الطلاب الدوليون يضخّون 43.8 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي .. ما مصيرها في ظل سياسة ترامب؟

ثقة تيفي

ساهم الطلاب الدوليون الذين يدرسون في الكليات والجامعات الأميركية بمبلغ 43.8 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي خلال العام الدراسي 2023-2024، وفقًا لتحليل أجرته NAFSA، وهي جمعية غير ربحية للمعلمين الدوليين.

يُعد إنفاق هؤلاء الطلاب في قطاعات التعليم العالي، والسكن، والمطاعم، والتجزئة، والنقل، والاتصالات، والتأمين الصحي المحرك الرئيسي وراء دعم نحو 378,175 وظيفة، أي وظيفة واحدة لكل ثلاثة طلاب دوليين في الولايات المتحدة.

ويمثل الطلاب الدوليون جزءًا أساسيًا من المشهد التعليمي الأميركي، حيث يدرس أكثر من 1.12 مليون طالب دولي في مختلف الولايات، ما يحقق تأثيرًا اقتصاديًا كبيرًا ينعكس في دعم وظائف متنوعة عبر عدة قطاعات حيوية. وتتجاوز مساهماتهم الجانب الأكاديمي لتشمل دعم الاقتصاد المحلي على نطاق واسع.

ويتركز أكبر عدد من هؤلاء الطلاب في ولايات مثل كاليفورنيا، التي تستقبل 140,858 طالبًا، بمساهمة تبلغ 6.4 مليار دولار، وتدعم أكثر من 55,000 وظيفة. تليها نيويورك بـ135,813 طالبًا، يضخون 6.3 مليار دولار في الاقتصاد المحلي، ويدعمون أكثر من 51,700 وظيفة.

وتأتي ماساتشوستس في المرتبة الثالثة، حيث تستضيف 82,306 طالبًا دوليًا يساهمون بـ3.9 مليار دولار، ويدعمون نحو 35,800 وظيفة. كما تبرز تكساس وإلينوي بأعداد كبيرة من الطلاب وإسهامات مالية تصل إلى مليارات الدولارات.

في المقابل، تسجل ولايات مثل ألاسكا ووايومنغ أعدادًا محدودة من الطلاب الدوليين، لا تتجاوز بضع مئات، مع مساهمات اقتصادية أقل نسبيًا ووظائف محدودة.

تشير هذه الأرقام إلى الدور الحيوي الذي يلعبه الطلاب الدوليون في دعم الاقتصاد الأميركي، إذ يشكلون رافعة اقتصادية تُسهم في تعزيز النمو وتوفير فرص العمل، ليس فقط في قطاع التعليم، بل أيضًا في عدد من القطاعات الأساسية المرتبطة بالخدمات والمعيشة.

وكان تهديد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنع جامعة هارفارد من تسجيل الطلاب الدوليين قد أثار موجة من القلق، إذ أن نسبة مهمة من الجسم الطلابي في الجامعة يتكوّن من طلاب دوليين (نحو 13% )، ما من شأنه أن يزعزع الحياة الجامعية ويؤثر بشكل كبير على إيرادات الرسوم الدراسية.

وعلى الرغم من أن القرار جُمّد لاحقًا بقرار من قاضٍ فيدرالي، إلا أنه سلّط الضوء على الهشاشة التي قد تواجهها مؤسسات التعليم العالي في ظل السياسات المتقلبة. وتُعد جامعات مثل نيويورك، وجونز هوبكنز، وكولومبيا، وكارنيجي ميلون، من بين المؤسسات الأميركية التي تعتمد على الطلاب الدوليين بنسبة أكبر من جامعة هارفارد.

وفقًا لتقرير “SEVIS by the Numbers” لعام 2023، بلغ عدد المؤسسات التعليمية المعتمدة من برنامج الطلاب والزوار (SEVP) والتي يحق لها تسجيل الطلاب الدوليين 7,417 مؤسسة، بانخفاض قدره 266 مؤسسة مقارنة بعام 2022.

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version