شهدت قاعة الانسانيات بكلية الآداب والعلوم الانسانية بأكادير صبيحة أمس الثلاثاء 18 دجنبر 2024 مناقشة أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في التاريخ و التي تقدم بها الطالب سليمان بيكضاض بعنوان :” المجتمع المغربي نهاية العصر الوسيط : إسهام في دراسة البنية الذهنية ”
تقدم سليمان بيكضاض أمام اللجنة والحضور من أساتذة وطلبة بعرض حول أطروحته تطرق فيها لدراسة تاريخ المجتمع المغربي خلال أواخر العصر الوسيط والتي حددها في أوائل القرن السابع الهجري ( الثالث عشر الميلادي ) إلى أواخر القرن التاسع الهجري ( الخامس عشر الميلادي ) وهي فترة زمنية – حسب الباحث – تمثل منعطفا تاريخيا في بلاد المغرب الأقصى تميز بالانكماش والتراجع خاصة بعد هزيمة العقاب 609هـ/ 1212 م .
وأوضح الطالب الباحث أن الذي ميز الفترة السالفة الذكر هو نشوب فتن وحروب وصراعات قبلية ناهيك عن موجات جفاف ومجاعات وأوبئة أثرت مجتمعة على تصورات ومعتقدات الخاصة والعامة في تلك الفترة، كما أدى هذا كله إلى استجابات ذهنية مختلفة قسمها الباحث إلى أصناف منها ذهنية التعلق بالأولياء والمتصوفة و ذهنية الخوف كالخوف من الجوع ومن الأمراض ومن الكوارث الطبيعية .
هذا وسلطت الدراسة الضوء على ما أسماه المحاضر بالذهنية الخرافية بالمجتمع المغربي حيث تعددت أشكال الفكر الخرافي التي أفرزتها الأزمة فشملت السحر والكهانة والتنجيم وغيرها .
وبناء على ما تقدم أبرز المحاضر خلال دراسته أثر ما أسماه بالتأزم الذهني على السلوك بمجتمع المغرب الأقصى من انحراف أخلاقي وبروز فئات مختلفة كالمجاذيب والدجالين والسحرة والمشعودين والباحثين عن الكنوز …
وإلى ذلك اختتم سليمان بيكضاض مجمل عرضه بخلاصة همت بالخصوص مجمل التحولات التي عرفها مجال المغرب الأقصى في هذه الفترة و كان من أبرزها انقسام بلاد المغارب في أواخر العصر الموحدي وفقدان الدولة الموحدية لمعظم مدن بلاد الأندلس وتعرض المجال المغربي للتهديدات الخارجية المسيحية .
يذكر أن اللجنة نوهت بمجهودات الطالب الباحث سليمان بيكضاض وبأطروحته المتميزة وذلك قبل منحه شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا مع الاشارة إلى أهمية هذه الدراسة كإسهام علمي يعول عليه من قبل الطلبة و الباحثين .
++ عبد الله العـسري