ثقة تيفي
قالت دراسة حديثة أصدرها المركز الدولي للدراسات الرياضية (CIES)عن اللاعبات المغتربات، إن كرة القدم العربية والإفريقية أصبحت في السنوات الأخيرة، مٌصدِرة للاعباتها إلى الدوريات الاحترافية للسيدات بجميع أنحاء العالم.
وأظهرت بيانات مرصد كرة القدم، أن المغرب هو البلد العربي الوحيد الذي تحترف لاعباته في الدوريات التي شملتها الدراسة حتى شهر ماي الماضي، بواقع 10 لاعبات قررن العبور إلى الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط لممارسة لعبتهن المفضلة.
يحتل المغرب المركز الثالث بعد نيجيريا المتصدرة بواقع 26 لاعبة محترفة، والكاميرون بـ 12 لاعبة. وتنشط مجموعة من اللاعبات المغربيات بالدوريات الإسبانية والفرنسية والألمانية وحتى السعودية، وذلك في تكريس فرضية أن الاحتراف الكروي لا يقتصر على الذكور فقط.
ومن هؤلاء اللاعبات، غزلان الشباك وياسمين المرابط في “ليفانتي لاس بلاناس” الإسباني، ونسرين التشاد في نادي ليل الفرنسي، وفي الدوري السعودي ابتسام الجرايدي مع الأهلي وسلمى أماني مع الاتحاد، و روزيلا عيان مهاجمة نادي “توتنهام الإنجليزي”، و إيلودي النقاش وإيمان سعود في بازل السويسري.
وقال التقرير، إن عدد لاعبات كرة القدم اللاتي يلعبن خارج بلدان نشأتهن، واللواتي غادرن الاتحادات التي ينتمين إليها لأسباب كروية حتى ماي 2024، يبلغ ما لا يقل عن 1320 لاعبة محترفة ( 23.2%). ويمثلن 97 جنسية في 19 دوري ممتاز للسيدات (14 أوروبيًا و5 غير أوروبي)، ويلعبن لأكثر من 233 ناديا كرويا حول العالم.
وطبقا لدراسة المركز الدولي للدراسات الرياضية (CIES)التي ركزت على اللاعبات المغتربات، فإن أمريكا هي المٌصدِر الرئيسي للاعبات إلى الدوريات الاحترافية للسيدات بجميع أنحاء العالم، بواقع 159 لاعبة في 17 دوريا.
و تأتي كندا كثاني أكبر بلد مصدر للاعبات خارج أراضيها بواقع 60 في 13 دوريا، وتتشابه مع نموذج السويد ثالث دول العالم تصديرا لمحترفات كرة القدم بالعدد نفسه في 11 دوريا.
وكشف التقرير، أن الأندية الـ12 من الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات، هي الوجهة الرئيسية للاعبات الوافدات، بواقع رقم قياسي يصل إلى 181 لاعبة محترفة في صفوفها (15.1 لكل نادي).
وظهر الدوري الممتاز للسيدات في السعودية، كوجهة لاستقبال أعداد كبيرة من لاعبات الساحرة المستديرة، فهناك 63 لاعبة وافدة على دوري روشن بمعدل 7.9 لكل نادي.
وتشير بيانات مواسم 2023/24 أو 2024، اعتمادًا على تقويم المنافسة على أرض الملعب، أن اللاعبات الوافدات لعبن غالبية دقائق المباريات في 32 ناديًا من أصل 223 ناديًا شملها الاستطلاع.
و سجل التقرير أن أعلى رقم لعب للمحترفات، كان لفريقين إنجليزيين (إيفرتون ووست هام يونايتد)، يليهما ناديين سويسريين (بازل وسيفيت شينوي).
وبشكل عام، لعبت اللاعبات الوافدات 28.4% من الدقائق، مع وجود فروق كبيرة بين المسابقات، إذ لعبن في الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات (61.3٪) والدوري الإيطالي (50.7٪).
كما أن النسبة التي تم قياسها في الدوري السعودي الممتاز للسيدات لافتة للنظر أيضاً (37.8%)، في المقابل، نادرًا ما تُرى اللاعبات المغتربات في اليابان أو فنلندا أو هولندا أو البرازيل.
وتشير بيانات الدوريات الـ19 التي تم تحليلها، أن متوسط عمر اللاعبات المحترفات هو 25.2 عامًا، إذ تم الاستعانة في الأندية بلاعبات شابات (بعمر 21 عامًا أو أقل)، أكثر من اللاعبات ذوات الخبرة (بعمر 30 عامًا أو أكثر)، مع وجود اختلافات كبيرة بين الدوريات.
ويأخذ تحليل العمر في الاعتبار وقت اللعب لكل لاعب كرة قدم، إذ أوضحت الدراسة أن الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات، سجل ثالث أعلى رقم بين الدوريات الـ19 المغطاة في الاستطلاع،حيث لعبت في صفوفه لاعبات محترفات تبلغ أعمارهن 28.8 في المتوسط، وكان وقت لعب الوافدات 61.3% من إجمالي دقائق المباريات (أعلى رقم بشكل عام).
وفقا للدراسة، يتبع الدوري الإيطالي نمطًا مشابهًا، كما هو الحال مع الدوري الأمريكي للسيدات من حيث العمر (26.9 عامًا)، لكن مع أرقام أقل بكثير لوقت لعب المغتربات (26.8٪ من الدقائق)، وظل الدوري الفنلندي، المسابقة الوحيدة التي تمت دراستها، حيث لا تكون الفئة العمرية 22-25 سنة، هي الأكثر تمثيلاً على أرض الملعب.
وخلص التقرير، إلى أنه على الرغم من أنها لا تزال أقل توافرًا من الرجال، إلا أن البيانات المتعلقة بالملف الديموغرافي للاعبات الإناث أصبحت الآن أكثر سهولة.