أعلنت كلية كينغز التابعة لجامعة كامبريدج اليوم الثلاثاء عن قرارها سحب استثماراتها من شركات مرتبطة بصناعة الأسلحة، استجابة لضغوط طلابية متواصلة على خلفية الحرب في غزة والاحتلال في أوكرانيا.
وأكدت الكلية البريطانية في بيان رسمي أن هذا القرار جاء “لمواءمة نهجنا الاستثماري مع قيم مجتمعنا”، مضيفة أن القرار استند إلى مشاورات مع خبراء خارجيين، ويشمل قطع العلاقات المالية مع شركات تنتج معدات عسكرية أو نووية، أو تشارك في أنشطة توصف على نطاق واسع بأنها “غير قانونية أو منافية للمعايير العالمية، مثل الاحتلال”.
وكانت كينغز كوليدج قد شهدت واحدة من أطول وأبرز الاحتجاجات في جامعة كامبريدج، حيث أقام طلاب مؤيدون للفلسطينيين معسكراً احتجاجياً استمر 100 يوم في الحديقة المواجهة للمبنى الرئيسي للكلية.
وأوضحت الدكتورة جيليان تيت، عميدة الكلية، في رسالة وجهتها إلى طلاب الكلية، أن الهيئة الإدارية صوتت بالإجماع مساء الاثنين على القرار، مشيرة إلى أن الكلية تهدف إلى إنهاء سحب استثماراتها المرتبطة بصناعة الأسلحة “في موعد أقصاه نهاية العام الجاري”.

وبحسب تقديرات غير رسمية، فإن محفظة الكلية الاستثمارية – التي تبلغ قيمتها الإجمالية نحو 300 مليون جنيه إسترليني – كانت تتضمن ما يقارب 2.2 مليون جنيه إسترليني مستثمرة بشكل غير مباشر في أكثر من 50 شركة دفاعية. ورفضت الكلية الكشف عن أسماء هذه الشركات أو قيمة المبالغ التي سيتم سحبها تحديداً.
جاء هذا الإعلان عقب تحقيق أجرته صحيفة اسكواش الطلابية عام 2023، كشف عن زيادة استثمارات الكلية في قطاع الأسلحة بأكثر من 700 ألف جنيه إسترليني خلال خمس سنوات.
ورحبت مجموعة “King’s Cam for Palestine” (KC4P)، وهي أبرز الحركات الطلابية المؤيدة للقضية الفلسطينية في الكلية، بهذا القرار، معتبرة أنه نتيجة “ضغط طلابي مستمر”، ودعت بقية كليات وجامعات كامبريدج إلى اتخاذ خطوات مماثلة.
وقالت المجموعة في بيان لها: “على الرغم من أن القرار جاء متأخراً بالنسبة لآلاف الفلسطينيين الذين تعرضوا للتجويع والقتل، فإننا نعتبره انتصاراً أخلاقياً يجب أن يمتد ليشمل المؤسسات الأخرى”.
وتتمتع كينغز كوليدج بسمعة راسخة في النشاط السياسي اليساري، وتاريخ طويل في استقطاب طلاب من خلفيات اجتماعية متنوعة. وقد أطلقت في مارس الماضي استطلاعاً داخلياً بشأن “الاستثمار المسؤول”، لجمع آراء طلابها حول استثمارات الأسلحة.
يأتي هذا القرار في سياق أوسع تشهده المملكة المتحدة، حيث سحبت تسع سلطات محلية على الأقل استثماراتها من شركات الدفاع خلال الأشهر الماضية، من بينها مجالس في لندن مثل كامدن، وإيسلينجتون، وتاور هامليتس، وذلك تحت ضغط من حركات مدنية مؤيدة للفلسطينيين.
وتعد كينغز كوليدج أول مؤسسة أكاديمية في أوكسبريدج تتخذ مثل هذا القرار، ما قد يمهد الطريق أمام مؤسسات تعليمية أخرى لإعادة النظر في سياساتها الاستثمارية في ظل تصاعد الحراك الطلابي المناهض للحرب والاحتلال.
المصدر : التيليغراف