خبراء وباحثون يناقشون بالرباط تطور التجربة المعرفية والإبداعية للشخص الكفيف

ندوة الكفيف في المعرض الدولي بالرباط

تدارس خبراء وباحثون وفاعلون جمعويون، أمس الأحد في ندوة فكرية بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، مختلف مظاهر تطور التجربة المعرفية والإبداعية للشخص الكفيف.

وأبرز المشاركون في هذه الندوة، التي نظمتها المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب ضمن برنامج مشاركتها في هذه التظاهرة الثقافية حول موضوع “قراءة في التجربة المعرفية والإبداعية للشخص الكفيف: الواقع والآفاق”، أهمية التعريف بتطور التجربة المعرفية والإبداعية للأشخاص المكفوفين، وكذا الدور الذي ما فتئت تضطلع به المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب في سبيل تطوير هذه التجربة على مستويات مختلفة.

وفي هذا الصدد، أكد الإعلامي والخبير في مجال الإعاقة، رشيد الصباحي، أن المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب انكبت منذ إحداثها في ستينيات القرن الماضي على تعليم الأشخاص المكفوفين، ما أسهم في النهوض بملكاتهم ومؤهلاتهم، مثل تطوير ممارستهم لنشاط الإعلاميات، مع العمل على تمكين هذه الفئة من الانفتاح على مجالات معرفية مختلفة.

وأضاف  الصباحي، وهو أيضا مدير التواصل والعلاقات العامة بالمنظمة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن دعم المنظمة لهذه الفئة من المجتمع “شهد تطورا مع مرور السنوات تجسد في مواكبة أطر الجامعات، فضلا عن تشجيع المواهب في الحقول الفكرية والثقافية والإبداعية”.

وعن دور وسائل الإعلام في إبراز التجربة المعرفية والإبداعية للأشخاص المكفوفين بالمغرب، شدد  الصباحي على أن الإعلام يضطلع بدور كبير في تمكين الرأي العام من التعرف على نشاط المكفوفين في ميادين شتى، لافتا إلى ضرورة إدماج هذه الفئة المجتمعية في ورش رقمنة الحياة العامة.

من جهته، قال الخبير في مجال النفاذ الرقمي، نبيل المعروفي، إن التكنولوجيا الحديثة تؤدي دورا مهما في تحقيق الشخص الكفيف لاستقلاليته، التي تعد إحدى ركائز الحرية في الإقبال على الإنتاج والإبداع.

وسجل  المعروفي، في تصريح مماثل، أن التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي فتحا آفاقا جديدة لفائدة الأشخاص المكفوفين من أجل استكشاف مجالات جديدة.

ولفت، في هذا الإطار، إلى أنه “عن طريق الهاتف الذكي مثلا، أضحى بإمكان الشخص الكفيف التعرف على مختلف الأشياء والتفاصيل المحيطة به بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، مثل الصورة التي تعطي للكفيف وصفا دقيقا لما يدور حوله”، مبرزا أهمية هذا التطور التكنولوجي في الحفاظ على مبدأي الخصوصية والاستقلالية بالنسبة للأشخاص المكفوفين.

وتشارك المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب، التي تترأسها صاحبة السمو الأميرة للا لمياء الصلح، في الدورة الـ 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 19 ماي الجاري، برواق يعرض كتبا وأبحاثا ودراسات مطبوعة بطريقة “برايل”، إلى جانب الكتاب المدرسي لكل المستويات الدراسية، وقصص وروايات ودواوين، والمصحف المحمدي والمصحف الحسني، وإبداعات فكرية مختلفة من إنتاج المكفوفين، والكتاب المسموع بمختلف تصنيفاته، وكذا إبداعات فكرية مختلفة من إنتاج المكفوفين.

كما برمجت المنظمة أنشطة موازية ضمن فعاليات هذا الحدث الثقافي السنوي، من ندوات فكرية وأمسيات شعرية، بالإضافة إلى تنظيم ورشات ميدانية لفائدة الزوار.

بتصرف عن (ومع)

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version