حماس تدعو القمة العربية حول غزة إلى “إفشال مخططات” تهجير الفلسطينيين

دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القمة العربية المنعقدة في القاهرة إلى “إفشال مخططات” تهجير سكان قطاع غزة الذي تطالب دولة الاحتلال الإسرائيلي بنزع السلاح فيه، كشرط للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

قوبلت خطة الرئيس الأميركي برفض واسع من الدول العربية والفلسطينيين والكثير من الدول الأخرى والمنظمات الدولية، لكنها كانت موضع ترحيب حار من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي أكد الاثنين أن “الوقت حان لإعطاء سكان غزة حرية المغادرة”.

وقالت حماس في بيان “نتطلع إلى دور عربي فاعل ينهي المأساة الإنسانية التي صنعها الاحتلال في قطاع غزة، ويلزم حكومته الفاشية بوقف جرائمها بحق المدنيين العزل، ويضغط لفتح المعابر وإدخال ما يحتاجه شعبنا … وإفشال مخططات الاحتلال لتهجيره”.

افتتحت قمة جامعة الدول العربية بعد ظهر الثلاثاء في القاهرة، في وقت وصلت مفاوضات اتفاق الهدنة في قطاع غزة إلى طريق مسدود على ما يبدو، مع انتهاء المرحلة الأولى منه السبت بدون اتفاق على المرحلة الثانية.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة حماس ودولة الاحتلال حيز التنفيذ في 19 يناير، بعد حرب مدمرة استمر ت 15 شهرا.

وللانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، اشترط وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الثلاثاء “نزعا كاملا للسلاح من قطاع غزة وخروج حماس وحلفائها في الجهاد الإسلامي وعودة رهائننا” الذين خطفوا خلال هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023 في إسرائيل.

في المقابل، أعلنت حماس على الفور رفضها لهذه الشروط.

بعد انتهاء خطابات قادة الدول العربية، تستمر القمة خلف الأبواب المغلقة، لمناقشة الخطة المصرية لإعادة بناء غزة، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية المقر بة من الحكومة المصرية.

ويوجد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع أيضا في القاهرة للمشاركة في القمة العربية للمرة الأولى.

خلال افتتاح القمة، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن الخطة التي وضعتها حكومته بشأن قطاع غزة، تضمن بقاء الشعب الفلسطيني في أرضه وإعادة بنائها، بينما أكد أن الرئيس الأميركي “قادر على وضع نهاية للتوترات في منطقتنا”.

من جانبه، شدد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على أن “محاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم لن تؤدي إلا إلى مزيد من التوتر والدمار في المنطقة”.

وأكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الاستعداد “لإجراء انتخابات عامة وتشريعية خلال العام المقبل، في حال توفرت الظروف في غزة والضفة والقدس الشرقية”.

وأعلن عباس عن “استحداث منصب جديد وتعيين نائب لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين”، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”.

وتدعو الخطة المصرية التي تبلغ قيمتها 53 مليار دولار، إلى إعادة إعمار غزة على مدى خمس سنوات، كما تقترح إنشاء صندوق يخضع لإشراف دولي لضمان “كفاءة التمويل” وكذلك “الشفافية والمراقبة”، وفق مسودة اطلعت عليها وكالة فرانس برس.

ووفق الخطة، يتم تشكيل لجنة إدارة غزة لتتولى إدارة شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية من التكنوقراط.

وبموجب الخطة، فإن هذه اللجنة ستعمل “تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، وذلك تمهيدا لتمكين السلطة الوطنية الفلسطينية من العودة بشكل كامل لقطاع غزة”.

وتركز المرحلة الانتقالية في هذه الخطة، على رفع الأنقاض وإزالة الألغام وتركيب مساكن مؤقتة لأكثر من 1,5 مليون شخص في القطاع.

وسيتبع ذلك مرحلتان من إعادة الإعمار، تشمل الأولى بنى تحتية أساسية ومساكن دائمة، بينما تشمل المرحلة الثانية ميناء تجاريا ومطارا.

وأكدت مصر التي تقوم مع قطر والولايات المتحدة بدور الوسيط في اتفاق الهدنة في غزة، أنها “ستعرض رؤية شاملة” لإعادة بناء غزة تضمن أن يبقى الفلسطينيون على أرضهم.

وإزاء الرفض المصري والأردني وموجة الاستنكار الدولية أكد لاحقا، “مشروعي هو الطريق الذي ينبغي سلوكه وأظن أنها خطة جيدة فعلا لكني لن أفرضها. سأجلس فقط وأقوم بالتوصية بها”.

ومع نهاية المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار التي امتدت ستة أسابيع، لا تزال الخلافات بين الجانبين على التفاصيل تحول دون الانتقال إلى المرحلة الثانية.

وأعلنت إسرائيل الاثنين تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الذي يعاني أزمة إنسانية حادة ودمارا هائلا.

قال وزير الخارجية الإسرائيلي الثلاثاء إن هذه المساعدات “أصبحت المصدر الرئيسي لإيرادات حماس”، في حين تدعو الامم المتحدة وعدد من الدول إلى استئناف ايصال المساعدات بشكل فوري.

ووافقت الدولة العبرية ليل السبت الأحد على تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق حتى أبريل بناء على مقترح أميركي.

في المقابل، تؤكد الحركة وجوب بدء مفاوضات المرحلة الثانية التي تشمل، وفق ما تقوله، وضع حد للحرب و”الانسحاب الشامل” للجيش الإسرائيلي من غزة، تمهيدا للمرحلة الثالثة وأساسها إعادة إعمار القطاع المدمر.

وقال ساعر في مؤتمر صحافي عقد في القدس “ليس لدينا اتفاق متعلق بالمرحلة الثانية، نطالب بنزع كامل للسلاح من قطاع غزة وخروج حماس وحلفائها في الجهاد الإسلامي وعودة رهائننا”.

وتابع “إذا حصلنا على ذلك، يمكننا التوصل إلى اتفاق غدا”.

ورفضت حماس العرض، وقال القيادي في الحركة سامي أبو زهري لوكالة فرانس برس إن “سلاح المقاومة خط احمر لدى حماس وكل فصائل المقاومة، ولا يخضع للمساومة وغير مطروح للنقاش او التفاوض”، كما أن “أي حديث عن ترحيل المقاومين أو أبناء شعبنا من أرضه فهو مرفوض”.


وأدى العدوان الإسرائيلي على غزة  إلى مقتل 48397 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة في القطاع وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

المصدر: (أ ف ب) بتصرف

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version