تعليق ترامب الرسوم الجمركية ينعش البورصات الآسيوية والحرب التجارية مع الصين تستعر

ارتفعت أسواق الأسهم الآسيوية الخميس بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق الرسوم الجمركية التي فرضها على دول العالم، باستثناء الصين التي زاد الرسوم عليها لتبلغ 125%.

وبعد إشعال حرب تجارية عالمية أدت إلى اضطراب الأسواق، أعلن الرئيس الأميركي الأربعاء تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يوما على واردات عشرات الدول والشركاء بما في ذلك الاتحاد الأوروبي.

لكن في الوقت نفسه، أعلن ترامب أنه سيرفع الرسوم الجمركية على بكين بنسبة 125% بأثر فوري “بسبب عدم احترام الصين للأسواق العالمية”.

وردت الصين بفرض رسوم جمركية بنسبة 84% على السلع الأميركية في قرار دخل حيز التنفيذ الخميس، في مرحلة جديدة في الحرب التجارية التي تشنها واشنطن ما يزيد المخاوف من حدوث ركود عالمي.

وستطبق الرسوم الجمركية الجديدة على كل المنتجات الأميركية التي تدخل الصين والتي بلغت قيمتها حوالى 143.5 مليار دولار في العام 2024، وفقا لمكتب الممثل التجاري الأميركي.

وكان ترامب أوضح أنه “سمح بوقف تطبيق الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يوما وخفضها خلال تلك الفترة إلى 10% بأثر فوري” بالنسبة إلى الدول الأخرى التي لم ترد على الرسوم الأميركية، “نظرا إلى رغبة أكثر من 75 دولة في التفاوض”.

وأعربت اليابان، الحليف العسكري والشريك التجاري الرئيسي للولايات المتحدة، الخميس “عن ترحيبها” بقرار ترامب تعليق الرسوم الجمركية، فيما طالبت حكومتها “بشدة” بإلغاء الحد الأدنى للضريبة البالغ 10% والذي ما زال ساريا، “وكذلك الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم والسيارات وقطع غيار السيارات”.

من جهتها، أعلنت هانوي الخميس أن فيتنام والولايات المتحدة اتفقتا على بدء مفاوضات بشأن اتفاقيات تجارية متبادلة.

ورفضت أستراليا الخميس دعوة الصين إلى “التعاون” من أجل الدفاع عن التجارة، فيما تبحث بكين عن شركاء لمساعدتها في تخفيف تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية.

وقال ترامب من المكتب البيضوي إن قراره “جاء من القلب” والهدف منه “عدم الإضرار” بالدول المستعدة للتفاوض.

وعقب القرار، ارتفعت البورصات في آسيا، على غرار وول ستريت في نيويورك.

وقرابة الساعة 03,40 بتوقيت غرينتش في طوكيو، قفز مؤشر نيكاي الرئيسي 8,32% وحقق مؤشر كوسبي في سيول مكاسب بنسبة 5,38%. وحتى في الصين، ارتفعت بورصة شنغهاي بنسبة تزيد عن 1%.

وأثرت الرسوم الإضافية التي أقرتها واشنطن والتي علقت في الوقت الراهن، على الاقتصادات الآسيوية التي تعتمد بشكل كبير على التصدير، بما فيها اليابان (التي فرضت عليها ضريبة إضافية بنسبة 24%) وكوريا الجنوبية (25%) وتايلاند (36%) وفيتنام (46%).

وقبل أن يتخذ قراره، كتب الرئيس الجمهوري الذي لا يمكن توقع تصرفاته والذي يتسبب باضطراب النظام ين الاقتصادي والجيوسياسي، على منصته “تروث سوشال”، “حان وقت الشراء” بأحرف كبيرة، في تلميح إلى انهيار أسواق الأسهم منذ الجمعة.

وفي حين تظهر استطلاعات الرأي انعدام ثقة متزايد بين الأميركيين تجاه ترامب الذي أعيد انتخابه في نوفمبر، سارع أنصاره إلى دعمه.

وأكد وزير ماليته سكوت بيسنت أن “هذه كانت استراتيجيته منذ البداية” فيما أشاد مستشاره ستيفن ميلر ب”استراتيجيته الماهرة” و”جرأته” في “عزل” بكين.

من المقرر أن يعقد دونالد ترامب اجتماعا لحكومته الخميس عند الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت غرينتش، بحسب البيت الأبيض.

أثار الرئيس الأميركي السابع والأربعون البالغ 78 عاما، حالة من الهلع في أنحاء العالم عندما أعلن الأسبوع الماضي فرض رسوم جمركية على منتجات 60 شريكا تجاريا، مع تدابير أكثر قسوة ضد الصين.

ورد ت بكين فورا مع زيادة الرسوم الإضافية على المنتجات الأميركية إلى 84%، وليس 34% كما كان مخططا في البداية.

واعتمد الاتحاد الأوروبي من جهته الأربعاء أول إجراءاته ردا على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، وأعلن التكتل تعرفات على قائمة أولية من الواردات الأميركية تزيد قيمتها على 20 مليار يورو.

وأشار الاتحاد الاوروبي إلى أنه سيكشف بداية الأسبوع المقبل عن رده على الرسوم الجمركية البالغة 20% التي فرضها الرئيس الأميركي في الثاني من نيسان/أبريل، لكنه أكد أنه مستعد لتعليق رسومه الجمركية “في أي وقت” في حال التوصل إلى اتفاق “عادل ومتوازن” مع واشنطن.

ودعا المستشار الألماني العتيد فريدريش ميرتس الأربعاء الى “رد أوروبي مشترك” على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.

ويحذر العديد من الخبراء الاقتصادين من مخاطر ارتفاع معدلات التضخم ركود عالمي.

وحذرت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونجو إيويالا الأربعاء من أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين يمكن أن تخفض “حتى 80%” تجارة السلع بين أكبر اقتصادين في العالم وتمحو “نحو 7%” من الناتج المحلي الإجمالي العالمي على المدى البعيد.

كما يمكن أن تؤجج التصعيد الدبلوماسي بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، علما بأن العلاقات بينهما متوترة أصلا.

في الأثناء، دعت الصين مواطنيها الأربعاء الى “تقييم المخاطر بالكامل” قبل السفر الى الولايات المتحدة.


المصدر: (أ ف ب)

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version