أظهرت دراسة جديدة، أن السياح الذين يطعمون القرود البرية في المغرب يخاطرون بصحة الأنواع المهددة بالانقراض من خلال جعلها أكبر حجما وأكثر عرضة للإصابة بالأمراض وأكثر إجهادا.
وتضمنت الدراسة التي قادتها الدكتورة لايتيتيا ماريشال كجزء من دراستها للدكتوراه في جامعة روهامبتون بالمملكة المتحدة، فحصًا تفصيليًا لتأثيرات النشاط البشري على قرود “المكاك البربري” المعروفة علميا بقردة “مكاك سيلفانوس”، في مـنـتـزه إفـران الـوطـني في المغرب.
و قام علماء البيئة السلوكية بمقارنة صحة مجموعتين من قرود “المكاك البربري” في “مـنـتـزه إفـران” بجبال الأطلس في غابات الأرز قرب مدينة آزرو، وجبل تازاكا والسفح الشمالي للأطلس الكبير الأوسط.
قضت المجموعة الأولى ما يقرب من 50 % من نشاطها الغذائي في تناول الغذاء الذي يمنح لها من قبل البشر، والأخرى نادراً ما تلتقي بالسياح، وتعتمد بدلاً من ذلك على موارد غذائية طبيعية.
وبينت نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة ( PLOS ONE) تحت عنوان “تـقـيـيـم آثـار تـوفـيـر الـخدمات السيـاحـيـة على صـحـة قـرود المكـاك البـربـري الـبـريـة في المـغـرب”، أن القردة التي تناولت الطعام من السياح كان فراءها أقل جودة، مع بعض بقع “الثعلبة”، كما عانت من مستويات أعلى من هرمونات التوتر مقارنة بالمجموعة الأخرى.
وسجلت الدراسة، أن جميع الإناث في المجموعة التي لم تتغذى من البشر أنجبت صغارا، بينما ثلث الإناث فقط في مجموعات قرود “المكاك البربري” التي تتغذى من السياح بشكل متكرر هي التي أنجبت صغاراً.
ولاحظت الدراسة، أن القرود التي اعتمدت على الغذاء الطبيعي عانت من حادثة واحدة فقط من اضطراب المعدة، في حين عانت المجموعة التي تلقت كميات كبيرة من الطعام من السياح من 32 نوبة مرضية.
ووجدت الدراسة أيضًا أن تأثيرات التغذية من قبل السياح كانت مختلفة حسب الجنس؛ ففي حين لم يختلف الذكور بين المجموعات في حجم الجسم ونوعية الفراء، فإن الإناث التي تتغذى من قبل السياح كان لديها أحجام أجسام أكبر، ولكن جودة فراء أفضل، ومع ذلك، عانى الذكور أكثر من الثعلبة ومستويات التوتر المرتفعة.
وقالت ماريشال، التي تعمل الآن كباحثة ما بعد الدكتوراه في كلية علم النفس بجامعة لينكولن في بريطانيا، “تم اقتراح السياحة مؤخرًا كأداة محتملة للحفاظ على هذا النوع من القردة في المغرب، إذ أن هذه السياحة غير منظمة حاليًا، وتغذية القرود ممارسة شائعة؛ لذلك فإن تنظيم توفير الطعام للسياح قد يحسن من رفاهة الحيوان”.
وقام فريق الباحثين، بتقييم صحة قرود المكاك البربري باستخدام مجموعة من التدابير، مثل معدلات الولادة والبقاء على قيد الحياة، ونوعية الفراء، وحجم الجسم، والإصابات والأمراض، ومستويات هرمون التوتر في عينات البراز.
ووجد الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها تسلط الضوء على الحاجة إلى برامج حفظ جديدة ومستدامة لإنقاذ العدد المتزايد من الأنواع المهددة بالانقراض في مواطنها الطبيعية.
قرود “المكاك البربري” نوع من القرود المهددة بالانقراض، ويقتصر وجودها على غابات المغرب والجزائر، كما يعيش عدد منها على صخرة جبل طارق، وقد انخفض عددها في شمال أفريقيا بشكل كبير خلال العقود الأخيرة.
وأفاد الباحثون، إلى أنه يتم قريبا إجراء تغييرات لتنظيم سياحة الحياة البرية في المغرب، حيث دعمت السلطات المغربية نتائج دراسة الدكتورة راشيل وفريقها البحثي.