بعد نصف عام من العدوان .. جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لـ”مجزرة رفح”

أعلن وزير دفاع دولة الاحتلال الإسرائيلي الأحد أن الجيش يستعد لعملية عسكرية في مدينة رفح التي تضيق بنحو 1,5 مليون فلسطيني، رغم مخاوف المجتمع الدولي، في الشهر السابع من الحرب ضد حركة حماس في غزة.

وجاء الإعلان بعد ساعات قليلة من انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من مدينة خان يونس الواقعة أيضا جنوب قطاع غزة، والتي كانت مركز المعارك بين الجيش ومقاتلي حماس.

وقال الوزير يوآف غالانت في بيان “قواتنا تستعد لمواصلة مهامها… في منطقة رفح”. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد أكد قبل ساعات تصميمه على القضاء على حماس “في جميع أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك رفح”.

في الإجمال، يتجمع ما يقرب من 1,5 مليون فلسطيني، غالبيتهم من النازحين، في هذه المدينة الحدودية مع مصر والتي يصفها نتانياهو بأنها آخر معقل كبير لحماس.

وقد أعربت الولايات المتحدة، الحليفة التاريخية لإسرائيل، مرارا عن رفضها مثل هذه العملية، مؤكدة أن كلفتها البشرية ستكون مرتفعة جدا.

في مواجهة الكارثة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة المحاصر، صعدت الولايات المتحدة لهجتها في الأسابيع الأخيرة إلى درجة الإشارة الخميس للمرة الأولى إلى إمكان ربط المساعدات الأميركية لإسرائيل بإجراءات “ملموسة” على الصعيد الإنساني.

ومند أكتوبر يشن جيش الاحتلال حملة قصف مكثف وهجوما بريا واسع النطاق، ما تسبب بمقتل 33175 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في القطاع، وخلف دمارا هائلا.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر الأحد مقتل أربعة جنود في قطاع غزة، ما يرفع حصيلة الجنود الذين قتلوا منذ 27 أكتوبر الى 260.

من جهته، حذر رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي في بيان من أن الحرب لم تنته بعد، موضحا أنها ستكون “طويلة” و”بدرجات متفاوتة الشدة”.

وعلى الأرض، عاد عشرات النازحين الفلسطينيين من رفح الأحد إلى خان يونس، مباشرة بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي سبقته غارات على المدينتين، بحسب صور لوكالة فرانس برس.

سيرا على الأقدام أو بالسيارات أو على عربات تجرها الحمير، تظهر صور وكالة فرانس برس رجالا ونساء يسيرون في مدينة أصبحت حقلا من الخراب.

بالإضافة إلى الخسائر البشرية والدمار، تسبب العدوان الإسرائيلي في كارثة إنسانية في القطاع الفلسطيني، حيث أصبح السكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة مهددين بالمجاعة، وفقا للأمم المتحدة. وتصل المساعدات التي يتم نقلها برا عبر مصر، وتخضع لرقابة إسرائيلية صارمة، بكميات محدودة.

وقالت رنا لب اد (41 عاما)، وهي أم لأربعة أطفال تقيم لدى أقارب بعدما دمر القصف منزلها في مخيم جباليا، “ما يحدث لنا حرام وعار على العالم كله”.

وأضافت لوكالة فرانس برس “الأطفال يموتون من الجوع. خسرت أكثر من 17 كلغ (من وزني). ابني الصغير يطلب مني طعاما ولا أجد ما أعطيه إياه. نذهب للسوق للعثور على شيء نأكله، لا نجد شيئا، وإن وجدنا…ليس معنا ثمنه”.

وتابعت “أكلنا طعام الطيور والدواب وحتى هذا لم يعد متوافرا ولم تعد أجسادنا تتحم له… أشعر بالقهر والحسرة كل ثانية وأتمنى الموت لي ولاطفالي حتى نرتاح من هذا العذاب”.

ووصفت عدة وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية الأحد الوضع في غزة بأنه “أكثر من كارثي”.

وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) كاثرين راسل “منازل ومدارس ومستشفيات تحولت إلى ركام. قتل مدر سون وأطباء وعاملون في المجال الإنساني. المجاعة وشيكة”.

جاءت إعلانات جيش الاحتلال الإسرائيلي فيما من المقرر عقد جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل عبر وسطاء دوليين – الولايات المتحدة وقطر ومصر – في القاهرة، بعد دعوات عاجلة من الرئيس الأميركي جو بايدن إلى التوصل لاتفاق هدنة وتبادل.

الهدف هو إبرام لوقف إطلاق النار يرافقه إطلاق سراح رهائن مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين وزيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية لغزة.

وأكدت حماس السبت أنها لن تتخلى عن مطالبها بالتوصل إلى اتفاق “وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين الى أماكن سكنهم وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، وصفقة تبادل أسرى جادة”.



أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version