ثقة تيفي
اكتشفت دراسة حديثة دليلا على مناخ أكثر رطوبة في منطقة أطلس المغرب بين 8700 و 4300 عاما مضت من خلال تحليل تكوينات الكهوف.
فحص البحث 4 صواعد من الكهوف في المغرب، وقدم تأريخا دقيقا لأنماط هطول الأمطار القديمة، يتحدى النظريات السابقة حول الظروف المناخية التاريخية.
وفقا للدراسة المنشورة في المجلة العلمية Science Direct، قام الباحثون بتحليل 3 كهوف في موقعين بجنوب شرق جبال الأطلس بين 235 و525 كلم من ساحل المحيط الأطلسي.
وأظهرت النتائج أن الصواعد القديمة تحتوي على نظائر أكسجين تشيرإلى مستويات هطول أمطار تصل إلى 270 ملم أعلى من القياسات الحالية، مع حدوث ذروة هطول الأمطار منذ حوالي 7000 عام.
تم هذا الاكتشاف عبر تحليل الكهوف في جبال الأطلس المضادة عند خط عرض 30 درجة شمالا وجبال الأطلس العالي عند 32 درجة شمالا. وقد أذن بهذا العمل المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث المغربي.
ولأول مرة تقدم الدراسة أدلة تدعم الأعمدة الاستوائية-وهي آلية تنقل الرطوبة من المناطق الاستوائية إلى المناطق شبه الاستوائية في المغرب- كمصدر إضافي لهطول الأمطار في الماضي. وتتحدى النظريات السابقة حول مصدرالهطول المتزايد، بدلا من الرياح الموسمية في غرب إفريقيا.
واقترح البحث، أن الأعمدة الاستوائية زادت في هذه الفترة، من تصدير الرطوبة إلى المناطق شبه الاستوائية أثناء فترة ارتفاع درجات الحرارة في نصف الكرة الغربي بين الشمال والجنوب.
وقالت الدراسة، “ربما تكون زيادة التغذية في الأنهار المتدفقة جنوبا إلى الصحراء الكبرى نتيجة لهذه الزيادة في هطول الأمطار قد سهلت الروابط خلال فترة رئيسية في تطوير استخدام الأراضي والإنتاج الحيواني”.
وجد الباحثون أدلة أثرية على أن 80٪ من المستوطنات القديمة في شمال غرب المغرب تعود إلى الفترة نفسها. مما يشير إلى أن زيادة هطول الأمطارفي منطقة جنوب الأطلس أدت إلى تحسين قابلية السكن.
تظهر الظروف الحالية في المناطق المدروسة الحد الأدنى من نمو الصواعد، حيث أظهر تكوين واحد فقط تطورا في الألف عام الماضية.
يبلغ معدل هطول الأمطارالسنوي الحديث في هذه المناطق 158 و 125 ملم فقط، مما يشير إلى ظروف أكثر جفافا بكثير مما كانت عليه خلال الفترة المدروسة.