الإندبندنت : قد يصبح السفر تحت الماء بين إفريقيا وأوروبا ممكنًا بحلول عام 2030

ثقة تيفي

قالت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية إن مشروعًا طموحًا قد يغيّر وجه التنقل بين القارات، حيث من المتوقع أن يصبح السفر تحت مضيق جبل طارق بين إفريقيا وأوروبا ممكنًا عبر نفق سكك حديدية عالية السرعة، بحلول عام 2030.

وبحسب التقرير، تسعى كل من إسبانيا والمغرب إلى إعادة إحياء فكرة قديمة تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، تهدف إلى ربط شبكة القطارات السريعة في إسبانيا بخط “البراق” المغربي، عبر نفق تحت البحر يمر بين مدينة الجزيرة الخضراء الإسبانية ومدينة طنجة المغربية.

ويمتد المشروع، الذي قد تصل كلفته إلى 6.5 مليار دولار، من مدريد إلى الدار البيضاء مرورًا بطنجة والرباط، ما يُوفر وسيلة نقل برية مباشرة وسريعة بين القارتين، من خلال عبور المضيق الذي يبلغ طوله 17 ميلًا (27 كيلومترًا) وعمقه يصل إلى 900 متر في بعض مناطقه.

وذكرت الصحيفة أن الحكومة الإسبانية خصصت 2.5 مليون دولار في عام 2023 لإجراء دراسة جدوى للمشروع، بتمويل أوروبي ضمن خطط الإنعاش الاقتصادي لما بعد الجائحة، في وقت تتصاعد فيه الحاجة إلى وسائل نقل مستدامة وسريعة بين ضفتي المتوسط.

وتشير التقديرات إلى أن الخط قد يستخدمه سنويًا نحو 12.8 مليون مسافر، مع إمكانية نقل ما يصل إلى 13 مليون طن من البضائع، وهو ما سيعزز من التكامل التجاري والسياحي بين أوروبا وإفريقيا.

تكتسب هذه الخطة أهمية خاصة مع اقتراب موعد كأس العالم 2030، الذي يستضيفه المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال، حيث يمكن للنفق أن يسهم في تسهيل حركة المشجعين والسياح بطريقة أسرع وأكثر صداقة للبيئة.

وتُعد السياحة إحدى دعائم الاقتصاد المغربي، حيث ساهمت بنسبة 9٪ من الناتج المحلي الإجمالي، واستقطب المغرب في عام 2022 نحو 10.9 مليون زائر دولي، وفق بيانات  “ستاتيستا”. كما اختير ضمن أفضل وجهات السفر لعام 2024 من قبل “لونلي بلانيت”، وتصدّرت مراكش قائمة “التايمز” كأرخص وجهة شاملة خارج أوروبا.

رغم الانتقادات التي طالت نفق القناة بين فرنسا وبريطانيا بعد ثلاثين عامًا على افتتاحه، فإنه أثبت فعاليته الاقتصادية، إذ يستخدم لنقل 25٪ من حجم البضائع بين البلدين، وسافر عبره أكثر من 500 مليون شخص.

ومع تزايد الحاجة إلى الربط بين القارات، يبدو أن حلم النفق بين إفريقيا وأوروبا لم يعد بعيدًا عن التحقيق، بل قد يتحول إلى واقع ملموس خلال أقل من خمس سنوات.

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version