ثقة تيفي
أثار عرض عمل فني للأطفال الناطقين بالروسية في المغرب، خلال مهرجان “المواسم الروسية” في مدينة الدار البيضاء، جدلًا ثقافيًا بين أوكرانيا وروسيا.
شهد المهرجان عرض رسم كاريكاتوري مجسم لشخصية “كولوبوك” من البلاستيسين، أعده أطفال ناطقون بالروسية يعيشون في المغرب.
واتهم جهاز المخابرات الأوكراني الجانب الروسي بـ”الاستيلاء” على شخصية “كولوبوك” الكرتونية، مؤكدًا عبر منشور على موقع فيسبوك أن “كولوبوك” شخصية أوكرانية الأصل.
كولوبوك هو شخصية فولكلورية معروفة في ثقافات أوروبا الشرقية، عبارة عن رغيف خبز دائري صغير يشبه الكعكة، يتمتع بالقدرة على الحركة والكلام.
في القصة التقليدية، يهرب “كولوبوك” من منزله ويواجه عدة حيوانات تحاول التهامه، قبل أن تنجح الثعلبة أخيرًا في خداعه.
وتختلف تفاصيل الرواية بين الثقافات السلافية، إلا أن النزاع الحالي يسلط الضوء على البعد الهوياتي المتنازع عليه بين روسيا وأوكرانيا.
ويرى بعض الباحثين الأوكرانيين أن جذور الكلمة تعود إلى “kolo” (دائرة بالأوكرانية)، وهي كلمة لا توجد في اللغة الروسية الحديثة، مما يعزز مزاعمهم بأصله الأوكراني.
وقد نظم المهرجان جمعية النساء الناطقات بالروسية في المغرب بالتعاون مع “البيت الروسي”، ضمن إطار أنشطة ثقافية لتسليط الضوء على التراث الروسي.
وفي كلمته بالمناسبة، صرّح نبيل بلقاس، رئيس اللجنة المغربية لمهرجان الشباب العالمي، أن العلاقات بين المغرب وروسيا تعود إلى عام 1777 في عهد الإمبراطورة كاثرين الثانية. متسائلًا: “في ذلك الوقت، هل كانت هناك أوكرانيا؟” ، معتبرًا أن الشخصيات والكتب المعروضة جزء من الثقافة الروسية
يُذكر أن التوتر حول الرموز الثقافية لم يتوقف عند “كولوبوك”، إذ شهدت أوكرانيا مؤخرًا جدلًا آخر بعدما قُدمت للأمير البريطاني هاري في زيارة غير معلنة إلى كييف، كعكة عيد الفصح قيل إنها “روسية”. وقد أكدت الباحثة الأوكرانية في ثقافة الطعام، أولينا برايتشينكو، أن الكعكة تعكس تقاليد أوكرانية تعود لمنطقتي خاركيف وسومي.
لاحقًا، قامت المخابرات الأوكرانية بحذف منشورها المثير للجدل، مما يعكس حساسية الصراع الهوياتي والثقافي بين أوكرانيا وروسيا، والذي وصل صداه إلى الفعاليات الفنية والثقافية المقامة على أرض المغرب.