ثقة تيفي
كشف تقرير لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن تحول عميق في تركيبة القوات القتالية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ أصبحت النساء يشكلن نحو 20.9% من القوة القتالية، في نسبة غير مسبوقة بتاريخ المؤسسة العسكرية.
ويأتي هذا التحول في ظل صعوبات متزايدة في تجنيد الرجال من التيار الحريدي (الأرثوذكسي المتشدد)، ما يدفع الجيش إلى الاعتماد بشكل متزايد على النساء، لسد النقص في صفوف المقاتلين.
وحسب التقرير، أكد العميد شاي طيب، رئيس قسم التخطيط وإدارة شؤون الموظفين، في جلسة استماع في الكنيست بتاريخ 7 ماي 2025، أن عدد النساء المقاتلات في جيش الاحتلال ارتفع عشرة أضعاف بين عامي 2012 و2024، مشيرًا إلى أن واحدة من كل خمسة جنود مقاتلين في الجيش اليوم، من الإناث.
وأظهرت البيانات أن معدل التسرب من المسارات القتالية في سلاح الدفاع عن الحدود بلغ 15% بين النساء، مقابل 14% بين الرجال، ما يعكس تقاربًا ملحوظًا بين الجنسين.
كما أفاد التقرير بأن نسبة تمثيل النساء في قوات الاحتياط ارتفعت أيضًا، من 3% في حرب لبنان الثانية عام 2006، إلى 8% في حرب 2014 ، وصولًا إلى 20% عقب حرب 7 أكتوبر.
في المقابل، يواجه الجيش الإسرائيلي أزمة حقيقية في تجنيد الرجال الحريديم. فبحسب التقرير، لم يستجب سوى 319 من أصل 18,915 رجلًا حريديًا تلقوا أوامر استدعاء أولية منذ يوليوز 2024، في حين تم توجيه أوامر فورية إلى 2,521 منهم بعد تجاهلهم للاستدعاءات المتكررة.
وفي ظل هذه الصعوبات، وافق جيش الاحتلال الإسرائيلي على إنشاء “فصائل جندرية” خاصة بالنساء المتدينات، مشابهة لتلك الممنوحة للرجال الحريديم، بهدف تمكينهن من أداء الخدمة دون اختلاط مباشر.
وأشار التقرير إلى أن النساء يشغلن حاليًا نحو 60% من الكتائب المختلطة المنتشرة على الحدود مع مصر والأردن والضفة الغربية، ويؤدين مهامًا متعددة تشمل المشاة، الدفاع الجوي، الطب العسكري، القوات البحرية، ووحدة الكلاب القتالية “عوكتس”.
وخلال هجوم 7 أكتوبر 2023، شاركت مجندات من كتيبة “كاراكال” وسرية الدبابات النسائية في صد الهجوم، بينما أدّت أخريات من وحدات البحث والإنقاذ أدوارًا ميدانية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبحسب معطيات الجيش التي نقلها التقرير، يمكن للنساء اليوم الالتحاق بـ58% من المناصب القتالية، فيما تبقى بعض الوحدات مغلقة أمامهن، مثل وحدات المشاة النظامية، المدرعات، ومعظم وحدات الكوماندوز.
وأشار التقرير إلى أنه في عام 2024، أُطلقت برامج تجريبية لإدماج النساء في وحدات القوات الخاصة مثل الوحدة 669 (الإنقاذ الجوي)، ووحدة “يحالوم” التابعة لسلاح الهندسة، والوحدة 504 المتخصصة في تجنيد العملاء واستجواب الأسرى التابعة للمخابرات العسكرية.