أفريقيا تخسر 4.2 مليار دولار سنويا بسبب الصورة النمطية التي صنعها عنها الاعلام الغربي

ثقة تيفي

لطالما هيمنت القوالب النمطية المستمرة على تصوير وسائط الإعلام لأفريقيا. تكلف فائدة إضافية يمكن أن تمول مشاريع تنموية في القارة.

قد تخسر أفريقيا مليارات الدولارات سنويا من مدفوعات الفائدة المضخمة على قروضها، بسبب الروايات النمطية التي تهيمن على التغطية الإعلامية العالمية للقارة.

وقدرت دراسة حديثة، أن صورة أفريقيا عالية المخاطر التي تغذيها الروايات النمطية في وسائل الإعلام العالمية، يمكن أن تكلف القارة ما يصل إلى 4.2 مليار دولار سنويا في مدفوعات الفائدة المتضخمة على قروضها.”

ويمكن أن يمول هذا المبلغ تعليم أكثر من 12 مليون طفل، أو تطعيم أكثر من 73 مليون طفل، أو توفير مياه الشرب المأمونة لثلثي سكان نيجيريا.

ترى الدراسة، أن هذا الرقم يسلط الضوء على ضرورة التخلي عن الصور النمطية الضارة في المعلومات حول إفريقيا، لأنها “تعطي غطاء لمؤسسات الإقراض لتبرير منح شروط قروض غير عادلة للدول الأفريقية”.

إذا تم اعتبار بلد ما عالي المخاطر-بسبب الصور النمطية السلبية-، يطلب المستثمرون سعر فائدة أعلى لإقراض المال. مما قد يزيد من إجمالي تكاليف خدمة الديون على المدى الطويل.

تصوير وسائل الإعلام يمكن أن يؤثر على أسعار الفائدة على القروض بنسبة تصل إلى 10٪. والتحسن في صورة أي بلد يؤدي إلى انخفاض أسعار الفائدة بنسبة 1٪.

ووجدت الدراسة، التي أعدت للمنظمة غير الحكومية Africa No Filter أن “المستثمرين الدوليين ينظرون إلى البلدان الأفريقية بشكل غير مبرر على أنها مخاطر أعلى، ولذلك فهم يدفعون أموالا إضافية للديون التي يمكن استخدامها بدلا من ذلك لدفع تكاليف البنية التحتية العامة وغيرها من النفقات الحيوية”.

اختبر الباحثون الدراسة في أربع دول أفريقية- جنوب إفريقيا وكينيا ونيجيريا ومصر – وفي ماليزيا وتايلاند كدول نامية خارج إفريقيا. كما استخدموا الدنمارك، وهي دولة متقدمة.

حلل الباحثون التقارير خلال الانتخابات، ووجدوا أنه على الرغم من أن الأحداث السلبية شائعة خلال الانتخابات على مستوى العالم، إلا أن الدول الأفريقية تحصل على تغطية سلبية أكثر خلال هذه الفترات، وأن اللغة المستخدمة غالبا ما تتضمن كلمات مثل “تزوير” و”الفساد”.

وتسلط الدراسة الضوء كذلك على أن حوادث العنف نادرا ما تناقش في الإبلاغ عن البلدان غير الأفريقية، في حين كثيرا ما ترد في تلك المتعلقة بأفريقيا. كما أن المشاعر السلبية أكثر انتشارا في المقالات حول البلدان الأفريقية عند مقارنتها بالدول الآسيوية.

ووجدت الدراسة” المعنونة بـ “تكلفة الصور النمطية لوسائل الإعلام على أفريقيا – العلاقة بين وسائط الإعلام والاستثمار والتنمية الاقتصادية”، أنه إذا كانت وسائل الإعلام أكثر “واقعية” بشأن أفريقيا، فإن سعر الفائدة على اقتراض الأموال سينخفض أيضا.

وتخلص إلى أن ” وسائل الإعلام يمكن أن تساهم في تصور عالمي أكثر دقة لأفريقيا، الأمر الذي لا يفيد القارة فحسب، بل الجماهير الدولية أيضا من خلال توفير فهم أكثر اكتمالا لدور أفريقيا في الشؤون العالمية”.

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version