لتحسين سمعته تقرير يوصي المغرب بإصلاحات بعيدة المدى في مجالات “الأخلاق والمساءلة” و”مستوى التنمية” و”الجودة المؤسسية”

ثــقـة تـيـفي

أوصى تقرير حديث بأن يقوم المغرب بإصلاحات بعيدة المدى في مجالات “الأخلاق والمساءلة” و”مستوى التنمية” و”الجودة المؤسسية”، وذلك لتحسين سمعته الداخلية والخارجية بشكل كبير في المستقبل.

بالإضافة إلى ذلك، يقترح تقرير المسح العالمي حول سمعة المغرب، بناء “علامة تجارية مغربية” قوية، واعتماد سياسة اتصالات استراتيجية هادفة ومتماسكة، وتعزيز الدبلوماسية الثقافية الاستباقية. لا سيما من خلال إنشاء قناة تلفزيونية عامة باللغة الانجليزية والتي ستنقل صوت المغرب دوليا، وتعبئ المهارات العلمية والفنية للمغاربة في جميع أنحاء العالم، وتقيم شراكات مع وكالات الاستشارات المؤثرة.

وتشير نتائج الاستطلاع إلى أن المغرب حافظ على سمعة طيبة في بلدان رئيسية مثل مصر وأستراليا والصين وألمانيا وفرنسا والمكسيك والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

++ سمعة متقلبة خلال 2024

كشف التقرير، أن سمعة المغرب العالمية شهدت تقلبات في عام 2024.

وتسلط النسخة الـ 10 من المسح العالمي حول سمعة المغرب، الذي أجراه المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية و”مختبر السمعة” من مارس إلى أبريل 2024، الضوء على الصورة الدولية للبلاد في 26 دولة.

ووفقا للتقرير، الذي نشر في 21 أكتوبر الجاري، شهد المغرب تحسنا عاما في سمعته الخارجية في عام 2024، وتعافى من الاتجاه المنخفض في عام 2023.

احتل المغرب المرتبة 30 من بين 60 دولة ذات أعلى ناتج محلي إجمالي، حيث تقدم 4 مراكز مقارنة بالعام السابق. ومع ذلك لا تزال فإن سمعته معتدلة، مع درجة لا تزيد عن 50 نقطة من أصل 100، وفقا للتقرير.

وأظهرت نتائج الاستطلاع، أن المملكة حافظت على سمعة طيبة في بلدان رئيسية مثل مصر وأستراليا والصين وألمانيا وفرنسا والمكسيك والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

بين عامي 2023 و2024، شهدت سمعة المغرب تحسينات ملحوظة في العديد من الدول الأفريقية. وفي جنوب أفريقيا، ارتفع المؤشر بمقدار 7.2 نقطة، في حين شهدت كل من كينيا ونيجيريا ارتفاعا قدره 3.3 نقطة.

خارج القارة الأفريقية، تعززت سمعة المغرب أيضا في أجزاء أخرى من العالم. وفي السويد، نما المؤشر بـ 3.6 نقطة. وبالمثل، سجلت الصين وكوريا الجنوبية والمكسيك وهولندا زيادة قدرها 2.7 نقطة في تقييمها لسمعة المغرب.

وعلى العكس من ذلك، كانت سمعة البلاد أضعف في إسرائيل وإسبانيا والجزائر كما تراجعت في تركيا (- 0.4 نقطة).

ويؤكد التقرير، على تراجع حاد في سمعة المغرب بإسرائيل، مع انخفاض بـ 8.7 نقطة بين عامي 2023 و2024، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى موقف المملكة من الانتهاكات الإنسانية في غزة.

++ الأبعاد التي تشكل السمعة الخارجية للمغرب

من جهة أخرى، يحلل التقرير الأبعاد التي تشكل السمعة الخارجية للمغرب، ويسلط الضوء على نقاط القوة في “جودة الحياة” و”العامل البشري”. مع سمات إيجابية مثل “السكان الودودين والمتعاطفين”،  و”نمط الحياة الجذاب” و”التراث الثقافي”.

ومع ذلك، تبقى التقييمات أقل ملاءمة للأبعاد المتعلقة بـ “الأخلاقيات والمسؤولية” و”الجودة المؤسسية” و”مستوى التنمية”، ولا سيما في مجالات مثل “الأخلاق والشفافية” و”احترام حقوق الإنسان” و”البيئة المؤسسية والسياسية”.

وتجدر الإشارة، إلى أن سمة “النجاح الرياضي ” التي شهدت ارتفاعا استثنائيا في نسخة 2023 بسبب أداء أسود الأطلس المبهر في كأس العالم 2022، شهدت انخفاضا طفيفا في عام 2024.

++ السمعة الداخلية بخير

ومن المثير للاهتمام أيضا، أن التقرير يدرس أيضا تصورات المغاربة عن بلدهم، ويكشف أن المواطنين هم من بين الأقل انتقادا لوطنهم.

في عام 2024، وصل مؤشر السمعة الداخلية للمغرب إلى 64.8 نقطة بزيادة قدرها 3.7 نقطة عن عام 2023 من أصل 100، مسجلا أعلى مستوى منذ عام 2015.

وأظهر بعدي “نوعية الحياة” و “الجودة المؤسسية” تحسينات كبيرة في جميع السمات، باستثناء “الرفاهية الاجتماعية” التي انخفضت بمقدار 0.5 نقطة.

وتعيد نتائج عام 2024 لسمعة المغرب الداخلية، التأكيد على نتائج الدورات التسع السابقة، مما يؤكد التذبذب السنوي تقريبا، والذي يتشكل -حسب التقرير- إلى حد كبير من خلال تصورات المغاربة المتطورة للبيئة المؤسسية والسياسية للبلاد. 

كما يحدد التقرير فرص التواصل التي يمكن للمغرب الاستفادة منها، مثل تصوره كمكان آمن للعيش، مع بيئة طبيعية مواتية وشعب ودود.

ويعتقد أن المغرب يشارك بنشاط في القضايا العالمية الرئيسية، وينظر إليه على أنه يتمتع بتراث ثقافي متنوع، وبيئة صديقة للأعمال، وكبلد يخطو خطوات اسعة في مجال الرياضة.

++ مخاطر محتملة

ومع ذلك، يشير التقرير أيضا إلى مخاطر محتملة على السمعة داخليا وخارجيا، لأن المغاربة أكثر انتقادا من المراقبين الأجانب عند تقييم جوانب مثل إدارة الموارد العامة، ونظام التعليم، وقضايا الأخلاق والشفافية، والإطار المؤسسي والسياسي والرفاه الاجتماعي.

علاوة على ذلك، يشير التقرير إلى أن المغرب موصى به في المقام الأول كوجهة للسياحة وتنظيم الأحداث الدولية، بدلا من الدراسة أو العمل أو الاستثمار. وهو تناقض جدير بالملاحظة، بالنظر إلى الجهود المستمرة التي تبذلها البلاد لتعزيز مجموعات الجامعات وتحسين بيئة الأعمال.

وأشار التقرير إلى أنه بين عامي 2023 و2024 أظهرت جميع المواقف الوطنية ونوايا الدعم نموا إيجابيا، باستثناء التوصية بالدراسة في المغرب التي انخفضت بمقدار 0.6 نقطة مقارنة بعام 2023، ليستمر في اتجاه هبوطي عن السنوات السابقة. 

كما قدمت نسخة 2024 من الاستطلاع، أسئلة تتعلق بالمبادرة الملكية لأفريقيا الأطلسية ، وقياس الوعي الدولي وتصور هذه المبادرة.

وأظهرت النتائج إلى أن الوعي بها أعلى في تركيا (81٪) ، تليها نيجيريا والصين والهند (50-65٪) ، في حين أنه أقل بكثير في دول مثل هولندا وكندا وبلجيكا والسويد (أقل من 20٪).

وبشكل عام، فإن التصورات حول المبادرة إيجابية إلى حد كبير في جميع البلدان التي شملها الاستطلاع، مع تأثير إيجابي كبير على سمعة المغرب الخارجية بين المستجيبين المطلعين على المبادرة.

++ سويسرا الأقوى سمعة

وفقا للتقرير، في عام 2024، حافظت سويسرا على مكانتها كدولة ذات أقوى دولة خارجية سمعة، تليها النرويج والسويد ونيوزيلندا وكندا، والدانمارك. كما احتلت أستراليا وأيرلندا وفنلندا والنمسا المرتبة الأولى من حيث العلاقات الخارجية.

على العكس من ذلك، فإن البلدان التي لديها أدنى درجات السمعة الخارجية تشمل روسيا والعراق وإيران وباكستان والصين وإسرائيل والسعودية وكولومبيا ونيجيريا، بنغلاديش والجزائر.

من بين 60 دولة ذات أعلى ناتج محلي إجمالي، أظهرت إثيوبيا وتايلاند وبيرو أهم التحسينات في السمعة الخارجية بين عامي 2023 و2024. في المقابل، شهدت إسرائيل وأوكرانيا أبرز تراجع في سمعتهما.

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version