25 شركات مغربية لا تزال تتاجر بالمنتجات الغذائية المرخصة للبيع في المتاجر الإسرائيلية 

كشف تحقيق عن وجود مئات المنتجات من الإمارات ومصر والأردن والمغرب، مرخصة للبيع في متاجر إسرائيلية رغم دعوات مقاطعة التجارة بسبب العدوان على غزة. 

و حصلت مئات المنتجات الغذائية التي تنتجها شركات في الدول العربية على شهادة “الكوشر”، ولا يزال الكثير منها يُباع في إسرائيل ، وفقًا لنتائج تحقيق نشره الشهر الماضي موقع “ميدل إيست آي” وصحيفة” أرابيك بوست” بشكل مشترك .

وبحسب قاعدة بيانات المنتجات الحاصلة على شهادة “الكوشر”، والتي نشرتها الحاخامية الكبرى في دولة الاحتلال الإسرائيلي، تمت الموافقة على شهادات جديدة لعشرات المنتجات المصنعة في هذه البلدان منذ أكتوبر من العام الماضي.

و تضم القاعدة 35 شركة مصرية، و 25 شركة مغربية، وخمس شركات أردنية، وأربع شركات إماراتية، وسبع شركات أجنبية تتعامل مع شركات إسرائيلية من منشآت الإنتاج في الإمارات.

و حصل حوالي 442 منتجًا غذائيًا على شهادات “الكوشر”، وتشمل الخضروات والفواكه المجمدة أو المعلبة، والزيوت، والطحينة، والسكر، والمشمش، والتونة، والمعكرونة، والفول السوداني، والعصائر.

ووجد المصدر ذاته، أيضًا أمثلة على منتجات حاصلة على شهادة “الكوشر “، مستوردة من دول عربية معروضة للبيع على رفوف محلات السوبر ماركت الإسرائيلية وعلى الإنترنت.

الحاخامية الكبرى لإسرائيل هي مؤسسة دينية تصدر شهادات “كوشر”، والتي تعد ضرورية للمنتجات الغذائية المخصصة للبيع في معظم المحلات التجارية ومحلات السوبر ماركت الإسرائيلية. 

ونفت بعض الشركات التي اتصلت بها صحيفة “ميدل إيست آي” والبريد العربي تصدير سلع إلى إسرائيل، لكنها قالت إن منتجاتها ربما وجدت طريقها إلى الأسواق الإسرائيلية عبر شركات وموزعين في دول ثالثة.

وقال آخرون إن منتجاتهم مخصصة للأسواق الفلسطينية، على الرغم من أن شهادة “الكوشر ” ليست مطلوبة للمنتجات التي يتم تسويقها فقط للفلسطينيين في إسرائيل أو الأراضي المحتلة.

وتوفر البيانات الأخيرة التي نشرها المكتب المركزي للإحصاء في إسرائيل أيضًا نظرة على مدى استمرار التجارة بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.

بلغت قيمة الواردات من مصر إلى إسرائيل في ماي 2024 نحو 25 مليون دولار – وهو ضعف الرقم لنفس الشهر في عام 2023، على الرغم من انخفاض إجمالي الواردات في الأشهر الخمسة الأولى من العام قليلاً إلى 85.6 مليون دولار مقارنة بـ 90.7 مليون دولار للفترة المماثلة من العام السابق.

وبلغت قيمة الواردات من الإمارات خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام نحو 1.2 مليار دولار، بانخفاض من 988 مليون دولار.

بينما بلغت قيمة الواردات من الأردن 129.1 مليون دولار، بانخفاض من 184 مليون دولار. وكانت قيمة واردات البلدين في ماي أعلى مما كانت عليه في ماي 2023.  

وبلغت قيمة الواردات من المغرب خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 7.4 مليون دولار، بانخفاض من 8.6 مليون دولار.

وتقدم البيانات الإسرائيلية أيضًا نظرة حول قوة العلاقات التجارية الأخيرة بين إسرائيل وتركيا، حيث تم تسجيل 2772 منتجًا غذائيًا تنتجها 290 شركة تركية على أنها كوشر.

وبينما سجلت البيانات الإسرائيلية انخفاضًا بنحو ثلثي قيمة الواردات التركية، قال رجال أعمال أتراك لـ«ميدل إيست آي» إن المنتجات التي نشأت في تركيا لا تزال على الأرجح تُسجل في إسرائيل على أنها واردات تركية.

تمر اماراتي، ملوخية مصرية ، سكر وزيت مغربي

وتشمل الشركات الكبرى في دولة الإمارات التي حصلت منتجاتها على شهادة الكوشر مصنع البركة للتمور (38 منتجا)، و 18 منتجا من شركة هنتر فودز التي تنتج رقائق البطاطس والوجبات الخفيفة الأخرى ، وكلاهما مقرهما في دبي، ولم تستجب أي من الشركتين لطلبات التعليق حتى وقت نشر هذا التقرير.

واستحوذت الشركات المصرية على 206 منتجات غذائية حاصلة على شهادة الكوشر، بما في ذلك العشرات المعتمدة منذ أكتوبر من العام الماضي.

وتشمل هذه الشركات مجموعة فرج الله، إحدى أكبر شركات إنتاج الأغذية في مصر، التي تشمل منتجاتها العصائر والبامية المجمدة والملوخية.

كما حصل 40 منتجًا من إنتاج شركة أجرو جرين، بما في ذلك الفراولة المجمدة، والخرشوف، والفاصوليا، والبامية، على شهادة للبيع في إسرائيل (ولم يستجب فرج الله ولا أجرو جرين لطلبات التعليق). 

وتشمل الشركات المغربية التي تنتج منتجات حاصلة على شهادة الكوشر شركة “أطلس لزيوت الزيتون”، وشركة “تاليكروب” لإنتاج الأسماك، وشركة “كوسيمار” لإنتاج السكر،  ولم يستجب أي منها لطلبات التعليق.

وتوجد شركة مغربية أخرى مدرجة في قاعدة البيانات، وهي شركة إنتاج المأكولات البحرية ” أوريو”، في ميناء الداخلة. 

وقالت الشركة إنها أوقفت صادراتها الغذائية إلى إسرائيل بسبب الحرب في غزة. وأضافت أن آخر معاملة لها مع شركة إسرائيلية – من خلال وسيط في ليتوانيا – كانت في يناير 2023. ومع ذلك، تظهر بيانات شهادة الكوشر أن أحد منتجاتها تم تسجيله في ديسمبر 2023.

وقالت بعض الشركات، إن منتجاتها مخصصة للبيع في الأسواق الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وداخل إسرائيل.

ولكن المستوردين الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل أو الأراضي المحتلة ليسوا ملزمين بالحصول على شهادة الكوشر للمنتجات التي تباع حصرياً في الأسواق الفلسطينية.

سكر سعودي وتونة تونسية

تضمنت البيانات أيضًا أسماء شركتين، من تونس والمملكة العربية السعودية، شهادة استيراد السكر الأبيض تحمل اسم شركة سعودية هي “درة” كمنتج. تحمل الشهادة تاريخ 17 يوليوز 2023 وتنتهي صلاحيتها في 17 يوليوز 2024، ولم تستجب الشركة لطلبات التعليق.

و قالت شركة “مانارتون”، التونسية لإنتاج التونة والسردين تم العثور على منتجاتها معروضة للبيع في متاجر إسرائيلية على الإنترنت، لـ “ميدل إيست آي” إن الشركة تحترم القانون التجاري التونسي و “لم تبرم أي معاملة تجارية مع إسرائيل على الإطلاق”.

وقالت: “إذا كانت منتجاتنا وصلت إلى السوق الإسرائيلية، فقد يكون ذلك نتيجة لعمليات استيراد غير مباشرة أو من خلال أطراف ثالثة ليس لدينا سيطرة عليها، حيث يتم تصدير منتجاتنا إلى أكثر من 20 دولة”.

وسلط معهد السلام التابع لاتفاقيات إبراهيم، وهي منظمة مقرها الولايات المتحدة تعمل على تعزيز الروابط الدبلوماسية والتجارية الوثيقة، الضوء على قوة استمرار التجارة بين إسرائيل والدول العربية منذ بدء الحرب في غزة. 

حيث قال في تقريره السنوي لعام 2023 إن الحرب كان لها تأثير أقل على تجارة إسرائيل مع المنطقة مقارنة بتجارتها مع بقية العالم.

وبالمقارنة مع التجارة العالمية التي انخفضت بنسبة 18 في المائة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2023، فإن التجارة مع الدول العربية انخفضت بنسبة أربعة في المائة فقط، من 937 مليون دولار إلى 903 ملايين دولار.

ومع ذلك، وفقًا لمعهد السلام، يبدو أن الانخفاض لا علاقة له بالحرب وكان يرجع إلى حد كبير إلى زيادة الطلب الإسرائيلي على المنتجات الطازجة في أواخر عام 2022.

وبحسب التقرير ، ارتفعت تجارة إسرائيل مع مصر بنسبة 56% في عام 2023، وارتفعت بنسبة 168% على أساس سنوي في الربع الرابع. 

وفي الوقت نفسه، تضاعفت تجارة إسرائيل مع المغرب بأكثر من الضعف في عام 2023 مقارنة بعام 2022.

وقالت “ميدل إيست آي”، إنها تواصلت مع وزارات التجارة في جميع الدول العربية التي لديها شركات تنتج منتجات معتمدة كوشير، لكن لم يستجب أي منها لطلبات التعليق.

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version