معظم المغاربة يرفضون التطبيع و 13% فقط يؤيدونه

    ثقة تيفي 

كشف تقرير شبكة الباروميتر العربي لسنة 2023، أن معدلات دعم التطبيع مع إسرائيل انحسرت كثيرا بشكل ملحوظ منذ عام 2022، حيث يؤيده 13% فقط من المغاربة.

وقال التقرير الذي قدمت نتائجه في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة بالرباطـ، أنه على النقيض من الوضع في بلدان أخرى بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لم ينحسر دعم الولايات المتحدة الأمريكية بعد 7 أكتوبر الماضي، لكن تحسنت صورة كل من روسيا و الصين أكثر من صورة الولايات المتحدة الأمريكية على امتداد العامين الماضيين.

وبينت نتائج التقرير السنوي لشبكة الباروميتر العربي، بشراكة مع المعهد المغربي لتحليل السياسات، تزايد انشغال المواطنين المغاربة بقضايا الأمن الغذائي، حيث يمثل توفير الطعام مشكلة كبيرة أو متوسطة لدى 57% من المستجوبين،  وكذلك الشأن بالنسبة لأسعار الغذاء بنسبة 59%..

وصنّف ثلث المغاربة فقط الوضع الاقتصادي بالمغرب تصنيفات إيجابية، في حين يرى 4 من كل 10 أشخاص (39 %) أن الفجوة بين الأغنياء والفقراء تتسع.

وقال ثلثا المغاربة تقريباً (63 بالمئة) إن طعامهم نفد قبل توفر النقود لشراء المزيد خلال الأيام الثلاثين الماضية، وزادت هذه النسبة كثيراً منذ 2022، عندما قال 36 % فقط ذلك.

وأظهر التقرير، أن 7 من كل 10 أشخاص -ما يمثل 69%-، يعتبرون الفساد منتشرا على المستوى المحلي، بينما يرى  4 من كل 10 أشخاص انتشاره على المستوى الجهوي، فيما أفاد 47% أن الحكومة تكافح الفساد.

و يرى المغاربة أن أكبر التحديات التي تواجه بلدهم هي الاقتصاد (22 %) والفساد (20%) والخدمات العامة (18%)، ثم التغير المناخي (14 % ). 

بينما هناك قدر ضئيل من الاتفاق حول التحركات التي يجب أن تتخذها الحكومة لتحسين الاقتصاد، والإجراءات الأكثر ذكراً من المواطنين، هي : الحدّ من الكساد (28%) وخلق فرص العمل (20 %) وإصلاح التعليم (14 %) وزيادة الأجور (11 %).

ويرغب الثلث تقريباً (35 %) في الهجرة، وذكر عدد كبير العوامل الاقتصادية كسبب رئيسي لهذه الرغبة (45 % من الراغبين في الهجرة).

 ومن يرغبون في الهجرة أكثرهم رجال تحت سن 30 عاماً حصلوا على التعليم الجامعي، إذ قال أكثر من نصف المهاجرين المحتملين (53 %) إنهم قد يقبلون على الهجرة، حتى لو لم تتوفر الأوراق الرسمية اللازمة.

من جهة أخرى، يقول 4 من كل 10 أشخاص، بحسب التقرير، إن عدم كفاية الموارد المائية أو تلوث مياه الشرب أو مصادر المياه هو أكبر تحد بيئي يواجه البلد.

وعلى مستوى، الثقة في مختلف المؤسسات السياسية، أظهر التقرير، أن البرلمان المغربي يتمتع بثقة 38% من المستجوبين، غير أن  الثقة  في الحكومة تراجعت إلى 33%  وفي رئيسها عزيز أخنوش إلى 30 %  .

في المقابل، يثق المغاربة بالجهاز الأمني، إذ يؤكد 8 من كل 10 أشخاص أنهم يشعرون بالثقة في الشرطة، و 88% في القوات المسلحة، بزيادة 12 و11 نقطة على التوالي مقارنة مع تقرير عام 2022.، فيما قال 74% إنهم يثقون في القضاء و  70 % في منظمات المجتمع المدني. 

وعلى مستوى آخر، ظلت معدلات الرضى عن الخدمات العامة في المغرب متباينة بين المغاربة، ففي الوقت الذي يرى  الربع إنهم راضون تماما عن المنظومة التعليمية، يعرب 35% عن رضاهم عن الرعاية الصحية.

وبعد تقلّب في الآراء حول دعم الديمقراطية في السنوات الماضية، زاد دعم المغاربة للحكم الديمقراطي، بخاصة دعم النظام البرلماني متعدد الأحزاب (68% )، فيما يرى 73% من المغاربة أنه رغم مشاكل الديمقراطية، فهي لا تزال أفضل من النظم الأخرى، وفقا للتقرير.

وتوصّل استطلاع الباروميتر العربي أيضاً إلى أن هناك تراجع طفيف في الآراء حول قدرة النساء على القيادة السياسية. وذلك رغم وجود دعم كبير لتخصيص مقاعد للنساء في البرلمان (71 %) والحكومة (70 %)، وبالمثل، يرى ثلاثة أرباع المغاربة تقريباً (73 %) أن وجود النساء في مقاعد القيادة السياسية مفيد لتعزيز حقوق المرأة.

بالنسبة لمجال العمل، قال الثلثان تقريباً (64 %) بضرورة المساواة بين الرجال والنساء في فرص العمل، ويرى المغاربة معوقات كثيرة تعترض عمل النساء، أكثرها ذِكراً هي : عدم توفر فرص العمل (17 %) وتدني الأجور (14 %) والتحيّز ضد النساء (13 %) وغياب خيارات رعاية الأطفال (12 %). 

ويقرّ المغاربة باستمرار تعرض النساء للتحرش، حيث قال 8 من كل 10 أشخاص (79 %) إن التحرش منتشر في الشوارع من قِبل الغرباء، وقال 65 % الأمر نفسه عن التحرش في أماكن العمل. 

من جهة أخرى، يشدد المغاربة على الآثار الكبيرة لتغير المناخ على حياتهم اليومية، ويطالبون حكومتهم – بشكل متزايد – باتخاذ إجراءات للتصدي لهذه المشكلة المُلحّة، في أعقاب زلزال شتنبر، أصبح المغاربة أكثر قلقاً من تغير المناخ ويرغبون في فعل حكومتهم المزيد للتصدي له، وفق التقرير.

في الوقت الحالي، يقول 8 من كل 10 أشخاص إن على الحكومة عمل المزيد في ذلك الملف (80 %). وهذه النسبة تبلغ ضِعف مثيلتها (40 %) في تقرير عام 2022، وبشكل عام يشعر المغاربة بالرضا عن تعامل الحكومة مع الزلزال. 

بالنسبة للحريات المدنية، قال أغلب المغاربة (58 %) إن حرية التعبير عن الرأي مضمونة بدرجة كبيرة أو متوسطة، ويعتقد أكثر من النصف أيضاً (57 %) أن حرية التظاهر مضمونة بدرجة كبيرة أو متوسطة، وفي هذا زيادة بواقع 12 نقطة مئوية مقارنة بعام 2022 (45 %).

هذا ، ونفذ الباروميتر العربي استطلاع الرأي في المجال العام في المغرب خلال عامي 2023-2024. ويكشف عن آراء وتوجهات المواطنات والمواطنين وأولوياتهم واحتياجاتهم وشواغلهم المتغيّرة في المنطقة العربية التي تشهد تغيرات سريعة ومتلاحقة.

وقابلت الشبكة البحثية بين 11 دجنبر 2023 و30 يناير 2024 أكثر من 2400 شخص من المغرب وجهاً لوجه، حول العديد من القضايا، وتشمل الاقتصاد والثقة في الحكومة وأدائها، والحريات المدنية، والعلاقات الدولية، ووضع المرأة في المجتمع، والبيئة.

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version