وفقا للتوقعات، فالأرض “بعيدة عن المسار الصحيح” للحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، وهو هدف حددته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) في اتفاقية باريس.
وفي العام الماضي، كشفت القياسات التي تم إجراؤها في ماونا لاو، هاواي، عن أسرع ارتفاع سنوي في ثاني أكسيد الكربون (CO2) منذ بدء السجلات في عام 1958. كما أظهرت قياسات الأقمار الصناعية “ارتفاعا كبيرا جدا” في (CO2) في جميع أنحاء العالم.
كان ذلك بسبب الظروف الحارة والجافة، والتي ترتبط جزئيا بظاهرة النينيو وجزئيا بعوامل أخرى – بما في ذلك تغير المناخ، حسب مكتب الأرصاد الجوية.
وتأتي هذه الدراسة بعد أسبوع واحد فقط من تأكيد أن عام 2024 كان الأكثر سخونة. حيث كان متوسط درجات الحرارة السنوية أعلى من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية لأول مرة.
قال البروفيسور ريتشارد بيتس، الذي قاد التوقعات: “قد نشهد عاما أكثر برودة قليلا في عام 2025، واتجاه الاحترار على المدى الطويل سيستمر لأن ثاني أكسيد الكربون لا يزال يتراكم في الغلاف الجوي”.
وكشفت القياسات عن ارتفاع في ثاني أكسيد الكربون بمقدار 3.58 جزء في المليون في عام 2024. متجاوزا توقعات مكتب الأرصاد الجوية البالغة 2.84 جزءا في المليون.
تشير حسابات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، إلى أن ثاني أكسيد الكربون يحتاج إلى التباطؤ بمقدار 1.8 جزء في المليون سنويا.
ومن المتوقع أن يكون ارتفاع ثاني أكسيد الكربون بين عامي 2024 و 2025 أقل تطرفا من العام الماضي عند 2.26 جزء في المليون.
ومع ذلك، حتى هذا الارتفاع البطيء سيكون سريعا جدا بحيث لا يحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، وفقا لمكتب الأرصاد الجوية. لكن هذا يحتاج إلى تحرك عاجل دوليا.
وأضاف البروفيسور بيتس: “من المتوقع أن تتسبب ظروف النينيا في امتصاص الغابات والنظم البيئية الأخرى للكربون أكثر من العام الماضي، مما يؤدي مؤقتا إلى إبطاء ارتفاع ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي”.
في حين أن الأنماط المؤقتة مثل ظاهرة النينيو ساعدت في دفع درجات الحرارة إلى أقصى الحدود، يقول العلماء إن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان لا يزال “المحرك الأساسي” لدرجات الحرارة القصوى.
ومع ارتفاع معدل دخول ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي عما كان عليه في السنوات السابقة، لا يظهر ارتفاع درجة حرارة الكوكب أي علامات على التباطؤ في أي وقت قريب.
ويبدو أن الهدف الرئيسي لاتفاقية باريس، قد يكون أكثر أهمية من أي وقت مضى، وفقا لبحث سابق يدعي أن 25 في المائة من العالم يمكن أن يشهد زيادة كبيرة في الظروف الأكثر جفافا.
اتفاقية باريس، التي تم توقيعها لأول مرة في عام 2015، هي اتفاق عالمي للحد من ارتفاع درجات الحرارة من خلال أهداف خفض انبعاثات الكربون.
وتأمل في إبقاء الزيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية إلى أقل من 2 درجة مئوية ، ومواصلة الجهود للحد من زيادة درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية.