كهف الحمام بتافوغالت يضم أقدم الزخارف في العالم عمرها 82 سنة 

ثقة تيفي

أظهر اكتشاف أصداف بحرية صغيرة مثقبة، في كهف الحمام بتافوغالت، شمال شرق المغرب، أن استخدام زينة الخرز في شمال إفريقيا أقدم مما كان يُعتقد، إذ يعود تاريخ هذه الخرزات إلى 82 ألف عام، ويُعتقد أنها الأقدم في العالم.

وقد أجرى الدراسة منذ 15 عاما فريق متعدد التخصصات بإجراء دراسة متعمقة للموقع على مدى السنوات الخمس الماضية، بقيادة عبد الجليل بوزوكار، الباحث في المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، ونيك بارتون من جامعة أكسفورد (المملكة المتحدة)، مع  باحثين من المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، و من أستراليا وألمانيا.

تؤكد حبات الصدف التي تم اكتشافها أن البشر الأوائل كانوا يرتدون باستمرار ويتاجرون في المجوهرات الرمزية منذ ما يقرب من 80 ألف عام. 

و تضيف هذه الحبات بشكل كبير إلى اكتشافات مماثلة يعود تاريخها إلى ما يصل إلى 110 آلاف عام في الجزائر والمغرب وإسرائيل وجنوب إفريقيا، مما يؤكد أنها أقدم شكل من أشكال الحلي الشخصية. 

وفقا للدراسة التي نشرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم ومجلة ساينس، كان من المعتقد لفترة طويلة أن أقدم الزخارف، التي كان يُؤرخ لها في ذلك الوقت بـ 40 ألف عام، جاءت من أوروبا والشرق الأوسط. 

ومع ذلك، منذ اكتشاف حبات خرز منحوتة عمرها 75 ألف عام في جنوب إفريقيا، تم التشكيك في هذه الفكرة، وخاصة مع الاكتشاف الأخير في المغرب لخرز عمره أكثر من 80 ألف عام. 

تشير جميع الاكتشافات إلى وجود ثقافة مادية رمزية أقدم بكثير في إفريقيا مقارنة بأوروبا أو الشرق الأوسط.

وتتكون الخرزات التي كان قد عثر عليها علماء الآثار في مغارة الحمام بتافوغالت، من 13 صدفة تنتمي إلى نوع ( Nassarius gibbosulus )، تم اكتشافها في بقايا المواقد، المرتبطة بآثار وفيرة للنشاط البشري مثل الأدوات الحجرية وبقايا الحيوانات. 

وكذلك، تم العثور على الرخويات في تسلسل طبقي يتكون من رواسب رمادية، و تم تأريخها بشكل مستقل من قبل مختبرين باستخدام أربع تقنيات مختلفة، والتي أكدت أن عمرها 82 سنة.

وتمكن الفريق من كشف أن الأصداف تم جمعها وهي ميتة، على شواطئ المغرب، التي كانت تقع في ذلك الوقت على بعد أكثر من 40 كيلومترًا من كهف الحمام. 

وبأخذ مسافة الساحل في ذلك الوقت في الاعتبار والمقارنة بالتغيير الطبيعي للأصداف من نفس النوع على شواطئ اليوم، استنتج العلماء أن البشر في عصور ما قبل التاريخ قد اختاروا ونقلوا وربما قاموا بثقب الأصداف وصبغوها باللون الأحمر لاستخدام رمزي. 

وعلاوة على ذلك، أظهرت بعض الأصداف آثار تآكل، مما يشير إلى أنها كانت تستخدم كزينة لفترة طويلة، من المرجح جدًا أنها كانت تُرتدى كقلادات أو أساور، أو تُخيط على الملابس.

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version