صندوق الثروة السيادية النرويجي ينسحب من شركة إسرائيلية بسبب أنشطتها في المستوطنات

أعلن صندوق الثروة السيادية النرويجي، الأكبر في العالم من حيث الأصول المدارة، يوم الأحد عن تصفية استثماراته بالكامل في شركة “باز” الإسرائيلية، المتخصصة في قطاعي التجزئة والطاقة، وذلك بسبب تورطها في تزويد المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة بالوقود، من خلال إدارة وتشغيل بنية تحتية مخصصة لهذا الغرض.

ويدير الصندوق أصولا تقدر قيمتها بنحو 1,62 تريليون يورو.

وأعلن البنك المركزي النروجي الذي يدير الصندوق مساء الأحد عن بيع حصته في مجموعة باز للتجزئة والطاقة الإسرائيلية.

ويأتي هذا القرار في أعقاب توصية صادرة عن مجلس الأخلاقيات التابع للصندوق، الذي تبنى في غشت الماضي تفسيراً أكثر صرامة لمعايير الاستثمار الأخلاقي، خصوصاً فيما يتعلق بالشركات التي تنشط في الأراضي الفلسطينية المحتلة أو تقدم خدمات تدعم وجود المستوطنات.

وقال الصندوق في بيان رسمي إن “امتلاك وتشغيل بنية تحتية لتوريد الوقود في المستوطنات يشكل مساهمة غير مقبولة في استمرار انتهاك القانون الدولي، ويخالف مبادئنا التوجيهية فيما يخص المسؤولية الأخلاقية”.

وتعد هذه الخطوة الثانية من نوعها في أقل من عام، إذ سبق للصندوق أن تخارج في ديسمبر الماضي من شركة “بيزك” الإسرائيلية للاتصالات، على خلفية أنشطتها في الأراضي المحتلة.

ويعرف صندوق الثروة النرويجي باتباعه لسياسات استثمارية تستند إلى معايير صارمة تتعلق بحقوق الإنسان والبيئة والحوكمة الرشيدة.

وقال مجلس الأخلاقيات التابع للبنك، وهو هيئة استشارية تقدم المشورة الاستثمارية للصندوق، إن شركة باز تملك وتدير محطات وقود في تسع مستوطنات يهودية في الضفة الغربية وتزودها بالوقود.

وقال المجلس إن العديد من هذه المستوطنات تم بناؤها “في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة وهي متصلة بإسرائيل عبر طرق مخصصة” للمستوطنين فقط.

وأضاف أن شركة باز، ومن خلال تشغيل هذه البنى التحتية، “تساهم في استمرارية” المستوطنات، وهو ما يوجد “خطرا غير مقبول يتمثل في مساهمة الشركة في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في أوقات الحرب أو النزاع”.

أقيمت هذه المستوطنات في انتهاك للقانون الدولي. ويرى المجلس أن شركة باز تساهم في انتهاك القانون الدولي.

في نهاية ديسمبر 2024، استحوذ الصندوق النروجي على 0,49% من أسهم الشركة بقيمة 72,8 مليون كرونة (6,28 مليون يورو) حينها.

ولا يعلن البنك المركزي النروجي عن قراراته بشأن سحب الاستثمارات إلا بعد بيع حصصه.

ويعد الصندوق السيادي الذي يستثمر عائدات الدولة النروجية من النفط والغاز أكبر مستثمر فردي في العالم. وهو يمتلك حصصا فيما يقرب من 8800 شركة في 71 دولة، وهو ما يمثل 1,5% من القيمة السوقية العالمية.

المصدر: وكالات

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version