تزداد الضغوط السياسية على الصحافة في العالم في حين أن نصف سكان العالم معنيون بانتخابات خلال السنة الراهنة، فيما أبلغ أكثر من 70 في المئة من الصحافيين ممن يغطون قضايا بيئية أنهم تعرضوا لتهديدات أو ضغوط أو هجمات.
ثلاث أرباع دول العالم
كشفت منظمة مراسلون بلا حدود في تصنيفها لحرية الصحافة للعام 2024 الذي نشر الجمع، أن النروج تتربع على صدارة التصنيف الثاني والعشرين لحرية الصحافة عبر العالم في حين تحتل إريتريا المركز الأخير (180) لتحل محل كوريا الشمالية التي كانت في هذه المرتبة في السنتين السابقتين.
وعموما بين التقرير أن ظروف ممارسة مهنة الصحافة سيئة في ثلاث أرباع دول العالم.
ونددت المنظمة غير الحكومية خصوصا “بغياب واضح للإرادة السياسية من جانب المجتمع الدولي لإنفاذ المبادئ المتعلقة بحماية الصحافيين”. وأشارت إلى أن “الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 100 صحافي فلسطيني، علما أن 22 منهم على الأقل لقوا حتفهم بإطار قيامهم بعملهم”.
وعلى نطاق أوسع، يظهر تقرير العام 2024 حماية أقل للصحافيين من جانب الدول لا بل أن بعضها يضطلع بدور نشط في التضليل.
ولاحظت المنظمة “تدهورا مقلقا في دعم واحترام استقلالية وسائل الإعلام” في حين أن “عام 2024 هو أكبر عام انتخابي في التاريخ على صعيد العالم”.
فنصف سكان العالم تقريبا معنيون باستحقاق انتخابي من الهند إلى الولايات المتحدة مرورا بانتخابات أوروبية فيما يسجل “ارتفاع في الضغوط التي تمارسها الدول أو الجهات السياسية الفاعلة الأخرى على مهنة الصحافة وأهلها”.
70% من الصحافيين البيئيين تعرضوا لتهديدات
أبلغ أكثر من 70 في المئة من الصحافيين ممن يغطون قضايا بيئية في 129 دولة، أنهم تعرضوا لتهديدات أو ضغوط أو هجمات، على ما ذكرت منظمة اليونسكو في دراسة استقصائية ن شرت الجمعة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة.
وتشير اليونسكو في تقريرها الجديد بعنوان “الصحافة والكوكب في خطر”، إلى أنها أجرت استطلاعا شمل 905 صحافيين في مارس الماضي، قائلة إن أكثر من 70% منهم تحدثوا عن تعرضهم “لهجمات أو تهديدات أو ضغوط” بسبب تحقيقاتهم في القضايا البيئية.
ومن بين هؤلاء، قال اثنان من كل خمسة إنهم تعرضوا للعنف الجسدي.
وكشف نحو 85% من الصحافيين المعنيين أنهم تعرضوا لتهديدات أو ضغوط نفسية، و60% وقعوا ضحايا لمضايقات عبر الإنترنت، و41% واجهوا اعتداءات جسدية، و24% قالوا إنهم تعرضوا لملاحقات قانونية.
وأشار ما يقرب من نصف الصحافيين الذين شملتهم الدراسة (45%) إلى أنهم يمارسون الرقابة الذاتية خوفا من ردود فعل انتقامية، أو من الكشف عن مصادرهم، أو لأنهم يدركون أن مقالاتهم تتعارض مع مصالح جهات معنية.
وتظهر البيانات أيضا أن الصحافيات يتعرضن لمضايقات عبر الإنترنت أكثر من نظرائهن الرجال.
وفي إطار هذا التحقيق، كشفت اليونسكو أيضا أن ما لا يقل عن 749 صحافيا ووسيلة إعلامية تتعامل مع القضايا البيئية كانوا “هدفا للقتل أو العنف الجسدي أو الاحتجاز والاعتقال أو المضايقات عبر الإنترنت أو الملاحقات القانونية” خلال الفترة الممتدة بين العامين 2009 و2023.
ولوحظ ارتفاع في الحالات بنسبة 42% بين عامي 2019 و2023 مقارنة بالفترة السابقة (2014-2018).
وتشير اليونسكو إلى أن ما لا يقل عن 44 صحافيا يغطون القضايا البيئية قتلوا منذ العام 2009 في 15 دولة، بينهم 30 صحافيا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، و11 في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
ونجا نحو 24 صحافيا من محاولات اغتيال، فيما لم تسفر سوى خمس اغتيالات في هذا المجال عن إدانات قضائية، وهو “مستوى صادم للإفلات من العقاب تقرب نسبته من 90%”، على ما جاء في تقرير اليونسكو.
ويواجه الصحافيون البيئيون مخاطر متزايدة لأن عملهم “يتقاطع في كثير من الأحيان مع أنشطة اقتصادية مربحة للغاية، بما يشمل عمليات قطع الأشجار أو الصيد أو إلقاء النفايات بصورة غير قانونية”، وفق اليونسكو.
ودعت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى زيادة الدعم للصحافيين المتخصصين في القضايا البيئية، لأنه “من دون معلومات علمية موثوقة حول الأزمة البيئية المستمرة، لا يمكننا أبدا أن نأمل في التغلب عليها”، على ما ذكرت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي في التقرير. وأكدت أن “المعلومات الخاطئة المتعلقة بالمناخ منتشرة في كل مكان على الشبكات الاجتماعية”.
ويسلط الاستطلاع، الذي ك شف عنه في المؤتمر العالمي المخصص لليوم العالمي لحرية الصحافة في سانتياغو عاصمة تشيلي، الضوء على الطابع العالمي لهذه المشكلة، إذ ت سج ل هجمات من هذا النوع في 89 دولة في جميع مناطق العالم.
بتصرف عن (أ ف ب)