ثقة تيفي
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون سويسريون في جامعة زيوريخ، ونُشرت يوم 13 يونيو في مجلة ( PLOS Biology)، أنه من بين 20 علاجًا يتم اختباره على الحيوانات، تحصل 5 ٪ فقط على موافقة هيئات التنظيم الصحي، للاستخدام البشري.
وقام الباحثون، بتحليل أكثر من 122 مراجعة منهجية قيمت أكثر من 367 علاجًا على الحيوانات طبيًا حيويًا تم اختباره في 54 مرضًا بشريًا، وجدوا أن 50% تحولت من دراسات على الحيوانات إلى تجارب سريرية على البشر، و40% إلى تجارب سريرية متقدمة، و5% فقط إلى الموافقة لاستخدامها في البشر.
ووجد بنجامين إينايشن -الأستاذ في الجامعة والباحث الرئيس للدراسة- وزملاؤه، أن متوسط الفترات الزمنية للوصول إلى هذه المراحل المختلفة، كان خمس سنوات من دراسة الحيوان إلى الإنسان، و سبع سنوات إلى التجارب ذات الشواهد، و10 سنوات إلى الموافقة التنظيمية.
وأظهرت المجموعة البحثية، أن أحد التفسيرات المحتملة، هو أن متطلبات التجارب السريرية، والموافقة التنظيمية صارمة للغاية، مما يتسبب في ترك العديد من العلاجات القيمة المحتملة.
وبحسب الدراسة، فإن التناقض بين النتائج الحيوانية والبشرية، يسلط الضوء على القيود المفروضة على النماذج الحيوانية في التنبؤ بدقة باستجابات الإنسان للأدوية.
ووفقا للباحثين، فغالبًا ما تتضمن الدراسات حيوانات شابة تتمتع بصحة جيدة، بينما قد يعاني المرضى من البشر من حالات صحية متعددة ويكونون أكبر سنًا، كما تركز دراسة الحيوان على كيفية عمل الدواء على المستوى الجزيئي، بينما تعطي الدراسات البشرية الأولوية للفعالية الشاملة للدواء.
وخلصت الدراسة البحثية، أن النتائج التي تم قياسها في الدراسات على الحيوانات، قد لا تعكس دائما النتائج السريرية الأكثر أهمية بالنسبة للمرضى. حيث أن بعض العلاجات المحتملة لمرض الزهايمر والسكتة الدماغية والسرطان على سبيل المثال، كانت نتائجها جيدة على الحيوانات، لكنها لم تكن بنفس الكفاءة في الاستخدام البشري.
لذا، نظر المؤلفون في النسبة المئوية للعلاجات التي انتقلت بنجاح من الدراسات على الحيوانات إلى الاستخدام البشري، والوقت الذي استغرقه ذلك، وما إذا كانت نتائج الدراسات على الحيوانات والبشر متفقة.
وقال بنجامين إنيشن: “على الرغم من أن الاتساق بين الدراسات السريرية الحيوانية، والدراسات السريرية المبكرة كان مرتفعاً، إلا أن القليل فقط من التدخلات العلاجية حصلت على موافقة الجهات التنظيمية”.