وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر مهندس اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل

توفي الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الحائز جائزة نوبل للسلام الأحد عن مئة عام في منزله بمسقط رأسه في ولاية جورجيا (جنوب شرق)، ما أثار سيلا من ردود الفعل المشيدة به.

وأعلن الرئيس جو بايدن التاسع من يناير يوم حداد وطني على كارتر فيما أثنى العديد من القادة الأجانب على الرئيس الديموقراطي الأسبق مشيدين بالتزامه من أجل السلام وحقوق الإنسان حتى بعد انتهاء ولايته الوحيدة (1977-1981) .

وأعلن “مركز كارتر” في بيان أن “جيمي كارتر، الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة والحائز جائزة نوبل للسلام عام 2002، توفي بسلام الأحد في 29 ديسمبر، في منزله في بلاينز بولاية جورجيا، محاطا بأفراد عائلته”.

كان كارتر مهندس اتفاقيات كامب ديفيد بين دولة الاحتلال الاسرائيلي ومصر والتي أدت في مارس 1979 إلى توقيع أول معاهدة سلام بين إسرائيل ودولة عربية، غير أن ولايته شهدت أزمة احتجاز الرهائن الأميركيين في سفارة الولايات المتحدة في طهران.

وكان كارتر أعلن في 2015 أنه مصاب بسرطان في الدماغ وكان يتلقى العناية في منزله منذ حوالى سنتين.

وبعدما دخل مرارا إلى المستشفى، اختار في فبراير 2023 “قضاء ما تبقى له من وقت” في منزله حيث كان يتلقى رعاية تلطيفية، محاطا بأفراد عائلته.

وأجمع خلال تلك الفترة العديد من النواب والقادة ومسؤولي الجمعيات على الإشادة بالرئيس السابق الذي اتبع مسارا خارجا عن المعهود، وكان عسكريا سابقا ويملك مزرعة عائلية للفول السوداني.

انتخب كارتر رئيسا في 1976 في بلد ما زال يعاني من فضيحة ووترغيت التي أرغمت الرئيس ريتشارد نيكسون على الاستقالة.

وخلال ولايته الرئاسية الوحيدة، عمل كارتر على تعزيز حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، وحظي بعامين أولين ناجحين كان خلالهما مهندس اتفاقيات كامب ديفيد التي أدت إلى توقيع معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر.

لكنه واجه انتقادات شديدة في بلاده جراء عملية احتجاز الرهائن الأميركيين في طهران، وتبددت آماله بولاية ثانية في 24 أبريل 1980 حين أعلن فشل المهمة العسكرية التي نفذها الجيش الأميركي لتحرير هؤلاء الرهائن.

وبعد مغادرته البيت الأبيض، أسس في 1982 “مركز كارتر” لتعزيز التنمية والصحة وحل النزاعات حول العالم.

قادته مساعيه الدبلوماسية سواء للقيام بوساطة أو لمراقبة الانتخابات إلى كل أنحاء العالم من المكسيك والبيرو مرورا بنيكاراغوا وتيمور الشرقية ووصولا إلى كوريا الشمالية والبوسنة.

وفي 2002، فاز كارتر بجائزة نوبل للسلام تكريما لما بذله “طوال عقود من الجهود الدؤوبة لإيجاد حلول سلمية لنزاعات دولية”.

والأحد، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن حزنه العميق لوفاة كارتر، الرجل الذي “أنقذ حياة عدد لا يحصى من الناس” بفضل الجهود التي بذلها لمكافحة الأمراض.

وكان كارتر منخرطا بقوة في منظمة “هابيتات فور هيومانيتي” غير الحكومية المعنية بتحسين ظروف الإسكان للأسر المنخفضة الدخل ولم يتوان حتى بعد بلوغه التسعين عن مواصلة العمل الخيري برفقة زوجته روزالين التي التقاها عام 1945.

لكن في 2019 واجه هذا المسيحي المتدين سلسلة من المشكلات الصحية التي ارغمته على دخول المستشفى مرارا.

وفي السنة ذاتها، أصبح أول رئيس أميركي سابق يبلغ الـ95 من العمر.

بدأ ينسحب تدريجيا من الحياة العامة فغاب مثلا عن مراسم تنصيب جو بايدن في يناير 2021، وهي مراسم يشارك فيها تقليديا الرؤساء السابقون.

لكن بعد بضعة أشهر، استقبل الرئيس الديموقراطي في بلاينز حيث كان يقيم منذ مغادرته واشنطن.

المصدر: (أ ف ب) بتصرف

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version