عزيزة الزعلي.
أظهر تقرير مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية للفترة الممتدة من 2017 إلى 2021، أن حالة النشر المغربي باللغة الأمازيغية لم تتغير، ولا تزال لغة هامشية، وذلك رغم مرور أكثر من عشرين عاما على إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وإدراج اللغة الأمازيغية في دستور2011.
وخلال الفترة 2022-2023، لم تحص المصالح التوثيقية بالمؤسسة، سوى 53 مؤلفا باللغة الأمازيغية كلها ورقية، وبمعدل سنوي لا يتجاوز27 مؤلفا في العام الواحد، وبنسبة لا تتعدى %1من مجموع الإصدارات المغربية (الورقية والرقمية).
وعلى مستوى توزيع الإصدارات الأمازيغية حسب الجهات، رصد معدو تقرير “وضعية النشر والكتاب في المغرب في مجالات الأدب والعلوم الإنسانية والاجتماعية 2022-2023″، أن جهة الرباط استحوذت على 39,61% بـ 21 عنوانا، أصدره المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، متفوقا بذلك على جمعية تيرا بأكادير التي أصدرت 14 عنوانا من أصل 15 مؤلفا صدر بجهة سوس ماسة (أكادير، تيزنيت)، أي بنسبة 28,3% .
هذا، وحلت جهة الشرق ثالثا بما مجموعه 11 عنوانا (الناظور، العروي، بركان بالترتيب)، أي بنسبة 20,75 %، من الإنتاج المغربي المكتوب بالأمازيغية، فيما حلت جهة فاس رابعة في الترتيب بأربعة مؤلفات أصدرتها جمعية إد نورو للكتاب بالأمازيغية.
ووفقا للتقرير فخصائص النشر الأمازيغية لا تكاد تتغير؛ حيث لا يزال يتسم النشر في الأمازيغية بهيمنة الإبداع الأدبي عليها بـ 43 نصا إبداعيا بما يفوق 80 % من الإنتاج المكتوب بالأمازيغية أكثر من نصفه شعر(22 عنوانا)، بالإضافة إلى الأدب السردي (12 رواية و7 أقصوصات)، وعملين مسرحيين.
وحسب التقرير، فإنه على الرغم من ترسيم خط التيفيناغ خطا رسميا للغة منذ 10 فبراير 2003، إلا أنه لا يزال يلاحظ تشظيا على مستوى توحيد الخط الذي تكتب به النصوص الأمازيغية بالمغرب، بحيث لا تزال هيمنة الأبجدية اللاتينية مستمرة في ما ينشر من كتابات بالأمازيغية في 39 إصدارا، 20 منها بخط لاتيني أوحد، و19 عنوانا بخط لاتيني-تيفيناغ، أما ما صدر بالتيفيناغ فانحصر في 7 عناوين فقط.
وأضاف المصدر ذاته، أن مجموعتان شعريتان نشرتا بخط مزدوج عربي-تيفيناغ، وباستثناء ثلاثة معاجم ثلاثية اللغة (أمازيغي، عربي، فرنسي)، أصدرها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، صدر ديوانان شعريان لشاعرين زجالين أمازيغيين بخط ثلاثي عربي-لاتيني-تيفيناغ.
وقال التقرير، إنه في إطار السعي إلى التأسيس لتقليد مكتوب بعد قرون من الشفوية مثل مثيلاتها من اللغات التي مرت من الشفاهي إلى المكتوب، تحاول الأمازيغية ترجمة الإنتاج الفكري للثقافات اللغوية الأخرى.
ووقع اختيار المترجمين إلى اللغة الأمازيغية خلال فترة التقرير، على نقل نص شعري واحد بالإسبانية إلى الأمازيغية بحرف التيفيناغ، وترجمة نص أدبي واحد من الفرنسية، وكذلك ترجمة نصين من الأدب الإنجليزي، و 4 نصوص من العربية، 3 منها ترجمة لنصوص قانونية.
هذا بالإضافة إلى تجربة فريدة تمثلت في ترجمة نص فلسفي وسيطي من العربية إلى الأمازيغية بحرف تيفيناغ، و يتعلق الأمر –حسب التقرير- بنص حي بن يقظان للفيلسوف الأندلسي ابن طفيل.