أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، بأنه سيتم الإفراج عن الرهينة مزدوج الجنسية عيدان ألكسندر الإثنين بعد مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة في الدوحة.
ويأتي الإعلان عشية بدء جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الشرق الأوسط بين يومي الثلاثاء والجمعة والتي من المقرر أن تشمل السعودية والإمارات وقطر.
وتلعب قطر دور الوسيط بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحماس اللتان تخوضان حربا منذ السابع من أكتوبر 2023.
وقال الناطق العسكري باسم كتائب القسام في بيان مقتضب “قررت كتائب الشهيد عز الدين القسام الإفراج عن الجندي الصهيوني الذي يحمل الجنسية الأمريكية الأسير عيدان ألكسندر وذلك اليوم الاثنين”.
وأفاد مصدر في حماس وكالة فرانس برس بأن الحركة تبلغت بأن إسرائيل ستعلق العمليات العسكرية في غزة تمهيدا لتسليم الرهينة الأميركي الإسرائيلي عيدان ألكسندر.
وقال المصدر “تم إبلاغ حماس أن إسرائيل بدأت في تمام الساعة التاسعة والنصف صباح اليوم (بتوقيت القدس) بإيقاف تحليق الطيران الإسرائيلي والاستطلاعي والمسير والحربي ووقف كافة العمليات القتالية في قطاع غزة، لتوفير ممر آمن لنقل وتسليم عيدان”.
وأضاف أنه “تم الاتفاق مع الموفدين الأمريكيين على التزام إسرائيل بممر آمن أثناء نقل وتسليم عيدان”.
وكان مصدر مقرب من حماس أكد لفرانس برس أن الإفراج عن ألكسندر مرهون بـ”تأمين الظروف الميدانية”.
وأفاد شهود عيان فرانس برس أنه منذ الصباح تشهد مناطق قطاع غزة غيابا كليا لسلاح الجو الإسرائيلي. وقال أحدهم “منذ التاسعة صباحا لم تسجل أي غارات جوية ولا قصف مدفعي أو بحري إسرائيلي”.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الإثنين أن إطلاق سراح الرهينة مزدوج الجنسية لن يقابل بوقف لإطلاق النار في قطاع غزة أو الإفراج عن معتقلين فلسطينيين.
وقال نتانياهو إن “إسرائيل غير ملزمة بأي وقف لإطلاق النار أو الإفراج عن إرهابيين، بل هي ملزمة فقط بإقامة ممر آمن يسمح بالإفراج عن عيدان”.
وأضاف بأن التعهد بالإفراج عن ألكسندر لم يأت إلا بعد “الضغوط العسكرية” في قطاع غزة.
بدوره، أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد بإعلان حماس عزمها الإفراج عن الرهينة الأميركي الإسرائيلي، معربا عن أمله بإطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء القتال.
والجندي ألكسندر هو الرهينة الوحيد من حملة الجنسية الاميركية الذي ما زال على قيد الحياة ومحتجزا في غزة.
الأحد، أعلنت حماس “استعداد الحركة للبدء الفوري في مفاوضات مكثفة، وبذل جهود جادة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب وتبادل الأسرى”.
وقال عضو في المكتب السياسي لحماس لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته “تجري منذ عدة أيام محادثات مباشرة بين قيادة حماس والولايات المتحدة في الدوحة بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات، وتم إحراز بعض التقدم”، لافتا الى أن “الساعات المقبلة حاسمة”.
وبحسب مكتب نتانياهو فإن “الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بنية حماس الإفراج عن الرهينة الإسرائيلي-الأميركي كلفتة تجاه الأميركيين، ومن دون شروط”.
وكانت الولايات المتحدة التي تصنف حماس كمنظمة إرهابية، صرحت في مارس عن اتصالات مباشرة مع الحركة الفلسطينية، والتي أجراها حينها المبعوث الأميركي الخاص لشؤون الرهائن آدم بوهلر، بعد التنسيق مع إسرائيل.
وبعد هدنة استمرت لشهرين، استأنفت إسرائيل في 18 مارس الماضي، هجومها على قطاع غزة.
وتفرض دولة الاحتلال منذ مارس حصارا مطبقا على قطاع غزة وتمنع دخول المساعدات الإنسانية لنحو 2,4 مليون نسمة يواجهون وضعا إنسانيا كارثيا يشمل نقصا حادا في الغذاء والدواء والوقود وغيرها من مقومات الحياة.
وحضت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة أواخر الشهر الماضي، إسرائيل على إنهاء حظر المساعدات الإنسانية الذي يعرض سكان قطاع غزة للمجاعة، في حين أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي إنذارا جديدا لإخلاء مناطق في القطاع الفلسطيني قبل تنفيذ مزيد من الضربات.
وكان الجانبان اتفقا على وقف لإطلاق النار بدأ في 19 يناير، سمح بالإفراج عن 33 رهينة إسرائيلية من قطاع غزة، بينهم ثمانية جثث.
وبالمقابل، أفرجت إسرائيل عن 1800 أسير فلسطيني لديها.
وبينما المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس متوقفة، أعلنت دولة الاحتلال الاسرائيلي في الخامس من مايو عن خطة “للسيطرة” على غزة تتضمن ترحيل السكان وهو ما عرضها لانتقادات دولية.
وقتل ما لا يقل عن 52829 فلسطينيا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة بثتها الأحد وزارة الصحة وتعتبرها الامم المتحدة موثوقة.
المصدر: (أ ف ب) بتصرف