استقالة مفاجئة لمدير “مؤسسة غزة الانسانية” لاستحالة التزام المنظمة “بالمبادئ الإنسانية”



أعلن مدير “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من الولايات المتحدة والتي كانت تستعد لإدخال مساعدات إلى قطاع غزة استقالته من منصبه بشكل مفاجئ وبمفعول فوري الأحد، ما عزز الشكوك بشأن هذا الجهد الاغاثي.

وفي بيان صادر عن “مؤسسة غزة الإنسانية”، أوضح مديرها التنفيذي جيك وود أنه شعر بأنه مضطر لترك منصبه بعدما تيقن بأن المنظمة لا تستطيع انجاز مهمتها في إطار التزامها “بالمبادئ الإنسانية”.

تعهدت المؤسسة التي تتخذ من جنيف مقرا لها منذ فبراير بتوزيع نحو 300 مليون وجبة طعام خلال أول 90 يوما من عملها.

وتعتبر استقالة المدير التنفيذي للمؤسسة للأسباب التي أعلن عنها ضربة قوية لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تراهن على المؤسسة لسحب البساط من تحت أقدام منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية العاملة في غزة.

لكن الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة التي تعمل في القطاع أعلنت أنها لن تتعاون معها في ظل اتهامات بتعاونها مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

ظهرت “مؤسسة غزة الانسانية” في وقت تزايدت فيه الضغوط الدولية على دولة الاحتلال الإسرائيلي بسبب الأوضاع في قطاع غزة، حيث كثف جيش الاحتلال غاراته وعملياته العسكرية التي توقع عشرات الضحايا يوميا.

وبعد حصار خانق منذ أكثر من شهرين وتحذير وكالات الاغاثة من مخاطر المجاعة المتزايدة، قال وود في بيانه “قبل شهرين، تم التواصل معي بشأن قيادة جهود مؤسسة غزة الانسانية … مثل الكثيرين في جميع أنحاء العالم، أصبت بالهلع وانفطر قلبي بسبب أزمة الجوع في غزة، ولأنني قيادي إنساني، شعرت بأنني مضطر لبذل كل ما في وسعي للمساعدة على تخفيف المعاناة”.

وأكد وود أنه “فخور بالعمل الذي أشرفت عليه، بما في ذلك وضع خطة عملية لإطعام الجياع ومعالجة المخاوف الأمنية بشأن تحويل المساعدات واستكمال عمل المنظمات غير الحكومية الموجودة منذ فترة طويلة في غزة”.

ولكنه أضاف “من الواضح أنه من غير الممكن تنفيذ هذه الخطة مع الالتزام الصارم بالمبادئ الإنسانية والحياد وعدم التحيز والاستقلالية التي لن أتخلى عنها”.

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بلغ عدد القتلى الفلسطينيين في القطاع 53939، غالبيتهم مدنيون نساء وأطفال وأصيب على الأقل 122797 بجروح بينهم 3785 فلسطينيا قتلوا منذ استئناف جيش الاحتلال ضرباته وعملياته العسكرية في 18 مارس بعد هدنة هشة استمرت شهرين، وفقا لأحدث حصيلة أوردتها الأحد وزارة الصحة القطاع، وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وفي بيان قال المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس، إن الجيش الإسرائيلي ” يفرض سيطرته الفعلية على 77 في المئة من قطاع غزة”، البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، علما أن أكثر من ثلثيهم من اللاجئين.

ودعا وود إسرائيل إلى “توسيع نطاق تقديم المساعدات في غزة بشكل كبير من خلال جميع الآليات”، وحض في الوقت نفسه “جميع المعنيين على مواصلة البحث عن أساليب جديدة مبتكرة لايصال المساعدات دون تأخير أو تمييز أو حرف عن المسار”.

في بيان صدر الاثنين، أعرب مجلس إدارة “مؤسسة غزة الإنسانية” عن أسفه لاستقالة رئيسه وأكد أن عملية توزيع المساعدات ستبدأ.

وأوضح “شاحناتنا محملة وجاهزة للانطلاق. اعتبارا من الاثنين 26 مايو، ستبدأ المؤسسة تسليم المساعدات لغزة، لتصل إلى أكثر من مليون فلسطيني بحلول نهاية الأسبوع”.



المصدر: (أ ف ب) بتصرف

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version