حدائق ماجوريل .. جوهرة مراكش المعلقة بين الفن والطبيعة

من بين الأماكن الأكثر شهرة في مراكش، تبرز حدائق ماجوريل، التي أصبحت في السنوات الأخيرة واحدة من أكثر الوجهات السياحية شعبية في المدينة.

تقع الحديقة في قلب حي جيليز، وهي مشهد نباتي وفني، صممه وشيده “جاك ماجوريل” في عام 1924 عندما كانت مراكش محمية فرنسية.

الواحة النباتية الشهيرة، تمتد على مساحة 9 آلاف متر مربع، وهي واحدة من أكثر الحدائق سحرا في المغرب، تم إنشاؤها على مدار 40 عاما.

في أوائل القرن الـ20، تحديدا في عام 1917، جاء الرسام الفرنسي جاك ماجوريل (1886-1962) ، نجل مصمم فن الآرت ديكو الحديثة، إلى مراكش لأسباب صحية.

مفتونا بالمدينة بالحمراء، قرر ماجوريل في عام 1923 بناء مسكن على الطراز المغربي، والذي أصبح قلب واحته الفنية البيولوجية.

وفي عام 1931 بدأ ماجوريل في إعطاء الحياة لمشروعه، واحة يسكنها أكثر من 135 نوعا نباتيا من القارات الخمس، وأعطى اسمه للحديقة والتي تضم في الواقع واحدة من أكبر مجموعات النباتات النادرة والغريبة في شمال إفريقيا.

في عام 1937، ابتكر الفنان لونًا أزرق لامعًا شديد الوضوح وواضحًا “ماجوريل بلو”، الذي قام بتلوين حديقته  التي افتتحها للجمهور في عام 1947.

أصبح الظل الأزرق الزاهي مطبقا على هياكل الفيلا والحديقة، رمزا لهذا المكان السحري المعلق بين الفن والطبيعة، لدرجة أنه تم تسجيل براءة اختراعه لاحقا.

في عام 1947، قرر ماجوريل فتح الحدائق للجمهور. ومع ذلك، في عام 1950 بسبب المشاكل الاقتصادية تم بيع الممتلكات وسرعان ما أصبحت خرابا.

في عام 1980، قرر المصمم “إيف سان لوران” مع “بيير بيرجي” التدخل لإنقاذ الحدائق. اشتراها في عام 1992 واحتفظ بها حتى وفاته في عام 2008. 

جاء مشروع الترميم بمساعدة فريق مكون من أكثر من 20 بستانيا، مما أدى إلى زيادة كبيرة في عدد وأنواع النباتات، التي تجاوزت 300 عينة، مع مجموعة متنوعة من الأشكال والألوان، يتم إدخالها بين حمامات الزينة.

بعد هذا التدخل الهام، عادت حدائق ماجوريل إلى حياة جديدة، واليوم يزورها آلاف السياح الذين أعجبوا بأحد أكثر الأماكن شهرة في مراكش.

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version