المغرب يبرز كرائد عالمي في صناعة التوت الأزرق في أقل من 15 عاما

ثـــقــة تــيـفي

أظهر التحليل الأسبوعي لسلسلة “الهندسة القياسية في الرسوم البيانية”، لموقع “فريش فرويت”، تضاعف الصادرات العالمية للمغرب بمقدار عشرة خلال العقد الماضي.

وأبرز التحليل الذي يبحث كل أسبوع في سلعة بستانية مختلفة، عن الأداء القوي لسوق التوت المغربي في أوائل عام 2024، حيث شهدت المملكة تحسنا في أسعار صادراتها مقارنة بعام 2023.

++ قوة الأسعار

ووفقا لبيانات التحليل، بلغ سعر التوت الأزرق الذي تم تصديره إلى إسبانيا في يناير 6.94 دولار للكيلوغرام، ارتفاعا من 5.27 دولار في العام السابق.

في عام 2023، صدر المغرب 58٪ من إنتاجه من التوت الأزرق إلى إسبانيا، حيث أعيد تصدير جزء كبير منه إلى دول أوروبية أخرى.

كما جلبت الشحنات إلى ألمانيا 10.58 دولارا للكيلوغرام الواحد، مقارنة بـ 7.42 دولارا في عام 2023.

وبشكل خاص، كانت الأسعار التي تحققت في هونغ كونغ مميزة، حيث وصل التوت الأزرق إلى 18.31 دولارا للكيلوغرام الواحد في ديسمبر 2023.

كما قدمت الإمارات والسعودية عوائد عالية، حيث تجاوزت الأسعار 11 دولارا للكيلوغرام الواحد.

في عام 2023، ذهب ما يقرب من 23٪ من الصادرات المغربية إلى بريطانيا، وهي شريك مهم يقدم أسعارا مواتية وسوقا حريصة على العنب البري.

++ ميزة تنافسية وأداء قوي

ولا تزال بريطانيا واحدة من أهم الأسواق في المغرب، حيث يدخل التوت الأزرق المغربي السوق في نهاية موسم نصف الكرة الجنوبي (بيرو وتشيلي وجنوب إفريقيا) وقبل بدء موسم إسبانيا مباشرة.

وبحسب تحليل “فريش فروست”، هذا التوقيت يعني أن المغرب يواجه منافسة قليلة نسبيا في ذروته في أبريل. ومن خلال تمديد موسمه الزراعي – الذي يحتمل أن يسد فجوات التصدير خلال فصلي الشتاء والصيف – يمكن للمغرب أن يعزز مكانته في السوق.

يمتد موسم ذروة تصدير التوت الأزرق في المغرب من يناير إلى يونيو، وهي الفترة التي عززت فيها البلاد مكانتها في السوق العالمية. وكانت سمعة تقديم فواكه عالية الجودة باستمرار عاملا رئيسيا في نجاحه.

++ الموقع الاستراتيجي

علاوة على ذلك، تكمن إحدى أعظم نقاط قوت المغرب في قربه من السوق الأوروبية، والتي توفر ميزة لوجستية على منافسيها.

كما يسمح القرب الجغرافي من أوروبا للمغرب بتوفير منتجات طازجة بأسعار تنافسية، مما يساعده على الحصول على موطئ قدم في المنطقة.

خارج أوروبا، بدأ التوت الأزرق المغربي في ترك بصماته في مناطق أخرى، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة وروسيا وكندا.

وفي حين أن حجم الصادرات إلى هذه الأسواق لا يزال صغيرا نسبيا، إلا أن التنويع يشير إلى نية المغرب الاستراتيجية للحد من اعتماده على الأسواق الأوروبية والتوسع في أمريكا الشمالية والمناطق ذات النمو المرتفع مثل آسيا والشرق الأوسط.

++ نقاط القوة والفرص

بحسب تحليل “فريش فروست”، تكمن إحدى نقاط القوة الرئيسية في المغرب في جودة منتجاته، والتي تشمل نسبة عالية من الأصناف الممتازة.

وتستفيد البلاد أيضا من الممارسات الزراعية المتقدمة، وظروف النمو المواتية، ونافذة الإنتاج المبكرة، وذلك بفضل الدفيئات الزراعية في مناطق مثل أكادير.

هذه العوامل تسمح للمغرب بإنتاج العنب البري في وقت أبكر من منافسيه الأوروبيين. فضلا عن الخبرة المكتسبة من خلال وجود بعض اللاعبين الرائدين في العالم في صناعة التوت.

وتكثر الفرص أمام المغرب لتمديد موسم الحصاد بشكل أكبر من خلال توسيع الإنتاج في المناطق الجنوبية مثل الداخلة لفتح الفرص في وقت مبكر من الموسم، أو جبال الأطلس، والتي يمكن أن تدعم الحصاد في وقت لاحق.

++ التحديات

ومع ذلك، تواجه الصناعة أيضا تحديات. ويشكل ارتفاع تكاليف الإنتاج، المدفوع بالجفاف الشديد والاعتماد على المياه المحلاة، مصدر قلق كبير.

علاوة على ذلك، لا يزال السوق المحلي للعنب البري محدودا، مما يزيد من الاعتماد على الصادرات.

على الرغم من أن الاعتماد على إسبانيا والمملكة المتحدة كشريكين رئيسيين قد يخلق نقاط ضعف في حالة تعطل السوق، إلا أن جهود المغرب لتنويع أسواق صادراته – لا سيما إلى كندا وهونغ كونغ والشرق الأوسط – ستكون حاسمة في الحد من اعتماده على أوروبا.

++ النظرة المستقبلية

في مواجهة المنافسة العالمية المتزايدة، يجب على صناعة التوت الأزرق في المغرب أن تتعامل مع الظروف الجوية التي لا يمكن التنبؤ بها وتحديات المنافسة من المصدرين الرئيسيين الآخرين مثل تشيلي وإسبانيا، الذين يستثمرون في أصناف وراثية جديدة.

يمكن أن تؤثر تقلبات السوق أيضا على الربحية، مما يجعل من الضروري بالنسبة للمغرب مواصلة التركيز على الجودة وتنويع وصوله إلى السوق.

في أقل من 15 عاما، برز المغرب كرائد في صناعة التوت العالمية. وللمضي قدما، سيعتمد الحفاظ على هذا النمو على التركيز المستمر على الجودة وتجربة المستهلك.

المغرب في وضع جيد لتلبية الطلب العالمي المتزايد على التوت الأزرق الممتاز، ومن خلال زيادة التنويع في أسواق مثل جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية، يمكن للبلاد تأمين مكانتها كلاعب مهيمن في هذه الصناعة.

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version