أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد أنه سيتم إجلاء 1,5 مليون فلسطيني من رفح قبل تنفيذ عملية عسكرية في هذه المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة المحاصر.
في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في القطاع مقتل أزيد من 90 فلسطينيا، بينهم اثنا عشر فردا من عائلة واحدة، في قصف إسرائيلي على مناطق عدة في غزة بينها رفح خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وبعد مرور أكثر من خمسة أشهر على بدء العدوان الإسرائيلي، تستمر حصيلة الضحايا في الارتفاع في القطاع الفلسطيني المهدد بالمجاعة مع مقتل 31726 شخصا و جرح 73792 منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع المهدد بالمجاعة.
وأكد نتانياهو مجددا تصميمه على اجتياح رفح التي يعتبرها آخر “معاقل” حماس، قائلا إلى جانب المستشار الألماني أولاف شولتس إن الهجوم “ليس أمرا سنفعله تاركين السكان محاصرين فيها”، في حين يخشى المجتمع الدولي تداعيات هذه العملية.
وقال شولتس لصحافيين أثناء توقفه في الأردن إن “سقوط عدد كبير من الضحايا في مثل هذا الهجوم سيجعل أي احتمال للسلام في المنطقة صعبا للغاية”.
لكن رئيس الوزراء اليميني رفض الضغوط الدولية الأحد، قائلا في مستهل اجتماع حكومي “لن يمنعنا أي ضغط دولي من تحقيق جميع أهداف حربنا (…) سنتحرك في رفح، سيستغرق الأمر بضعة أسابيع وسيحدث”.
تأتي الضغوط أساسا من الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل الرئيسية التي ينأى رئيسها جو بايدن بنفسه بشكل متزايد عن نتانياهو.
لجأ معظم النازحين بسبب الحرب، ويبلغ عددهم 1,7 مليون نسمة بحسب الأمم المتحدة، إلى مدينة رفح الواقعة على الحدود المصرية المغلقة والتي تتعرض لقصف إسرائيلي يومي.
وأفاد شهود عيان بوقوع غارات مكثفة قبيل الفجر في دير البلح وسط القطاع ومدينة غزة شمالا وخان يونس ورفح جنوبا. كما دارت اشتباكات بين جنود إسرائيليين ومقاتلين فلسطينيين في مناطق عدة.
وقالت وزارة الصحة إن 92 فلسطينيا على الأقل قتلوا، بينهم 12 فردا من عائلة ثابت التي تعرض منزلها فجرا للقصف في دير البلح، بحسب المصدر ذاته.
قالت لين ثابت وهي تبكي قريبتها التي قتلت في الغارة حاملة ثوبا أبيض انتشل من تحت الأنقاض “هذا ما تبقى لي منها، فستانها”.
واضافت الفتاة الصغيرة “شو بدهم منا عشان يضربونا؟ هاهم قتلوها، هل ارتحتهم أو تريدون قتل المزيد؟ لم يبق أطفال في غزة. لو بدنا نعمر غزة بدنا سنين طويلة. الدار دمرت”.
أمام هذه الحرب المدمرة، تحاول الدول الوسيطة، الولايات المتحدة وقطر ومصر، التوصل إلى هدنة جديدة بعد تهدئة أولى استمرت أسبوعا في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.
وكانت حماس اقترحت الجمعة اتفاق هدنة من ستة أسابيع يتضمن مبادلة رهائن بأسرى فلسطينيين، فيما اعتبر موقفا أكثر مرونة بعد أن كانت تطالب بوقف إطلاق نار نهائي قبل أي اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
وقال قيادي في حماس لفرانس برس إن الحركة مستعدة للإفراج عن 42 رهينة إسرائيليين من النساء والأطفال وكبار السن والمرضى، على “أن تفرج إسرائيل عن 20 الى 30 أسيرا فلسطينيا مقابل كل محتجز إسرائيلي”. وتطالب الحركة بالإفراج عن 30 إلى 50 معتقلا فلسطينيا في مقابل الإفراج عن كل جندي محتجز لديها. وتحدثت عن استعدادها لأول مرة للإفراج عن مجندات.
كذلك، تشمل المرحلة الأولى المقترحة “الانسحاب العسكري من كل المدن والمناطق المأهولة في قطاع غزة وعودة النازحين بلا قيود، وتدفق المساعدات بما لا يقل عن 500 شاحنة يوميا”.
وتسيطر إسرائيل على تدفق المساعدات التي لا تزال غير كافية على الإطلاق نظرا للاحتياجات الهائلة لسكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، والغالبية العظمى منهم مهددون بالمجاعة وفق الأمم المتحدة.
ووصلت إلى قطاع غزة الجمعة من قبرص سفينة تابعة لمنظمة “أوبن آرمز” الإسبانية غير الحكومية تحمل 200 طن من المواد الغذائية من منظمة “وورلد سنترال كيتشن” (المطبخ المركزي العالمي)، ومن المقرر أن تتبعها سفينة ثانية في تاريخ لم يكشف حتى الآن.
إلى ذلك، تواصل دول عدة إنزال مواد غذائية جوا في غزة. لكن الأمم المتحدة تؤكد أن نقل المساعدات برا يظل الطريقة الأسرع والأكثر نجاعة.
بتصرف عن (أ ف ب)