الدكتور الحبيب الشوباني
في بيان كيف َأَجْهَزَ طوفان الأقصى استراتيجيا
على “الحل الصهيوني للمسألة اليهودية” (3/5)
بعد استعراض إجهاز الطوفان على ثلاثة مقومات في المشروع الصهيوني في المقالة السابقة، نستكمل الحديث في هذه المقالة عن تفكيك مُقوِّمين آخرين ل”الحل الصهيوني للمسألة اليهودية”، بفعل التداعيات الجيوستراتيجية التي أحدثها انفجاره الضخم يوم 7 أكتوبر 2023، جراء انسداد كل آفاق التحرر والاستقلال السلمي التفاوضي أمام الشعب الفلسطيني، وجراء معاناته الطويلة والمأساوية من احتلال عسكري صنعتْه عقيدة سياسية استيطانية استعلائية عنصرية، تكفُر بحقوقه التاريخية كُفْراً بَواحاً.
- (رابعا) تفكيك مقوِّمُ الربط الأمني- الاستيطاني-الدعائي بين مشروع بناء “دولة اليهود الآمنة في فلسطين المحتلة”، وبين ضمان الأمن لهذه الدولة بشعار “قوة جيش الردع الذي يَقهر ولا يُقهر”: من أول يوم لتأسيسها، فهمت الحركة الصهيونية وآمنت بأن احتلالها لفلسطين لا يمكن أن يتم إلا بالقوة، ولا يمكن أن يدوم هذا الاحتلال إلا بها. ولذلك ربطَت أمْن دولةِ الاحتلال وتهجيرِ اليهود للاستيطان في فلسطين، بضمانة وحيدة هي “بناء مجتمع عسكري مسلح” تحميه قوة النار التي يُمِدُّ بها جيشه الصهيوني، وسعت بدعم ورعاية دول الغرب الاستعماري لجعل أَعْدادِه وإِعْدادِه، تدريباً وتسليحاً، يحقق التفوق العسكري الدائم والحاسم على جيوش المنطقة منفردة أو مجتمعة، ويضمن قوة الردع التي تجعل الفلسطينيين ومن والاهُم في وضع هزيمة نفسية وعسكرية مؤبَّدة. لقد أدت هذه العقيدة السياسية-الدينية إلى تمثُّلِ الفلسطينيين في صورة “شعب عماليق جديد”، مستباحٌ دمُ رجاله ونسائه وشيوخه ومرضاه، ونَسْلُهم وحرثُهم وما يزْرعونْ ! (وهو ما كرّره نتن ياهو في خطاباته بعد 7 أكتوبر، واعتُبر من طرف محكمة العدل الدولية من أقوى القرائن على وجود نية مُبيَّتة لإبادة الغزّاويين)؛ غير أن هذا التمثل العقائدي الإجرامي (بلغة القانون الدولي والإنساني) أدخل “الحل الصهيوني للمسألة اليهودية” في أخطر مأزق فلسفي- وجودي منذ 1948، لأن الرهان الأَوْحَد على القوة المسلَّحة لإقامة الكيان الصهيوني وتأمين وجوده، رهان على “المتغير” لا على “الثابت“؛ ولأن النتيجة الطبيعية لهذا التأليه الخرافي للقوة العسكرية لاستدامة أمن “دولة اليهود“، تجلت في إفشال كل المساعي الرامية لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني وتمكينه من حقوقه التاريخية في أرضه. لقد أجهز طوفان الأقصى على هذه العقيدة المادية إجهازا استراتيجيا، وأثبت للعالم أن “العقيدة الروحية لأي شعب مستعمَر” تظل أشد بأسا من “العقيدة المادية لأي قوةٍ مستعمِرة”؛ يفسِّر هذا الاستنتاج تصريحات كثيرة وصريحة لقادة رأي ومسؤولين سياسيين وعسكريين تعكس شعورا عميقا بالقلق على مصير دولة الكيان ومجتمعه، (أولها) للمؤرخ الاسرائيلي شلومو ساند Shlomo Sand في أحدث حوار له (أجراه قبل حوالي أربعة أسابيع[1])، جاء فيه ما يلي: [السؤال: كيف هي الحياة في تل أبيب الآن؟ الجواب: غريبة بعض الشيء، يمكن سريالية بطريقة ما، لأنه على بعد كيلومترات من هنا، الناس قُتلوا بشكل جماعي، أطفال…نساء…أشخاص جياع؛ وأنا أعيش في تل أبيب بشكل جيد نسبيًا، أي أنه لا توجد قنابل هنا، لكنني أشعر بعزلة شديدة جدًا… لا أعتقد أنني شعرت بذلك من قبل في تل أبيب طوال حياتي، رغم أنني مررت بأوقات عصيبة…شاركت شخصيًا في حربين، 67 و73 كجندي.. الآن لحسن الحظ، أصبحت أكبر سِنّاً من أن أكون جنديًا، ولكن في تل أبيب.. شيء ما ربما يكون انتهى هنا، على عدة مستويات: 7 أكتوبر هو التاريخ الذي غيّر أشياء كثيرة وبشكل عميق.. الكثير من المشاعر.. وليس الكثير من الأفكار السياسية… لأن اللحظة هي لحظة التحالف المقدس!..إنه عام 1914 في باريس! / question :[à quoi ressemble la vie à Tel-Aviv en ce [moment ? réponse :[un peu bizarre même en quelque façon surréaliste, parce que à quelques kilomètres d’ici, les gens étaient tués en masse, des enfants..des femmes..des gens qui ont faim ; et moi je vis à Tel-Aviv relativement bien, c’est-à-dire il n’y a pas de bombes ici, mais je me sens très très isolé..je ne crois pas que j’ai senti ça jamais à Tel-Aviv dans toute ma vie, même si j’ai passé des moments durs..j’ai participé personnellement à deux guerres,67 et 73 comme soldat.. Maintenant heureusement je suis trop vieux pour être un soldat, mais à Tel-Aviv quelques chose est terminé peut être ici, sur beaucoup de niveau : le 7 octobre est une date qui a changé en profondeur beaucoup de choses, beaucoup de sentiments, pas beaucoup d’idées politiques.. parce] [que le moment c’est pour l’alliance sacrée !..c’est 1914 à Paris !؛ (ثاني التصريحات) لوزير الأمن الداخلي الصهيوني إيتمار بنغفير، وهو يعلق على هروب المستوطنين من غلاف غزة ومن شمال فلسطين المحتلة، بعد اشتعال الحرائق في مساحات شاسعة بالشمال بسبب صواريخ ومُسَيَّرات المقاومة في لبنان؛ قال الوزير العراقي – الكردي الأصل، وأحد رموز الصهيونية الدينية: “إن الذي يحترق ليست الغابات فقط، ولكنها قوة الردع أيضا “؛ و(ثالثها) هو ما عبر عنه رافي ميلو قائد الجبهة الداخلية بعد ثمانية أشهر من عدوان الإبادةبقوله: “لم نُؤمِّن الحماية لبلدات الغلاف في 7 أكتوبر، وهناك أزمة ثقة في الجيش (..) هناك صعوبة كبيرة في توفير الشعور بالأمن لسكان البلاد”؛ و(رابعها) ما عناهُ أيضا أفيغدور ليبرمان زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” ووزير الخارجية الأسبق في تصريح حديث له، جاء فيه: “ثمانية أشهر مرت منذ السبت الأسود في السابع من أكتوبر، تلقينا فيها إذلالا كاملا بدلا من النصر الكامل”، وهو نفس ما ذهب إليه آفي ديختر عضو المجلس الوزاري المصغَّر بقوله: “أحداث 7 أكتوبر كانت فشلا وإخفاقا وكارثة وخللا رهيبا..حقيقة احتلالنا خلال ساعة واحدة في 7 أكتوبر ، تلخص كل شيء”. إن مشهد احتراق وتآكل قوة الردع أمام تصاعد بأس المقاومة المصممة على خوض حرب تحرير مهما كانت الكلفة باهضة، هو ما يتابعه العالم بالصوت والصورة منذ 7 أكتوبر إلى اليوم: لقد انهارت صورة قوة جيش الردع انهيارا مفاجئا استدعت مسارعة قوى النجدة الغربية للدعم ورفع المعنويات والتثبيت، ثم تدحرجت كرة الانهيار إلى قاعٍ لاأخلاقي تجسّد في حرب إبادة المدنيين العزّل وتدمير كل مقومات الحياة في غزة، أفضى بجيش الكيان إلى تصنيف دولي لأبرز رموزه كمجرمي حرب مطلوبون للعدالة الدولية، وإلى إدراجه في اللائحة السوداء الأممية الخاصة بقتل الأطفال؛ في المقابل بدا الشعب الفلسطيني في عيون العالم صاحب حق أصيل وغير قابل للشّطب أو الإلغاء، وتجلّى أصلبَ عوداً وهو يخوض بالمقاومة والصمود حرب تحرير حقيقية، كما أكد أنه أَمْنعُ لجيشٍ عالقٍ في حرب خاسرة من تحقيق أي هدف عسكري أعلنت عنه قيادته السياسية. لقد انهار الرهان على القوة انهيارا استراتيجيا، وتبين للعالم أن “سلطان الحق أشدُّ بأسا من سلطان القوة “، وأن تأمين الوجود الاستيطاني الصهيوني في فلسطين بقوة الردع التي تَقهر ولا تُقهر، أسطورةٌ من أساطير السردية الصهيونية، وقد فكَّكها الطوفان تفكيكا استراتيجيا سيكون له ما بعده، في مناخ إنساني عالمي تغلي فيه مشاعر الكراهية ضد كل ما يَمُتُّ بصلة ل“الصهيوني/النازي الجديد”، وفي مناخ إقليمي عربي-إسلامي يتصاعد فيه التطلع للتأثر من جرائمه التي حولت المنطقة إلى حلبة حروب ممنهجة ضد شعوبها ومصالحها ووحدتها، فصار الوجود الصهيوني محفِّزا لسباقٍ محموم للتسلح، سرعان ما جعل كيانه بقعة محاطة بغابة من الصواريخ والجاهزيات القتالية المادية والبشرية المتعاظمة، الموجهة للانتقام من تاريخ جرائمه المحفورة في ذاكرة شعوب المنطقة، والساعية للتحرر من وجودٍ استيطاني غير طبيعي في فلسطين المحتلة.
- (خامسا) تفكيك مقوِّمُ الربط السياسي-الإعلامي-الترهيبي بين الحق في ممارسة واجب “مواجهة وانتقاد سياسات إسرائيل”، وبين تهمة “معاداة السامية”: للتذكير، فمصطلح “معاداة السامية” منتوج أوروبي خالص، نَحَتَهُ الصحفي الألماني Wilhelm Marr(1891-1904) وأطلقه حصريا على ظاهرة “العداء لليهود” في أوروبا، وقد استعمله في سياق تهيئة مناخ تأسيس “رابطة معاداة السامية” في ألمانيا عام 1879. لكن استعمال هذا المفهوم توسَّع بعد قيام دولة “إسرائيل” وأخذَ أبعادَ “سياسَةٍ صهيونيةٍ إعلاميةٍ عالمية”، جعلت من “تهمة معاداة السامية” أصلا تجاريا تٌوجَّه عائداتهُ للدفاع عن سياسات وممارسات “إسرائيل” كدولة احتلال وفصل عنصري، من خلال توظيف هذه التهمة الجاهزة في حرب إعلامية متخصصة في اضطهاد وترهيب كل من يتجرأ على انتقاد سياسات “إسرائيل”. لقد كشف المفكر والكاتب المغربي اليهودي يعقوب كوهينJacob Cohen المقيم في فرنسا، في كلمة مصورة له على قناة اليوتيوب بعنوان “أسطورة معاداة السامية في فرنسا Le Mythe de l’Antisémitisme en France” (2) ، نموذجا حيّاً لمنظومة اشتغال “معاداة السامية” في دولة فرنسا، سواء في مجالات الإعلام أو الإدارة أو الأمن أو القضاء وغيرها، موضِّحا بالأدلة والوقائع كيف حوَّل اللوبي الصهيوني الفرنسي مقولة/باراديغم “معاداة السامية” – بانزياحاتٍ دلاليَّةٍ مُتدرِّجة وعلى مراحل – إلى “معاداة الصهيونية” (3)، ثم إلى “معاداة إسرائيل”؛ وهو ما جعلCohen يقرر أن فرنسا تحولت تحت التأثير المباشر ل“المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية لفرنسا Conseil Représentatif des Institutions Juives de France “ (المشهور اختصارا ب CRIF le ) إلى “دولة يهودية – صهيونية”، وأن العداء الرسمي للإسلام للمسلمين في فرنسا يقف وراءه اللوبي الصهيوني بإعلامه وسياسييه ومُشرِّعيه. وعن واقع نخبة هذه الدولة الكاثوليكية تاريخيا، العلمانية فلسفيا وسياسيا، لا يتردد المؤرخ الإسرائيلي شلومو ساند بتأليف كتاب جديد له بعنوان: “نهاية المثقف الفرنسي: من زولا إلى هويلبيك la fin de l’intellectuel français :De Zola à Houellebecq” يحمل فيه على النخب الفرنسية المتصهينة حملة شعواء، مُدينا اصطفافها غير الأخلاقي بمواقفها العدائية المشينة ضد حقوق وحريات المسلمين، مبينا – على سبيل المثال – الهوة السحيقة التي تفصل حضيض مواقف مثقفين مثل Éric Zemmour, Michel Houellebecq Alain Finkielkraut, عن قِمَمِ مواقف Emile Zola صاحب المقالة الشهيرة “J’accuse“، دفاعا عن الضابط اليهوديDreyfus، والتي غيرت مجرى تاريخ محاكمته. أما Cohen Jacob فيتحدث عن “الحريات الدستورية العريقة في فرنسا” مؤكدا أنهالم تعد قادرة على تحمل أيانتقاد لسياسات”إسرائيل” البربرية والعنصرية،كما أن صدرها بات يضيق بمجرد الإشارة إلى التحكم اللوبي اليهودي-الصهيوني غير الطبيعي في مجمل مراكز صناعة القرار، تحت طائلة الاستهداف بالتشنيع الإعلامي أو الملاحقة القضائية؛ مستدلا في ذلك بالضجة الإعلامية المرتبطة بالواقعة الشهيرة لوزير الشؤون الخارجية Roland Dumas سنة 2015، بعد وصفه للوزير الأول Manuel Valls بأنه “ربما كان يوجد تحت تأثير يهودي/ était probablement sous influence juive“، والتيصُنِّف على إثرها سياسا وإعلاميا بأنه “شخص غير مرغوب فيه/ persona non grata “؛ وهو ما جعل الوزير الاشتراكي Dumas يتشبث برأيهويؤكد في حوار مطوَّل له مع مجلةCharles موقفه بقوله: “في الحياة السياسية الفرنسية، هناك منطقة مقدسة.. يجب ألا نَمسَّ ما يتعلق بالوجود اليهودي (..) الواقع اليهودي، أي سلوكُ اليهود.. مصيبتهم، هذا تقريبا ما يقع لي أنا اليوم، لا يجب عليك حتى نُطق الاسم، إنه مقدس“، (يسأله الصحفي ، طالبًا توضيح ما يعنيه ب”الوجود اليهودي“.. هل كان ذلك بمعنى “مؤيد لإسرائيل“؟).. أضاف..“نعم.. هذه المقابلات التلفزيونية تجري بسرعة كبيرة. أنت تفكر، لكن ليس لديك الوقت لصقل جملك“. (وردا على سؤال حول رد فعل مانويل فالس على تعليقاته، مشيرا إلى أنه كان يكرر “مقولة قديمة عن معاداة السامية“)، وصف السيد دوما ذلك بأنه “مثير للشفقة من شخص يشغل منصب رئيس الوزراء“/ “dans la vie politique française, il y a une zone sacrée” et qu’il “ne faut pas toucher à ce qui concerne l’existence juive(..) la réalité juive, c’est-à-dire le comportement des juifs..Leur malheur, C’est un peu ce qui m’arrive aujourd’hui. Il ne faut même pas prononcer le nom, c’est le sacré”, (le journaliste lui demande, appelé à préciser ce qu’il entendait par “existence juive“, Était-ce dans le sens de “pro-israélienne” ? ) il ajoute.. “Oui.. Ces interviews à la télévision, ça va très vite. Vous réfléchissez, mais enfin vous n’avez pas le temps de polir vos phrases”, a-t-il ajouté. Interrogé sur la réaction de Manuel Valls à ses propos, indiquant qu’il reprenait “une vieille rengaine de l’antisémitisme”, M. Dumas l’a qualifiée de “minable de la part de quelqu’un qui est Premier ministre”].؛ لكن المثير في كلمة المفكر المغربي يعقوب كوهين هو قدرته التنبؤية (في مقالة له تلا جزءا منها في كلمته المصورة) قبل سنوات خلت بهشاشة هذا البناء الصهيوني الذي يجعل من “أسطورة معاداة السامية” جدار دفاعٍ عن السياسات الإسرائيلية (4)؛ لقد تنبأ Cohen بسقوط هذا الجدار ، وكأنه كان يقرأ في كتاب المستقبل القريب حدث انفجار طوفان الأقصى وإجهازه على هذه الأسطورة، لدرجة أن العالم الغربي بات يفهم حقيقة التاريخ الصهيوني في فلسطين، ليس من أدبيات وموروث هذه السردية الأسطورية الصهيونية، بل من واقع حرب الإبادة الجارية في غزة، ومن سياسات “إسرائيل” البربرية والعنصرية، وأصبحت تهمة معاداة السامية مجلبة للسخرية والغضب والازدراء ضد من يدفع بها لتبييض جرائم الإبادة الصهيونية للشعب الفلسطيني. لقد تجسد هذا الوضع الجديد في تصنيف بعض رموز الكيان الصهيوني، المدان والمنبوذ دوليا، ضمن قائمةٍ أولى لمجرمي الحرب المطلوبون للعدالة الجنائية الدولية؛ وفي إدراج “إسرائيل” من قبل الأمم المتحدة – في تقرير أممي سيصدر رسميا يوم 18 يونيو 2024- في “قائمة العار” التي أنشئت من طرف الأمين العام للأمم المتحدة عام 2002، بوصفها أداة لكبح الانتهاكات ضد الأطفال ضحايا النزاعات المسلحة، والتي ضمت سنة 2023،ستة وستون (66) دولة ومجموعة، من بينها تنظيمات إرهابية، مثل: «القاعدة”، و”داعش”، و”بوكو حرام”. في مقالته التنبؤية بعنوان “التفوق اليهودي الجديد Le nouveau suprémacisme juif“، كتب Cohen في 6 ماي 2016 تدوينة على صفحته بالفايسبوك، جاء فيها ما يلي: [ Le jour où les médias se libéreront de l’emprise juive, on découvrira avec quelle cruauté et quelle maestria ces juifs venus des ghettos ont détruit systématiquement une société, un peuple, (..) Un jour on écrira le livre noir du sionisme et de la domination juive. Et je crois que même la Shoah n’y survivrait pas (..) Pendant ce temps, le sentiment de rejet monte de partout dans le monde et envahit jusqu’aux classes éclairées en Occident. Israël est sur la voie inéluctable de la délégitimation. Mais au lieu d’un examen de conscience, les juifs hurlent à l’antisémitisme (..) Pourtant des voix s’élèvent ici et là pour mettre en garde(..) mais elles sont étouffées par ce gang qui veut aller de l’avant coûte que coûte(..) La France est certainement le pays qui s’est laissé soumettre à la domination juive et sioniste. C’est une France enjuivée et sionisée (..) Les hommes politiques sont des carpettes à leur service. Ils servent de paillassons sur lesquels les dirigeants sionistes viennent essuyer leurs bottes maculées du sang de leurs victimes. Le monde n’aime pas plus les juifs aujourd’hui qu’avant la seconde guerre et la création d’Israël. Et il les aimera de moins en moins. Mais on applique la dissuasion nucléaire qu’est « l’antisémitisme » pour imposer le silence. À défaut de se faire aimer, les juifs se font craindre.][في اليوم الذي ستتحرر فيه وسائل الإعلام من النفوذ اليهودي، سنكتشف بأية قسوة وإتقان قام هؤلاء اليهود من الغيتوهات بتدمير مجتمع وشعب بشكل منهجي (..) يومًا ما سنكتب الكتاب الأسود للصهيونية والسيطرة اليهودية. وأعتقد أنه حتى المحرقة لن تنجو (..) في هذه الأثناء، يتصاعد الشعور بالرفض في جميع أنحاء العالم وقد اجتاح حتى الطبقات المستنيرة في الغرب. إن إسرائيل ماضية في الطريق المحتوم لنزع الشرعية. لكن، وبدلاً من افتحاص الضمير، يرفع اليهود أصواتهم بمعاداة السامية (..) ورغم ذلك، ترتفع أصوات من هنا وهناك للتحذير (..) لكن تخنقها هذه العصابة التي تريد المضي قدماً مهما كان الثمن ( ..) ومن المؤكد أن فرنسا هي الدولة التي سمحت لنفسها بالخضوع للسيطرة اليهودية والصهيونية. إنها فرنسا التي أصبحت يهودية وصهيونية (..) السياسيون بساطٌ في خدمتهم، إنهم بمثابة ممسحة يمسح بها قادة الصهاينة أحذيتهم الملطخة بدماء ضحاياهم. إن العالم لا يحب اليهود اليوم أكثر مما كان عليه قبل الحرب الثانية وقيام إسرائيل. وسوف يحبهم أقل فأقل. لكن يتم تطبيق الردع النووي الذي هو “معاداة السامية” لفرض الصمت. إن فشل اليهود في أن يكونوا محبوبين، جعلهم يكونون مصدر خوف].
(يتبع)
الهوامش:
.(1) . https://www.youtube.com/watch?v=NUlzJNvf0RU&t=199s
(2) يمكن معاينة النص الكامل لكلمة السيد يعقوب كوهين على الرابط التالي: https://www.youtube.com/watch?v=yXWFTVWffRg&t=1708s
(3) بتاريخ 3 دجنبر 2019 صوت البرلمان الفرنسي (الجمعية الوطنية) على نص تشريعي يعدل ويوسع تعريف “معاداة السامية” ليشمل “معاداة الصهيونية” ب 154 صوتا لصالح التعديل ومعارضة 72 وامتناع 43. التعريف الجديد التي تم اعتماده في توسيع مفهوم “معاداة السامية”، من إنتاج “l’Alliance internationale pour la mémoire de l’Holocauste (Ihra) / التحالف العالمي لإحياء ذكرى المحرقة”، وقد تبناه رسميا رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون في لقائه السنوي الذي جمعه ب”المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية لفرنسا CRIF“ في شهر فبراير 2019. وقد تمت معارضة هذا العمل التشريعي من طرف تجمع مكون من 127 من المفكرين اليهود عبر العالم، نشروا موقفهم المعارض في جريدة لوموند بتاريخ 2 دجنبر 2019، تحت عنوان: [Appel de 127 intellectuels juifs aux députés français : « Ne soutenez pas la proposition de résolution assimilant l’antisionisme à l’antisémitisme »] ؛ مؤكدين في بيانهم على ما يلي : قد تكون آراؤنا حول الصهيونية متنوعة، ولكننا جميعًا نعتقد، بما في ذلك أولئك الذين يعتبرون أنفسهم صهاينة، أن هذا الخلط خاطئ في الأساس. بالنسبة للعديد من اليهود الذين يعتبرون أنفسهم مناهضين للصهيونية، فإن هذا الخلط يعتبر مهينًا للغاية. « Nos opinions sur le sionisme peuvent être diverses, mais nous pensons tous, y compris ceux qui se considèrent comme sionistes, que cet amalgame est fondamentalement faux. Pour les nombreux juifs se considérant antisionistes, cet amalgame est profondément injurieux »,
(4) بالإضافة إلى إحداث مؤسسة حكومية في فبراير 2012 متخصصة في مكافحة العنصرية ومعاداة السامية وكراهية الأشخاص ذوي الميول الجنسية الشاذة (la délégation interministérielle de lutte contre le racisme, l’antisémitisme et la haine-anti-LGBT)، توجد في فرنسا هيئة مدنية تسمى “مكتب اليقظة الوطني ضد معاداة السامية (BNVCA)”؛ يعمل المكتب على الدفاع عن ضحايا الاعتداءات والشتائم وأعمال التخريب المعادية لليهود. يعمل مكتب اليقظة الذي يقع مقره الرئيسي في درانسي (سين سان دوني)، في قلب الضواحي الباريسية الأكثر ازدحامًا، بدعم من جمعية Verbe et Lumière – Vigilance. ويتكون القسم القانوني لـلمكتب من سكرتارية ومتطوعين، بالإضافة إلى العديد من المحامين اليهود المسؤولون عن العديد من القضايا القانونية المعروضة على المحاكم المختصة.Le « Bureau National de Vigilance contre l’Antisémitisme (BNVCA) » agit en défense des victimes d’agressions, injures et actes de vandalisme à caractère antisémite. Le BNVCA, dont le siège se trouve à Drancy (Seine-Saint-Denis), au cœur de la banlieue parisienne la plus agitée, travaille avec le soutien de l’Association Verbe et Lumière – Vigilance. Le service juridique du BNVCA est composé d’un secrétariat, de bénévoles, ainsi que de plusieurs avocats juifs, chargés de nombreux [dossiers judiciaires .[en cours devant les juridictions compétentes.