجودي بالنسبة للمغرب”، معلنا أيضا عن اقتراح باريس إقامة شراكة للثلاثين عاما المقبلة مع المغرب.

وأضاف “بإمكان المغرب أن يعول على الدعم الواضح والمستمر لفرنسا” لخطته للحكم الذاتي”.

وكان الملك محمد السادس قد شدد في خطاب ثورة الملك والشعب لسنة 2022 ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، و أنه أيضا هو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات.


وتابع سيجورنيه “سبق أن قلنا ذلك وسأكرره اليوم ربما بقوة أكبر، لقد حان الوقت للتقدم، سأسهر على ذلك شخصيا”.

وأشار إلى أن فرنسا تريد “مواكبة التنمية” في المنطقة، قائلا “المغرب استثمر كثيرا في مشاريع التنمية لصالح السكان المحليين وفي ما يخص التعليم والطاقات المتجددة والسياحة والاقتصاد الأزرق (الصيد البحري)”.

لتأكيد الدينامية الجديدة في علاقات الرباط وباريس أعلن سيجورنيه أن وزيري الاقتصاد برونو لومير والثقافة رشيدة داتي سيزوران المغرب “في الأسابيع المقبلة”.

وتحدث عن “خارطة طريق واضحة وطموحة”، معلنا عن إرادة فرنسا في “إقامة شراكة تجمع بلدينا للثلاثين عاما المقبلة”.

كذلك أعلن بوريطة عن “أهمية التحضير لمجموعة من الزيارات الوزارية المتبادلة” المرتقبة.

وأشار إلى أن الطرفين تطرقا أيضا خلال مباحثاتهما إلى “كيفية العمل بشكل منسق في القارة الإفريقية”، خاصا بالذكر “منطقة الساحل، باعتبارنا شريكين لهما مصالح متقاربة في هذه المناطق ويمكن لنا أن نشتغل كشريكين”.

وطرح المغرب مؤخرا خطة طموحة لربط بلدان الساحل الإفريقي بالمحيط الأطلسي، تراهن عليها لتعزيز وجودها في القارة.

بتصرف عن وكالات

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version