زلزال الحوز .. الانتهاء من بناء أول منزل أرضي نموذجي مقاوم للزلازل في المغرب

ثقة تيفي

قامت المهندسة المعمارية المغربية والباحثة الجامعية، عزيزة الشاوني، ببناء نموذج أولي لمنزل مبتكر ومنخفض التكلفة في منطقة الحوز، التي دمرها الزلزال قبل عام.

بعد أن دمر زلزال 8 سبتمبر 2023، منطقتي مراكش والحوز وخاصة المناطق الريفية في الأطلس الكبير، بدأت الشاوني، العمل في مشروع منزل ليكون أساسا في إعادة بناء بعض المنازل التي دمرها الزلزال بسرعة، والبالغ عددها 50.000.

يتعلق الأمر بمنزل ترابي نموذجي مضاد للزلازل، حائز على جائزة الصندوق العالمي للآثار لعام 2024.

كانت الشاوني تهدف إلى بناء منزل بسعر منخفض، يحترم الأساليب والهياكل التقليدية ولكن أيضا اللوائح المضادة للزلازل.

في غضون بضعة أشهر فقط، وبفضل التعاون الطوعي لخبراء مثل أمل عبدي العلوي، مهندسة في “لافارج هولسيم”، ورجل الأعمال “أمين معاشي حدو”، بنى فريقه منزلا عائليا مساحته 70 مترا مربعا في تلت نيعقوب، وهي قرية جبلية في منطقة حوز الوعرة.

يضم المبنى، الذي تم الانتهاء منه في الربيع الماضي، غرفتي نوم وحمام ومطبخ وغرفة معيشة وثلاث ساحات فناء داخلية.

يضم أحدهما للحيوانات التي تربيها العائلة، ويستخدم الآخر لاستقبال الضيوف ويستخدم الأصغر في أنشطة الخدمة.

قام المهندس المعماري أيضا بتعديل المشروع بناء على التعليقات الواردة من المجتمع خلال ورش العمل التعاونية، على سبيل المثال عن طريق توسيع النوافذ وإضافة مصاريع لتقليل فقد الحرارة.

يوضح الشاوني: “لقد بنينا أيضا خزانا للصرف الصحي: “في هذه المنطقة لا توجد مجاري، وقد تم تدمير القليل منها أثناء الزلزال.

يتم تركيب ترشيح الجاذبية لمعالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها للري “. بشكل عام، كلف المشروع ما يزيد قليلا عن 20,000 يورو.

للحد من البصمة البيئية، تم استخدام أقل قدر ممكن من الخرسانة.

الأساسات مصنوعة من الخرسانة خفيفة الوزن والمعاد تدويرها، في حين أن الجدران والسقف مصنوعة من طوب Durabric: هذه مادة حاصلة على براءة اختراع من قبل شركة “هولسيم”، وتتكون من 95٪ من الأرض الخام ذات الخصائص الهيكلية والمقاومة للماء.

طور فريق الفنيين عملية لتصنيع الطوب المتشابك، مما يلغي استخدام الملاط، ويبسط التجميع في الموقع ويمكن تصنيعه بسهولة.

يتم ضمان الامتثال للوائح المضادة للزلازل من خلال استخدام قضبان فولاذية، يتم إدخالها كل 3 أمتار في جدران من الطوب، وباستخدام عوارض خشبية وطوب مقوس للسقف.

“لقد تعلمنا الكثير خلال موقع البناء. بعد كل شيء، هذا هو أيضا الغرض من النماذج الأولية، تقول المهندسة المعمارية.

وتضيف “لقد قمنا بتبسيط نظام الطوب المتشابك، مما جعله أيضا أكثر إرضاء وتوحيدا من الناحية الجمالية، ونحن نعمل بالفعل على إصدار2.0 من المشروع يتضمن أسقفا، دائما ما تكون قياسية.”

من خلال الاستوديو الذي يحمل اسمها، والذي تديره بين فاس وتورنتو، تهتم الشاوني بالقضايا المتعلقة بالحفاظ على التراث المعماري المغربي، والاستدامة، كما يظهر في بينالي البندقية الأخير للعمارة وتجديد حمامات سيدي حرازم الحرارية في فاس.

في بداية شهر سبتمبر، فاز نموذجها الأولي للسكن بجائزة التصميم من معهد العالم العربي في باريس في فئة تأثير المواهب، والتي تكافئ القدرة على تطوير مشاريع ذات تأثير اجتماعي واقتصادي ملموس.

سيصبح البيت الذي تم بناؤه بالتعاون مع المنظمة غير الحكومية ” أمل بلادي”، مركزا مجتمعيا للأطفال والمراهقين، وسيتم تخصيصه لـ 22 شابا تضرروا في القرية خلال الزلزال.

أضف تعليقك

Leave A Reply

11
استطلاع الرأي

من ترشح للفوز بكأس افريقيا

التواصل الاجتماعي
Exit mobile version