اختلاف بين المغاربة حول تأثيرات كأس العالم 2030 على سلوكهم المدني

ثقة تيفي

كشف استطلاع للرأي أن 36,7% من المشاركين يرون أن تنظيم كأس العالم 2030 قد يكون له تأثير محدود على السلوك المدني، بينما اعتبر 22,7% أنه فرصة حقيقية لتعزيز هذا السلوك، في حين لا يعتقد 32,9% بوجود تأثير مباشر، ورأى 7,7% أن الحدث قد يترك أثراً سلبياً.

يبرز الاستطلاع الذي أنجزه المركز المغربي للمواطنة وشمل عينة من 1173 مشاركة ومشارك، جملة من السلوكيات السلبية التي قد تسيء إلى صورة المغرب أثناء احتضان هذا الحدث العالمي، مع تأكيد المشاركين على الحاجة الملحة لمعالجتها.

وجاء في مقدمة هذه السلوكيات الغش في البيع والخدمات التجارية والسياحية مثل رفع الأسعار بشكل مبالغ فيه أو تقديم خدمات بجودة سيئة، إذ اعتبره 84,8% من المشاركين السلوك الأكثر تأثيراً سلبياً على صورة المغرب.

كما أعرب 81,7% عن قلقهم من إلقاء النفايات وعدم الحفاظ على نظافة الأماكن العامة، في حين رأى 77,0% أن التسول في الأماكن السياحية والملاعب، لا سيما استغلال الأطفال للتسول، يؤثر سلباً على راحة الزوار.

وأكد 73,6% أن عدم توفرمراحيض عامة نظيفة في المناطق السياحية والملاعب يشوه صورة البنية التحتية المخصصة للسياح، فيما عبر 73,0% عن انزعاجهم من مشاكل سيارات الأجرة مثل رفض تشغيل العداد، وفرض أسعار مبالغ فيها، وانتقاء الزبائن أو رفض نقل السياح.

وعبر 71,7% من المشاركين عن قلقهم من ضعف مستوى الخدمات الصحية والاستجابة لحالات المستعجلات، بينما أبدى 71,6% تحفظهم على عدم احترام الطوابير والنظام العام في الملاعب والمواصلات والمحلات التجارية والمرافق العامة.

كما أعرب 69,6% عن قلقهم من التحرش اللفظي أو الجسدي تجاه السائحات، ورأى 64,9% أن المضايقات في الشوارع والأسواق تزعج الزوار وتؤثر على تجربتهم.

فيما أشار 61,9% إلى أن القيادة المتهورة والاستهتار بقوانين المرور، خصوصاً عدم احترام ممرات الراجلين، تؤثر على الشعور بالأمان، فيما اعتبر 37,6% أن السلوكيات غير المضيافة تجاه السياح والزوار، مثل عدم احترام الاختلافات الثقافية والتعامل الفظ، قد تترك انطباعاً سلبياً.

وفي تقييم دور الحكومة في تعزيز السلوك المدني، أفاد 52,9% من المشاركين أنهم لا يرون أي جهود حكومية في هذا المجال، بينما اعتبر 45,2% أن هناك جهوداً لكنها غير كافية، و1,9% فقط اعتبروا أن هناك جهوداً واضحة وفعالة.

ومع ذلك، يرى المشاركون أن تنظيم كأس العالم 2030 يشكل مناسبة استراتيجية يمكن استثمارها ليس فقط لتحسين صورة المغرب دولياً، بل أيضاً لإطلاق دينامية داخلية نحو تعزيز المواطنة الفاعلة.  غير أن الأثر الإيجابي المحتمل يبقى مشروطاً بجاهزية الدولة والمجتمع لربط الحدث بحملات تربوية وتوعوية ومواكبة مؤسساتية شاملة.

ما يجعل السلوك المدني عنصراً أساسياً لنجاح هذا الحدث العالمي.

ويوصي معدوا الاستطلاع بإطلاق حملة وطنية شاملة تواكب تنظيم كأس العالم 2030، تهدف إلى ترسيخ السلوك المدني وتعزيز صورة المغرب، عبر رسائل تواصلية موجهة لكافة المواطنين، تُبرز قيم الانضباط، الاحترام والمسؤولية، مع استثمار رمزية الحدث الرياضي في تعزيز الشعور بالانتماء والسلوك الحضاري.

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version