المغرب يسجل أدنى مستويات التبرع الخيري في 2024 وسط تراجع عالمي في الكرم

ثقة تيفي

في سياق تراجع عالمي ملحوظ في مؤشرات الكرم والعمل الخيري، سجّل المغرب واحدة من أدنى نسب التبرع المالي للمنظمات الخيرية، إذ لم تتجاوز 3% في عام 2024، وفقاً لبيانات حديثة صادرة عن مؤسسة “غالوب” الدولية.

يأتي هذا التراجع في الوقت الذي شهدت فيه مختلف أشكال العطاء الخيري – من تبرعات مالية إلى العمل التطوعي ومساعدة الغرباء – انخفاضاً ملموساً على مستوى العالم مقارنةً بالسنوات الثلاث السابقة التي سجلت مستويات قياسية بفعل تداعيات جائحة “كوفيد-19”.

وأظهرت الأرقام أن 56% فقط من سكان العالم أفادوا بأنهم ساعدوا شخصاً غريباً في الشهر الماضي، بتراجع قدره 6 نقاط مئوية عن عام 2023. أما نسبة من قدموا تبرعات مالية فبلغت 33%، بينما لم تتجاوز نسبة المتطوعين 26%.

وفي المغرب، يعزى انخفاض نسبة التبرعات إلى محدودية الدخل المتاح، في ظل ضغوط اقتصادية متزايدة أثّرت بشكل مباشر على قدرة الأفراد على المساهمة في الأنشطة الخيرية.

وتشير تقارير غالوب إلى أن الشعور بعدم الأمان المالي ازداد بشكل عام في عام 2024، مما قلّص من فرص المساهمة المجتمعية، لا سيما في الفئات التي تعاني من صعوبات معيشية متزايدة.

وتتزعم دولة إندونيسيا الترتيب العالمي بـ89 في المائة، متبوعة ماينمار ب، 80 في المائة، ثم إيرلاندا بـ 69 في المائة، وأكرانيا بـ 65 في المائة، وإيسلندا بـ 64 في المائة، والمملكة المتحدة بـ 64 في المائة، واستريا 64 في المائة، وتايلاند بـ 62 في المائة.

ورغم هذا التراجع، تؤكد المؤسسة أن الكرم العالمي لم يختفِ، إذ لا تزال مستويات العطاء أعلى مقارنة بمعظم السنوات منذ 2006. لكن الانخفاضات المسجلة تطرح تساؤلات جدية بشأن مستقبل العمل الخيري، لا سيما مع توجه بعض الدول إلى تقليص مساعداتها الإنمائية في ظل أزمات متلاحقة.

ويعتبر الخبراء أن الظاهرة قد تكون ناجمة عما يُعرف بـ”الإرهاق الخيري”، وهو تراجع طبيعي بعد أزمات طويلة الأمد مثل الجائحة، إلى جانب التغير في الأولويات الاقتصادية والاجتماعية للأفراد والحكومات على حد سواء.

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version