أعلنت حركة المقاومة الاسلامية حماس رفضها لأي مسار للمفاوضات مع إسرائيل لا يكون له أفق واضح في ظل استمرار عدوانها على غزة ومحاولة دول الوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة منذ أسابيع للتوصل إلى هدنة في القطاع. كما أعلنت حماس رفضها الشديد لتقرير الامم المتحدة حول حدوث “اغتصاب وعنف جنسي” في هجوم 7 أكتوبر، واعتبرت أن التقرير جاء “للتستر على تقرير مقرري الأمم المتحدة بشأن وجود أدلة قاطعة على انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان ضد النساء والفتيات الفلسطينيات على يد قوات الاحتلال الصهيوني”.
لا لمفاوضات بدون أفق
قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان الثلاثاء إن مسار المباحثات مع إسرائيل للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة “لن نسمح بأن يكون مفتوحا بلا أفق” في وقت يجهد فيه الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف القتال قبل بداية شهر رمضان.
وأكد حمدان خلال مؤتمر صحافي في بيروت “لن نسمح بأن يكون مسار المفاوضات مفتوحا بلا أفق مع استمرار العدوان وحرب التجويع ضد شعبنا”.
وتسعى دول الوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة منذ أسابيع للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة الذي يعيش تحت القصف الاسرائلي الشديد والشامل مند الثامن من أكتوبر.
ومن شأن التوصل إلى هدنة إتاحة الإفراج عن رهائن إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة في مقابل إطلاق سراح فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل.
وقال حمدان “ما فشل العدو في تحقيقه في ميدان القتال، لن يحققه على طاولة المفاوضات”.
وأضاف “أمن وسلامة شعبنا لن تتحقق إلا بوقف دائم لإطلاق النار وانتهاء العدوان والانسحاب من كل شبر من قطاع غزة”.
وشد د على أن “توفير المأوى العاجل والمناسب وادخال المساعدات لأهلنا وشعبنا في غزة هو أولوية قصوى وأي عملية تبادل للأسرى لا يمكن أن تتم قبل أن يتحقق كل ذلك”.
والثلاثاء دعت واشنطن حركة حماس إلى الموافقة على “وقف فوري لإطلاق النار” مع إسرائيل، في حين تتواصل لليوم الثالث على التوالي المفاوضات الجارية في القاهرة من أجل التوصل إلى هدنة.
والثلاثاء قال الرئيس الأميركي جو بايدن في تصريح لصحافيين “الأمر بيد حماس حاليا”.
وتشترط حماس في إطار المفاوضات خروج القوات الإسرائيلية من غزة وعودة النازحين إلى شمال القطاع ودخول المساعدات الإنسانية للسكان الذين تتهد دهم المجاعة، وفق مصدر مقر ب من الحركة الإسلامية الفلسطينية.
لا للتقرير الأممي حول “الانتهاكات الجنسية”
من جهة أخرى أعلنت حماس في نفس اليوم الثلاثاء في بيان رفضها تقرير الامم المتحدة حول حدوث “اغتصاب وعنف جنسي” في هجوم 7 أكتوبر.
وقالت حماس “نرفض ونستنكر بشدة التقرير الذي أصدرته المسؤولة الأممية براميلا باتن بخصوص الادعاءات بارتكاب المقاومين الفلسطينيين حوادث اغتصاب وعنف جنسي … والتي جاءت بعد محاولات صهيونية فاشلة لإثبات ذلك الاتهام الباطل الذي ثبت أنه لا أساس له من الصحة، غير أنه شيطنة للمقاومة الفلسطينية”.
واعتبرت حماس أن التقرير جاء “للتستر على تقرير مقرري الأمم المتحدة بشأن وجود أدلة قاطعة على انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان ضد النساء والفتيات الفلسطينيات على يد قوات الاحتلال الصهيوني”.
وشددت الحركة على “أن ادعاءات واتهامات السيدة باتن كاذبة ضد المقاومين الفلسطينيين، وأن تقريرها لم يوثق أي شهادة ممن تسميهم ضحايا هذه القضايا”.
أورد تقرير للأمم المتحدة صدر الاثنين أن ثمة “أسبابا وجيهة للاعتقاد” أن أعمال عنف جنسي، بينها عمليات اغتصاب، ارتكبت خلال هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الاول/أكتوبر، من دون تحديد عددها.
وقال التقرير “في معظم هذه الحوادث، تعرضت النساء الضحايا للاغتصاب أولا ومن بعدها ق تلن، وتتعلق حادثتان على الأقل باغتصاب جثث نساء”.
واتهمت حماس مقررة الامم المتحدة بالاعتماد في تقريرها “على مؤسسات إسرائيلية وجنود وشهود تم اختيارهم من قبل سلطات الاحتلال للدفع نحو محاولة إثبات هذا الاتهام الباطل الذي دحضته كافة التحقيقات والتقارير الدولية”.
وقالت “تتناقض ادعاءات السيدة باتن بشكل واضح مع ما ظهر من شهادات نساء إسرائيليات حول حسن معاملة المقاومين لهن، وكذلك شهادات الأسيرات الإسرائيليات المفرج عنهن، وما أكدنه من حسن المعاملة التي تلقينها أثناء أسرهن في غزة”.
وباشر جيش الاحتلال حملة قصف كثيفة على غزة بعمليات عسكرية برية في 27 أكتوبر، أسفرت حتى الآن عن مقتل 30631 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في القطاع.
بتصرف عن (ا ف ب)