تحقيق لـ “نيوزويك” ينقلك إلى جحيم السوق العالمية للاتجار في الأعضاء البشرية

ثقة تيفي

“صمامات القلب”، “الجلد”، “القرنيات”، هذا بعض من الأعضاء البشرية التي يعلن عنها للبيع في مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي السرية.

يعرض بائعون محتملون أجزاء من الجسم من اختيارهم مقابل آلاف الدولارات من العملات المشفرة، ويحدث بيع آخر غير مشروع إما من خلال الاتجار بالبشر أو الاتجار بالأعضاء.

كشف تحقيق لـ “نيوزويك” الأمريكية، عن سوق عالمي يتاجر بالأعضاء من خلال قنوات التواصل الاجتماعي مثل “تلغرام” و”دارك ويب”. وقال، إن بعض المتاجرين يعملون علنا في المجال العام، ويسهل جمع الأعضاء عن طريق الإكراه أو الاستغلال.

+++  10 آلاف كلية تتداول في السوق السوداء سنويا

يقدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، أنه كان هناك حوالي 700 ضحية تم الاتجار بها لإزالة الأعضاء بين عامي 2008 و 2022.

وقدرت منظمة الصحة العالمية في عام 2018 أن 10 آلاف كلية يتم تداولها سنويا في السوق السوداء، وهي العضو الأكثر تعرضا للاتجار، وفقا لتقرير وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2024 عن الاتجار بالأشخاص. 

يسافر المتاجرون إلى الخارج للحصول بسهولة أكبر على أعضاء للزرع، إما من الأفراد الأكثر فقرا أو اليائسين الذين يبيعون أجزاء الجسم مثل الكلى أو فص الكبد أو القرنية في دول لديها قوانين حماية أقل، أو من الدول الأكثر ثراء والأكثر تقدما مع قوائم انتظار طويلة.

بحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، غالبا ما يتم إخبار ضحايا الاتجار-معظمهم من الرجال اللاجئين الذين تبلغ أعمارهم 30 عاما- أن كليتهم ستنمو مرة أخرى، أو أنه لن تكون هناك آثار جانبية للتبرع بالأعضاء.

وكشف المتحدث باسم المؤسسة الوطنية للكلى (الولايات المتحدة) لـ”نيوزويك”، عن 21,764 متبرعا في عام 2023، بما في ذلك 15,471 متبرعا متوفيا و 6,293 متبرعا حيا.  وأفاد أن متوسط وقت الانتظار لعملية زرع الكلى، يتراوح بين 3 إلى 5سنوات، و يمكن أن يصل إلى 10 سنوات في بعض الولايات.

+++ خطر التواطؤ واليأس

وقال تقرير، إن السوق السوداء الدولية للأعضاء، مستمرة في أجزاء معينة من العالم بسبب الجهات المتواطئة والأشخاص اليائسين.

وأشار تقرير صدر عام 2017 عن مركز الأبحاث Global Financial Integrity (GFI) ، إلى أن تجارة الأعضاء العالمية غير المشروعة تولد 840 مليون دولار إلى 1.7 مليار دولار سنويا.

وكشف تقرير “نيوزويك”، عن وجود شبكات من بائعي الأعضاء، يعملون عن تجنيد فرق من الجراحين في جميع أنحاء العالم، يأخذون التبرعات ويشرفون على عمليات الزرع من الأشخاص الذين يدفعون المقابل بالعملة المشفرة.

ومجموعات أخرى تستفيد من هذا السوق، توجه المهتمين لإجراء مدفوعات بعملة البيتكوين لتلقي الأعضاء من قائمة تضم مجموعة من الخيارات من الرئتين بسعر 1.800 دولار، إلى نخاع العظام مقابل 1.500 دولار.

وقال راميش سرينيفاسان، أستاذ دراسات المعلومات في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس ومؤسس مختبر الثقافات الرقمية على مستوى جامعة كاليفورنيا، للمصدر ذاته، إن المبيعات الشائنة عبر الإنترنت ليست جديدة أو فريدة من نوعها.

وأشار إلى أن مواقع الويب المظلمة مثل “طريق الحرير” التي اكتسبت زخما في أوائل عام 2010، وسهلت المبيعات القانونية وغير القانونية التي بلغ مجموعها 9،519،664 بيتكوين، وفقا للوثائق المتاحة.

+++ الاتجار يمثل حوالي 10% من جميع عمليات الزرع

فرانسيس ديلمونيكو شخصية دولية في مكافحة السوق السوداء غير المشروعة، سافر إلى أكثر من 70 دولة، بما في ذلك الصين وإيران ونيبال والسودان وكندا، لتثبيط الاتجار بالبشر بينما يروج للإجراء الجراحي المثبت للزرع.

بحلول عام 2005 اكتشف ديلمونيكو وزملاؤه، أن الاتجار يمثل حوالي 10 في المائة من جميع عمليات زرع الكلى والكبد والقلب السنوية.

وأشار إلى أن معاملات السوق السوداء لا تزال شائعة اليوم في شبه القارة الهندية وأفريقيا والشرق الأوسط، بمساعدة أطباء من دول أخرى قد يسافرون إلى مصر أو أي مكان آخر إذا تم التفاوض على الصفقات.

+++ “وادي الكلى” يغديه اليأس

في عام 2023 حذر ديلمونيكو من أن الهند “تستعد لتكون قوة رئيسية في زراعة الأعضاء العالمية مع زيادة عبء الفشل الكلوي بشكل كبير في هذه المنطقة”.

وأضاف ديلمونيكو أن السفارات الوطنية تشارك أيضا، مثل تلك الموجودة في نيبال والدول المحيطة التي ترسل متبرعين بالأعضاء إلى الهند، حيث تؤدي “المكافآت” إلى “تقديم المساعدة في ذلك العمل للبائعين والأطباء، بصرف النظر عن الغطاء القانوني (منح التأشيرات).

وأفاد مصدر “نيوزويك” أن الدولة الواقعة في جنوب آسيا هي موطن لما يوصف بأنه “وادي الكلى”، حيث يبيع فيها المواطنون الأعضاء بسبب اليأس المالي، بحسب ورقة بحثية في شتنبر 2022 نشرها أطباء نيباليون. 

في الصين، كان الأطباء والمسؤولون يحققون أرباحا كبيرة من خلال بيع الأعضاء من السجناء الذين أعدموا، حتى أن بعض المستشفيات أعلنت عن عمليات زرع قلب بأسعار بأرقام خيالية، وذلك قبل أن يقطعوا خطوات إيجابية للحد بشكل كبير من المبيعات غير المشروعة منذ عام 2007.

+++ نمو “سياحة زراعة الأعضاء”

وقدمت نيوزويك أمثلة متعددة على مبيعات الأعضاء التي يتم الإعلان عنها على كل من الويب المظلم والواضح بأسماء تبدو ملفقة.

كما تم الاستغناء عن الوسيط، حيث يأتي المتبرع من منطقة مختلفة، ويأتي المتلقي من منطقة مختلفة، وتقع المنظمة في منطقة أخرى.  ثم يأتي الجراح وكذلك أخصائي أمراض الكلى مرة أخرى من منطقة أخرى، ويفعلون ذلك في بلد آخر.

ورأى أن المانحين يأتون من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق مثل طاجيكستان أو أذربيجان أو من دول غربية أكثر ثراء.

وفي الوقت نفسه، سافر الجراحون وأطباء الكلى إلى إلدوريت بكينيا من الهند وأجروا عمليات جراحية في مستشفى خاص.

حذر بحث نشر في عام 2023 في تقارير الكلى الدولية، أن الارتفاع العالمي في الأمراض المزمنة جعل الناس يبحثون عن خيارات أوسع غالبا خارج بلدهم أو قارتهم، لتحقيق الوصول إلى زراعة الكلى مما أدى إلى نمو في” سياحة زراعة الأعضاء “، كما جاء في التقرير.

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version