إلغاء إدانة أمريكية بالقتل بعد 43 عاماً في السجن

أسقط قاضي دائرة مقاطعة ليفنغستون في الولايات المتحدة الأمريكية، حكما سابقا بالسجن على أمريكية من ولاية ميسوري، بعد أن قضت 43 عاماً في السجن بتهمة ارتكاب جريمة قتل.  

وكانت ساندرا “ساندي” هيمي، 63 عامًا، قد أدينت بتهمة قتل موظفة في مكتبة، وحُكم عليها بالسجن مدى الحياة عام 1980، بعد أن أدلت بتصريحات للشرطة تدين نفسها عندما كانت مريضة نفسية، وتعالج بأدوية مضادة للذهان.  

وحكم القاضي، الجمعة الماضية، بأن “الأدلة المباشرة” تربط مقتل الضحية بضابط شرطة محلي دخل السجن لاحقًا، لارتكابه جريمة أخرى وتوفي منذ ذلك الحين.

و قال محامو ساندرا في مشروع البراءة – وهي منظمة غير ربحية متخصصة في العدالة الجنائية -، إن فترة سجن  المتهمة، تمثل أطول إدانة خاطئة معروفة لامرأة في تاريخ الولايات المتحدة .

وأضافوا في بيان: “نحن ممتنون للمحكمة لاعترافها بالظلم الجسيم الذي عانت منه “هيمي” لأكثر من أربعة عقود”.

و اعترفت “هيمي” في البداية بأنها مذنبة بارتكاب جريمة القتل العمد مقابل تجنب عقوبة الإعدام، لكن إدانتها تم رفضها عند الاستئناف، بحسب وكالة أسوشيتد برس. 

و أُدينت مرة أخرى في عام 1985 بعد محاكمة استمرت يومًا واحدًا، وكان الدليل الوحيد ضدها هو “اعترافها”.

وفي عريضة مكونة من 147 صفحة تسعى إلى تبرئتها، قال المحامون إن السلطات تجاهلت تصريحات هيمي “المتناقضة إلى حد كبير” و”المستحيلة من الناحية الواقعية” عندما كانت مريضة في مستشفى للأمراض النفسية.

وكانت المتهمة البالغة من العمر 20 عامًا حينها، تتلقى العلاج من الهلوسة السمعية وعدم الإدراك وتعاطي المخدرات عندما استهدفتها الشرطة، لقد أمضت معظم حياتها بدءًا من سن الثانية عشرة، في العلاج النفسي للمرضى الداخليين.

و قال محاموها إنه: “في بعض الأوقات، كانت تتلقى علاجًا مكثفًا لدرجة أنها لم تكن قادرة حتى على رفع رأسها وتم تقييدها على كرسي”. وأضافوا إن الشرطة “استغلت مرضها العقلي وأجبرتها على الإدلاء بأقوال كاذبة أثناء تخديرها وعلاجها بأدوية مضادة للذهان”.

وزعموا أن السلطات في ذلك الوقت قمعت الأدلة التي تشير إلى تورط ضابط شرطة آنذاك يبلغ من العمر 22 عامًا، حاول استخدام بطاقة الائتمان الخاصة بالضحية. 

تم التحقيق مع الشرطي بتهمة الاحتيال في مجال التأمين والسطو، وقضى بعض الوقت في السجن، و توفي عام 2015.

وفي حكمه يوم الجمعة، كتب القاضي أنه “لا يوجد دليل على الإطلاق، خارج تصريحات السيدة هيمي غير الموثوقة، يربطها بالجريمة”، مضيفًا أن تلك الأقوال “تم أخذها بينما كانت تعاني من أزمة نفسية وألم جسدي”.

وقال إن المدعين فشلوا في الكشف عن الأدلة التي كان من شأنها أن تساعد الدفاع عن “هيمي”، وأن محامي محاكمتها كان “دون المعايير المهنية”.

وذكرت صحيفة كانساس سيتي ستار ، أن مكتب المدعي العام في ميسوري، الذي ناضل من أجل تأييد إدانتها، لم يعلق على حكم القاضي .

( صحيفة الغارديان البريطانية)

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version