الأنثروبولوجي فوزي الصقلي  يثبت أن جحا مريد صوفي ووريث فلسفي لسقراط

أسطورة جحا

قدم عالم الأنثروبولوجيا والمتخصص في التصوف المغربي فوزي الصقلي، مساء الأربعاء (21 فبراير) في مدينة فاس، إصداره الأخير الذي حمل عنوان “حكمة ومقالب جحا”. 

وكشف الصقلي عن “الرسائل الخفية والعميقة ” لـ70 حكاية روحية يقدمها كتابه الجديد، كان بطلها الأسطورة جحا، المعروف في البلقان وآسيا باسم “الملا نصرالدين حجة”.

وأشار عالم الأنثروبولوجيا، إلى أن “جحا يعتبر شخصية غامضة، فهو في الآن ذاته مهرج وغريب الأطوار، وحكيم وغبي”، معتبرا أنه بمثابة مريد للصوفية ووريث فلسفي لسقراط.

وتابع بالقول أن “جحا يفضل أن يتنكر في هيئة مهرج، ويستخدم صوت الفكاهة والضحك. إنه مثل سقراط تماما”، خلال اللقاء الذي نظمته الجمعية الديمقراطية للفرنسيين في الخارج.  

وبالنسبة إلى الصقلي، فإن جحا، من خلال مغامراته التي لا تعد ولا تحصى حيث يظهر مع حماره، “يعلمنا في كثير من الأحيان أمورا أساسية ودقيقة للغاية”. وأشار إلى أن “هذه الشخصية تتيح لنا إدراك، بحس داخلي، حقيقة لم نتمكن من إيجاد التعبير المناسب لها”

وجاء في مقدمة الكتاب أنه تم تناقل حكايات جحا، الشخصية الأسطورية التي هي في الوقت نفسه غريبة الأطوار، وحكيمة ومهرجة، شفهيا من جيل إلى جيل، من البحر المتوسط إلى الشرق الأقصى، وتتضمن هذه الحكايات بعض تعاليم الصوفية. 

وتكمن أهمية الكتاب في كون غالبية الجماعات الاجتماعية في مختلف بلدان العالم تمتلك في رصيدها السردي والفكاهي شخصية جحا، وقد صممت تلك الشخصية بما يتلاءم مع طبيعة تلك الأمة وظروف الحياة الاجتماعية والثقافية فيها، وقد تختلف الأسماء أحيانا كثيرة، لكنها في الجوهر والمضمون واحدة تقريبا.

وتتفق كل البحوث على أن جحا هو شخصية خيالية من التراث الشعبي في الكثير من الثقافات القديمة، ونسبت إلى شخصيات عديدة عاشت في عصور ومجتمعات مختلفة. 

وفي الأدب العربي نسبت شخصية جحا الشهيرة إلى أبي الغصن دُجين الفزاري الذي عاصر الدولة الأموية. وهو أقدم شخصيات جحا وإليه تنسب النكات العربية. أما في الأدب التركي فنسبت قصص جحا من إسطنبول إلى الشيخ نصرالدين خوجه الرومي الذي عاش في قونية معاصرا الحكم المغولي لبلاد الأناضول.

وجحا هو رجل فقير كان يعيش أحداث عصره بطريقة مختلفة ويتماشى مع تلك الأحداث شبه الحقيقية، فقد كان يتصرف بذكاء كوميدي ساخر وانتشرت قصصه ومواقفه التي كان يتعامل معها في حياته اليومية، وكانت تنتقل في البداية شفهيا ثم صارت من أشهر نوادر الأدب العربي، ونتج عن ذلك تأليف الكثير من الأحداث الخيالية حوله.

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version