ثقة تيفي
قضت المحكمة الإقليمية في مدريد بالسجن لمدة عام في حق ماريا ايزابيل ميدينا بيراليتا إحدى أبرز الوجوه في حركة “باستيون فرونتال” اليمينية المتطرفة بتهمة التحريض على الكراهية والتمييز، كما قضت بأدائها غرامة مالية قدرها 6 يورو يوميا لمدة ستة أشهر.
وتعود أحداث القضية إلى 18 ماي 2021، عندما حشدت بيراليتا عبر حسابها على منصة تويتر محتجين للتظاهر أمام السفارة المغربية في مدريد. وألقت خلالها خطابا عدائيا ضد المغرب والجالية المغربية قالت فيه إن المهاجرين “يدمرون هويتنا الأخلاقية والعرقية والثقافية”، وحثت الناس على الوقوف في وجه ما أسمته “الغزو”.
ورددت شعارات مسيئة للجالية المغربية من قبيل “أقفوا الغزو” و “المغرب دولة إرهابية” إلى جانب توجيهها تهديدات مباشرة للبعثة الدبلوماسية المغربية في مدريد.
جاء هذا الاحتجاج تزامنا مع الأزمة بين المغرب وإسبانيا بخصوص موضوع الهجرة، بعد اقتحام مئات الشباب والقاصرين الحدود البرية والبحرية بين سبتة والفنيدق ودخولهم إلى المدينة المحتلة.
وتم تسجيل خطاب بيرالتا ونشره على منصات متعددة، بما فيها يوتيوب، حيث حظي الفيديو بآلاف المشاهدات. ورغم أنها لم تشارك بشكل مباشر في نشر الفيديوهات، اعتبرت المحكمة أن بيرالتا كانت على دراية تامة بتأثير كلماتها ووقعها الإعلامي، مما جعلها مسؤولة عن التحريض على الكراهية.
كما شهدت المظاهرة اشتباكات عنيفة بين أفراد “باستيون فرونتال” وقوات الشرطة، حيث أصيب العديد من الضباط وتم اعتقال خمسة أفراد من المجموعة.
وفي أعقاب ذلك، نشرت المجموعة بيانا على وسائل التواصل الاجتماعي تبرر فيه العنف وتهاجم الشرطة، مستخدمة عبارات مسيئة تجاه الأقليات.
وأمرت المحكمة بإزالة المحتوى من روابط تويتر ويوتيوب، كما أمرت المدعى عليها بدفع تكاليف المحكمة.
كان الادعاء العام في مدريد قد طالب بإدانة بيراليتا بالسجن لمدة 3 سنوات و 6 أشهر، إذ اعتبر أن خطابها ساهم في تأجيج العداء والكراهية ضد المغاربة والمسلمين، وساهم في نشر صور نمطية سلبية بحقهم. وصفت بأنها “انتهاك صريح لحقوقهم الأساسية وكرامتهم الإنسانية وأنها تدخل في إطار التحريض على التمييز والكراهية”، وهي جرائم يعاقب عليها القانون الإسباني.