ساهم بشكل حيوي في إلحاق الهزيمة الأولى ببطل أوروبا بعد 37 مباراة، بالتقدم على ريال مدريد 1-0.
وضع الصـحــراوي بصمته على مسابقة دوري أبطال أوروبا. لقد كان على أرض الملعب، ونفذ بفعالية تعليمات مدربه للحفاظ على الاستحواذ والتهديد في الهجمات المرتدة.
كان ذلك ليلة الأربعاء. وفي صباح اليوم التالي، تلقى تأكيدا بأن مسيرته الدولية مع المغرب جاهزة للانطلاق، مع استدعائه لأول مرة لتشكيلة وليد الركراكي، بعد لقاءات بين مدرب أسود الأطلس واللاعب.
كان هناك تعقيد وتم حله، لأن الصـحـراوي، المولود في أوسلو لعائلة من أصل مغربي، فاز العام الماضي بمباراة دولية كبيرة مع النرويج، حيث ولد قبل 23 عامًا. لكن هذا لم يكن كافيا لتعريض أهليته للمغرب للخطر.
كانت هناك إجراءات تبديل رسمي للفيفا، أدارتها الجامعة الملكية اتحاد لكرة القدم، وتغيير جنسيته الرياضية في نهاية سبتمبر.
لذا فإن الصـحـراوي أدار ظهره لاحتمال اللعب مع “إيرلينج هالاند” على الساحة الدولية، للتنافس بدلا من ذلك على مكان في خط الوسط الهجومي للمغرب.
وهي الخطوة الأخيرة في صعوده السريع، الذي شهد انتقاله من فاليرينغا النرويجي إلى هيرنفين في هولندا وإلى ليل الفرنسي في الصيف، ودوري أبطال أوروبا.
سوف يلعب الصـحـراوي في الأشهر والسنوات القادمة مع حكيم زياش، الذي اختار المغرب على مسقط رأسه هولندا. ومع إبراهيم دياز، الذي اختار اللعب لأسود الأطلس بدلا من إسبانيا؛ و مع أمين عدلي، لاعب منتخب فرنسا تحت 21 عاما سابقا؛ ومع بلال الخنوس، الذي قال لا لمبادرات بلجيكا من أجل رفع علم المغرب.
والقائمة تطول، وسوف تمتد إلى أبعد من ذلك حيث يضمن المغرب لأفضل لاعبي كرة القدم المؤهلين في أوروبا، الفرصة ليكونوا جزءا من مشروع مغربي واضح المعالم.
كان المنتخب المغربي رابع كأس العالم 2022، وهو أفضل إنجاز على الإطلاق لفريق عربي أو أفريقي في مسابقة كرة القدم النهائية. وسيستضيف كأس الأمم الأفريقية المقبلة، بعد 14 شهرا، وهو في طريقه للمشاركة في كأس العالم 2026، وسيستضيف نسخة 2030 بشكل مشترك.
هذا الأفق البعيد هو إلى حد كبير في أذهان العديد من لاعبي كرة القدم الشباب في تشكيلة الركراكي التي تم اختيارها لمباريات هذا الشهر، ذهابا وإيابا، ضد جمهورية إفريقيا الوسطى. وهي جزء من برنامج تصفيات كأس الأمم الأفريقية، على الرغم من أن المغرب، بصفته المضيف، يضمن بالفعل مكانه في النهائيات.
++ آخرون
وإلى جانب الصـحـراوي، فإن آدم أزنــو، الظهير البالغ من العمر 18 عاما من بايرن ميونيخ، لديه فرصة للبناء على الظهور الدولي الأول الذي قدمه الشهر الماضي.
وستكون مباراة دولية أولى لـ “رضا بلعـيـان”، 20 عاما، لاعب خط الوسط الفرنسي المولد، الذي انتقل من نيس إلى فيرونا الإيطالي في وقت سابق من هذا العام.
أشاد الركراكي بـ “بـلعـيـان من خلال تشبيهه، بـ “عـز الـديـن أونـاحـي”، الذي جذبت مساهماته البارزة في قطر اهتماما عالميا. وأشاد به لويس إنريكي المدير الفني لمنتخب إسبانيا آنذاك، بعد أن حفز فوز المغرب على فريقه في دور الـ16.
أونـاحـي، مثل العديد من مواطنيه النجوم، خرج من أكاديمية محمد السادس الممتازة، التي لا تزال مصدرا حيويا للمواهب للفريق الوطني مثل جميع الأكاديميات الأوروبية التي علمت اللاعبين المغاربة المولودين في الخارج.
المدافع عبد الحميد آيت بودلال (18 عامًا)، خريج أكاديمية محمد السادس أيضا، وقع مع ستاد رين هذا الصيف، ويمكنه تجربة الاختيار الأول مع المغرب قبل أن يشارك لأول مرة في الدوري الفرنسي.
لكن بعد مرورما يقرب من عامين على إنجاز مونديال قطر، فإن السؤال المهم لأونـاحـي، ونصف تشكيلة من لاعبي كأس العالم الذين تم تكريمهم، ليس من أين أتوا، ولكن إلى أين ذهبوا منذ ذلك الحين.
كانت إحدى نتائج النجاح التاريخي للمغرب في قطر هي أن لاعبيه البارزين اجتذبوا تدافعا من الاهتمام بالانتقالات من الأندية الرائدة. وقام عدد من فريق 2022 بتغيير الفريق منذ البطولة العالمية، وأحيانا أكثر من مرة.
غادر أونـاحـي نادي أنجيه الفرنسي المتجه للهبوط إلى مرسيليا، لكن مرسيليا أعاره هذا الصيف إلى باناثينايكوس.
سفيان أمرابط، حارس خط الوسط، غادر في النهاية فــيـورنـتـيـنا إلى مانـشـسـتـر يـونـايـتـد، ثم في غشت، إلى فـنـربخـشـة التركي، وكلاهما انتقلا في صفقات إعارة.
في فـنـربخـشـة بقيادة جوزيه مورينيو، يوسف النصيري، صاحب الهدف الذي وضع المغرب في دور الأربعة في كأس العالم، وهو الآن زميل أمرابط، بعد انتقاله من إشبيلية.
اسطنبول هي أيضا موطن حـكـيـم زيـاش، الذي عانى إحباط الانتقال إلى باريس سان جيرمان عندما فشل ناديه السابق، تشيلسي، في تقديم الوثائق المطلوبة في الوقت المحدد، وذهب بدلا من ذلك إلى غـلـطـة سـراي بعد ستة أشهر.
هذه الحركة أزعجت في بعض الأحيان الركراكي، الذي رأى مجموعة من لاعبيه منشغلين بانتقالات شتوية محتملة خلال كأس الأمم الأفريقية الموسم الماضي، حيث لم يرق المغرب المشتت إلى مستوى التوقعات، وخرج قبل ربع النهائي.
كان أمـرابـط حريصا على تمديد إقامته في يـونـايـتـد، بدلا من الانضمام إلى فـنـربخـشـة. وسمح لأونـاحـي بمغادرة مرسيليا الذي بدأ الدوري الفرنسي بشكل جيد للانضمام إلى النادي الذي يحتل حاليا المركز الثامن في دوري الدرجة الأولى اليوناني.
“الشيء المهم بالنسبة لي هو أنهم يلعبون بانتظام، وحتى لو لم ينضموا إلى أندية على أعلى مستوى، فهم في أندية كبيرة”، قال الركراكي. لكنه مستعد أيضا لاستبعاد النجوم.
أمـيـن حـاريـث، من مرسيليا، الذي غاب عن كأس العالم بسبب الإصابة، غير مدرج في تشكيلته الحالية. “إنه لاعب يريد أن يكون له دور كبير في الفريق ولا أعتقد أنه سيكون سعيدا بمكان على مقاعد البدلاء” ، أوضح المدرب المغربي. “الباب مفتوح أمامه دائما ولكن لدي رؤيتي و[بالنسبة لمركزه في خط الوسط] لدي لاعبون ذوو إمكانات عالية مثل إسماعيل الصيباري والخـنـوس.”
في حين تم استخدام الـخـنـوس بشكل ضئيل فقط من قبل لـيـستـرسـيتي، الذي انضم إليه في غشت، فإن الصـيـبـاري، من بي إس في أيندهوفن، يحافظ على حضورمتألق. لديه هدف باسمه- ضد يوفنتوس – في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، وهي مسابقة حيث تألق بها إلياس بن الصغير، جناح مـونـاكـو، الذي رفض فرنسا من أجل اللعب للمغرب.
يوم الأربعاء جاء دور الصـحـراوي، لاعب أنيق وجريء في ترويض فريق لـيـل لريال مدريد في ليلة خاصة له ولزميله في النادي أيوب بوعدي، الذي أمضى أمسية عيد ميلاده الـ 17 يقارع الكبارأمثال مودريتش وبيلينجهام، وينتهي في الجانب الفائز.
بوعدي، المولود في فرنسا ولاعب دولي تحت 18 عاما لبلده الأصلي، مؤهل أيضا للمغرب. لديه متسع من الوقت لاتخاذ قرار بشأن المكان الذي يريد أن يلتزم فيه بمستقبله الدولي. لكن الركراكي كان على اتصال به بالفعل، ووجه رسالة قوية ومغرية- أن الفرق المغربية في المستقبل الطويل تبدو أقوى من نسخة 2022.